الصادق المهدي .. أعينوه علي تحقيق أمل الأمة … بقلم: جمال عنقرة

 


 

جمال عنقرة
1 December, 2009

 

       قبيل إنتخابات عام 1986م والتي أعقبت سقوط حكومة مايو في أبريل 1986م، هتف أنصار حزب الأمة (عاش الصادق أمل الأمة) واحتشد الأنصار خلف إمامهم، ووقف معهم آخرون من غير أهل الحزب أملاً في أن يقود الرجل إصلاحاً في نظام الحكم السياسي كان هو الأكثر تأهيلاً لتحقيقه. ولقد نال حزب الأمة وقتها النصيب الأكبر في الدوائر الجغرافية أهلت رئيسه ليكون رئيساً لأول وزارة بعد أبريل، إلا أن الظروف لم تؤهله لتحقيق حلم الجماهير.

       ومنذ أن سقط نظام الأحزاب الذي كان يقود حكومته الرجل، أدرك الإمام أن مسئوليته لم تعد هي أن يحكم البلاد، إذ لم يعد الجلوس علي مقاعد الحكم كافياً لتحقيق أحلام الأمة، فصار يبحث عن حلول لأزمة الحكم في السودان. ويشهد التاريخ أن السيد المهدي كان سباقاً في مد يد التعاون مع الجميع وفي أولهم الحاكمين للوصول إلي هذه الصيغة المرضية لحكم السودان. فعندما اعتقلوه وهو يهم بالخروج لتسليم نفسه للسلطات الإنقاذية الجديدة بعد أن استيقن أنهم وطنيون وليسوا عملاء، وجدوا بحوزته خطاباً للحاكمين يدعوهم فيه للحوار. إلا أن الناس ظنوا أنها ورقة يريد أن يفدي بها نفسه بعد الوقوع في الأسر فلم يأخذوا الأمر مأخذ الجد.

       وبعد أن خرج الإمام من الإعتقال لم يبرح دعوته للحكم الوفاقي الرشيد، فجاء في أول خطاب عام له في صلاة عيد الأضحي المبارك، وأمام حشد لم يكن له مثيل من مناصريه (إن أغلي أمنياتي أن تتحقق مبادئ الحق، وأن يعبر السودانيون إلي بر تطلعاتهم المشروعة بالوسائل السلمية.. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ، مادخل الرفق في شيء إلا زانه، وما دخل العنف في شيء إلا شانه.... وبين أيدينا ما آلت إليه أوطان عزيزة من تمزق مثل الصومال وليبريا لأنها أسلمت مصيرها لتراشق بين قهر السلطة وعنف المقاومة "شواجر أرماح تقطع دونها وشائج أرحام) لذلك لم أبرح أدعو الله وأتطلع وأعمل لإيجاد حل سلمي قومي ديمقراطي لمشاكل البلاد .... وأقول مردداً قول شعيب عليه السلام "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، ما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب")

       وبرغم تقلب مواقف الرجل وحالاته حلاً وترحالاً، مصادمة ومهادنة ومسالمة، إلا أني أجد كل ما يدعو إليه لم يبرح خانة البحث عن حل سلمي قومي ديمقراطي. وأجد أن مقاديفه كثيراً ما تتحطم بمعاندة مخاصميه  أحياناً ومكايدة منصاريه مرات أخري، وهو أحياناً كثيرة يتردد بين المعاندين والمكايدين حتي أن بعضاً كثيراً من هنا وهناك بدأ يفقد الثقة في الرجل ودعواته.

       ولأني قريب من الرجل، وأتحدث معه بما لايتحدث به كثيرون من صراحة ووضوح وتجرد، أزداد كل يوم يقيناً أن الرجل ما زال علي ما كان عليه بل زاد حرصاً علي إيجاد هذا الحل القومي السلمي الديمقراطي. ولا نقول ما قال به أنصاره قبل نحو ربع قرن من الزمان (عاش الصادق أمل الأمة) ولكن نقول لمخاصميه ومناصريه معاً أعينوا الصادق لتحقيق أمل الأمة. وأمل الأمة أن نعبر إلي بر تطلعاتنا المشروعة بالوسائل السلمية. وندعوه إلي البعد عن المكايدين والمعاندين من هنا وهنا، والبعد عن منهجهم الذي يفرق ولا يجمع، ويباعد ولا يقارب. والله المستعان.

 

Gamal Angara [gamalangara@hotmail.com]

 

آراء