أجندة ترتيب الأوضاع
22 November, 2009
أجبرت الازمة المالية العالمية دول العالم للبحث عن حلول لما أثارت من مشاكل عميقة. يجري البحث الان عن حلول في جميع دول العالم و مناطقه و باشكال مبتكرة. الجديد في البحث عن معالجات هو ما يحدث في دبي هذه الايام من خلال ما سمي ب " قمة الاجندة العالمية ". تم تنظيم القمة بالتعاون مع منتدي دافوس الاقتصادي. الجانب المهم في هذه القمة هو منطلقاتها الفكرية في البحث عن حلول لمشاكل الاقتصاد العالمي. اتفق المؤتمرون الي حد بعيد علي ان الاقتصاد العالمي اخذ في التعافي و هذا امر يستدعي البحث من عدة اوجه.
من اهم الجوانب التي استرعت الانتباه كان البحث في اساليب اعادة هيكلة العديد من المؤسسات و الشركات و اعادة تكييفها مع الواقع الجديد لعالم " ما بعد الازمة المالية العالمية " . ستأثر اعادة الهيكلة علي خطط التنمية الاقتصادية في العالم و علي الاستراتيجيات الاقتصادية التي ستشتمل علي حزم من الاجراءات التي من المفترض ان تشكل جهاز مناعة للاقتصاد العالمي من ازمات مستقبلية مماثلة لما حدث. سينعكس كل ذلك علي البرامج الكبري مثل الطاقة المتجددة و توفيق الاوضاع الصناعية مع البيئة و السعي نحو الحد من التغيرات المناخية التي اصبحت من اهم المشاكل التي تواجه العالم. من الجوانب المهمة ايضا في هذه القمة مناقشة الدور الحكومي في الاقتصاد و تشديد الرقابة الحكومية علي النشاط الاقتصادي و الاسواق و الارتقاء بالتعاون الدولي الي مستوي جديد تتسع فيه المشاركة و دمج الاقتصاديات الصاعدة في الاقتصاد الراسمالي العالمي.من المتوقع ان يطال الحوار الفكري تعزيز السلم العالمي و رفع رايات الحوار و تقريب وجهات النظر اكثر من الاعتماد علي الشكل العدواني الذي تم اتباعه من قبل الدول الرأسمالية الكبري بقيادة الادارة الامريكية السابقة و حكومة توني بلير في بريطانيا.
لقد اطلق عدد من المؤتمرين صيحات حول ضرورة تغيير العالم نحو الافضل كما تمت الدعوة الي مشاركة الجميع الحكومات ، القطاع الخاص و الافراد في ايجاد الصيغ المناسبة لمواجهة الازمات و التنبؤ بها و التحكم فيها. أعطت القمة دورا كبيرا للفكر و التخصص و المهنية و لفتت انتباه الحكومات الي ضرورة الاستماع للخبراء و المتخصصين بعمق و اخذ أفكارهم و آراءهم بجدية اكبر. من غير المعروف مردود تلك القمم علي اوضاع الفقراء في العالم فهي حتي الان تشهد علو كعب الاغنياء و اكبر فائدة مستخلصة منها هي اعطائها دورا اكبر لدول العشرين في رسم و توجيه السياسات الاقتصادية في العالم. رغم ذلك فان التوجه نحو الاغنياء هو السمة الغالبة في التوجه العالمي نحو تدارك اثار الازمة المالية العالمية. اكبر دليل علي ذلك هو تغيب الثمانية الكبار عن قمة الغذاء التي نظمتها ال ( FAO ) في روما الاسبوع الماضي. تغيب الكبار ناتج عن ان توجه الرأي العام في بلدانهم اليوم بعيدا عن هموم فقراء العالم لان التركيز منصب علي معالجة الاثار الداخلية للازمة في البلدان الغنية. تحظي مشاكل الكساد و ارتفاع معدلا ت البطالة و تفشي افلاس الشركات و هلاك الديون بالاهتمام الاكبر للدول الغنية مما جعلها بعيدة عن الوفاء بالتزاماتها تجاه جملة من القضايا الخاصة بالامن الغذائي و التغيرات المناخية وضمان تخقيق معدلات جيدة للنمو في الدول الفقيرة خاصة في القطاع الزراعي.
كل ذلك ادي الي تراجع الاهتمام بقمة الغذاء و ارتفاعه في قمة الأجندة. ربما يعطي ذلك مؤشرا نحو التوجه الجديد للعالم. يستدعي كل ما يحدث تعظيم حصة التنمية في الموازنات العامة و في الاستثمار الأجنبي و التوجه بشكل حاسم نحو التنمية الريفية و الأمن الغذائي و جميع قطاعات الاقتصاد الحقيقي في بلداننا.
Dr.Hassan.
hassan bashier [hassanbashier141@hotmail.com]