محادثة مع البطل
13 January, 2010
خلال زيارتي الأخيرة للفاشر اتصل بي صديق أخبرني بأن البطل قد مسح بي أديم الأرض وسعى بالفتنة بيني وبين آل الإمام المهدي فقطعت زيارتي للفاشر مثلما يفعل الرؤساء حين تدلهم (الشعوب) حين وصلت الخرطوم لم أذهب إلى بيتي حيث تقيم أسرتي التي جاءت من كندا، قصدت صحيفة الأحداث وقلبي يحدثني بالوساوس والارتيابات وليس في ذهني سوى صورة البطل التي لا تربطني بها سوى الأخوة والمزاح المستطاب وكنت أسأل نفسي لماذا فعل الرجل ذلك؟ ومنبع التساؤل أننا نجاور بعضنا فأعداء الرجل هم أعدائي من مئات الأصابع التي تنقر على (الكي بورد) وأصدقاؤه هم أصدقائي عادل الباز وفوزي بشرى وفتحي الضوء ومحمد عثمان إبراهيم، وصفة الانتهازي التي يطلقها عليه مارتن لوثر كنج يطلقها عليّ ذات الرجل كأن الله لم ينعم عليه من كل ضاد العرب بغير هذه الكلمة. كنت أسأل نفسي لماذا لم يراعِ البطل (حرمة الانتهازية) التي منّ علينا بها ذلك (النويضل الكي بوردي) فالانتهازي لا يأكل لحم أخيه حتى في غير الأشهر الحرم !!
حين بلغت الصحيفة وعانقت عثمان فضل الله وقرات (القصاب ولغة الخطاب) لم أجد أي مما أشار إليه صديقي الذي اضطرني لقطع زيارتي فاتصلت به لكنه قال لي إنه لم يقرأ المقال !!
ليس من عادتي فتح بريدي الالكتروني في السودان فأنا حين أكون هناك فهذا يعني ان التيمم باطل في حضور النيل ولكني حين عدت لدبي وجدت البطل في كل بريدي جمهرة تطالبني بالانتقام وفئة تتوسل لعزائمي بالرد عليه وآخرون يذكرونني بأيام مجدي حين كنت همازاً ومشاءاً بخير الكلام البذئ وضمن تلك الرسائل وجدت رسائل من البطل نفسه ضمنها مقاله الأسبوعي وأخرى تبشرني ببراءتي من دم ذرية آل سيدي الإمام الذي كتبت فيه من الشعر ما لم يكتبه أحد من أنصاره. انظرني أيها الهماز حين اعتليت منصة المربد في بغداد ومدحته مثلما تمدح سعاد الصباح صدّام واستهليت قصيدتي بالنسيب وتغزلت في زوجتي رغم أنها تغزلني ولكن لأن الممدوح إمام لا يجوز التغزل في غير الزوجة.
لاحت سعاد كبرق بينه سُدفُ
فاستعبر القلب إن القلب يعترف
عينا سعاد تحرقا لهبي
وتفعلا فعلاً في الجوف يختلف
نار الصبابة ما يشوي القلوب جوى
والصادق المهدي تستهدي به النُطفُ
إلى أن احتشدت القصيدة وتموّجت وفاضت حين بلغت مدارج أقاصيها بقولي :
إن الإمام إذا ما امتد ساعده
حتى الرياح لها في جريها لهفُ
اتصلت بالبطل وكنت أخاله في تلك اللحظات يسترجع محمد حسنين وهو في منفاه بالغرب المتوسط الأمريكي بعد خطاب الدكتورة مريم مترنماً بـ(الحبيبة ليه قست عليا) ولكني وجدته في كامل حلته الساخرة كأنما يرتب لغزوة جديدة ساحتها ميدان آخر . فلننظر ليوم غد.
استمرت محادثتي مع البطل قرابة نصف الساعة وكانت محادثة شجية طفنا حولها بأيام مجلس الوزراء أيام الديمقراطية الثالثة وأكثر ما أوجعني من تلك المحادثة أن أولاده لا يتكلمون العربية وذلك يقع أيضاً ضمن أوجاعي الشخصية وهذا ما تفعله الغربة بالكبريت الأحمر كما يقول مظفر غير أن البطل نبهني لأمر غريب للغاية هو تساؤله عن كثرة أعدائي وسر نشاطهم المحموم ضدي وهذا ما لن أجد له إجابة لأنها عندهم.
شعر له علاقة بالنص :
سنانهم مبارد
تهش الحديد
ما فيش سخن بارد
مدام نهر وارد
وجاي م الصعيد
(أحمد فؤاد نجم)