مبارك الفاضل حفيد المهدى .. لا للدوله الدينيه تانى شنو الفاضل ؟! … بقلم: تاج السر حسين
19 March, 2010
royalprince33@yahoo.com
عزيز أنت يا وطنى برغم قساوة المحن.
هذا الشعب السودانى العظيم البطل يمرض ولكن لا يموت، وفى كل مرة وبعد أن يصيب الناس الياس والأحباط يهب من غفوته ويؤكد للعالم بأنه فعلا يمرض ولا يموت.
من قبل وبعد 16 سنه من حكم جعفر النميرى الشمولى الديكتانورى وتحت ظل أحد اقوى الأجهزة الأمنيه فى المنطقه وبعد انتفاضة ابريل مباشرة شكلت محاكمه للواء عمر محمد الطيب النائب الأول لرئيس الجمهوريه ورئيس جهاز الأمن القومى (الأسبق) وبعض معاونيه فى قضية تهريب اليهود الفلاشا من السودان لأسرائيل، وقتها كان يزور السودان وفد حقوقى وقانونى مصرى مكون من اساتذة اجلاء وخبراء قانونيين، فذهلوا من تلك المحكمه التى وقف امامها رئيس المجلس العسكرى (سوار الذهب) وأدى التحية العسكريه احتراما للقاضى وللمحكمه وأدلى بشهادته وهو وقتها يعتبر (رئيس الدوله)، وعلق الأساتذه القانونيون المصريون مذهولين قائلين :
"هل يعقل ان تعقد مثل هذه المحكمه وعلى هذه الدرجة من العداله والمهنيه والثقافة القانونيه فى بلد كان محكوم لمدة 16 سنه بنظام ديكتاتورى"؟
وبالأمس وخلال ندوة السيد/ مبارك الفاضل المهدى شعرت بالفخر والأعتزاز للشجاعه والطريقه التى قدم بها السيد مبارك نفسه وأنتقد نظام الأنقاذ ولم يترك له شيئا مستغلا مساحة الحريه المتاحه لأول مره بصورة حقيقيه لا كما كان يظن الكثيرين فى السابق وكنت اختلف معهم واقول لهم ما هو متاح مقبول للنظام الحاكم ولولا ذلك لما سمح به.
فالسيد/ مبارك الفاضل بالأمس مثل (ضمير) الشعب السودانى العظيم، وقال ما لم يكن يقال الا خارج الوطن عن فساد معروف وبالتفاصيل الدقيقه خاصة ما اورده عن البنوك والفساد الذى لم يحدث فى تاريخ السودان من قبل.
ومن هنا ارسل التحايا الحاره والتقدير الأكيد للرجال والنساء مفكرين وصحفيين الذين شاركوا فى تلك الندوه داخل السودان وتحدثوا بشجاعه منقطعة النظير دون خشية أو وجل.
وفى اعتقادى الخاص ومن يشاركنى فى هذه الرؤيه، ودون شك جال بذهنهم الكثير من الخواطر والأسئله، منها على سبيل المثال لو سمح النظام بمثل هذه الديمقراطيه من قبل اما كفانا شرالمحكمه الجنائيه والبحث عن العداله بعيدا عن حدود الوطن، ولأخترنا ان يحاكم المتهمين امام محاكم سودانيه طالما انها توفر العداله فى جو ديمقراطى حقيقى؟
ومنها الا يشعر حتى المؤيدين للأنقاذ خاصة من ابناء الفترة الأنقاذيه الذين لم يتذوقوا طعم الديمقراطيه من قبل على قلتهم بأن الديمقراطيه تشعر الأنسان بكرامته وعزته ومكانته وانه انسان حتى لو لم توفر له الخبز؟
الا يستحق منا الشهداء الأبرار الذين قدموا للفداء انفسهم بايديهم وجعلوا مثل هذا اليوم ممكنا، وأن يجهر مبارك الفاضل حفيد المهدى من خلال قناة سودانيه، داخل السودان (بلا) داويه للدوله الدينيه التى سوف تؤدى لأنفصال الجنوب وتهدد وحدة البلاد كله وتجعل منه (صومال) جديد؟
نعترف كنا فى السابق نعارض مواقف السيد/ ميارك الفاضل، ونعارض مواقف السيد / الصادق المهدى، لكن من حقهم علينا الآن ان نشيد بمواقفهم الصلبه المنحازه للحق دون تسويف فى هذه اللحظات التاريخيه الحاسمه من عمر الوطن، وفى ذات الوقت ندعو باقى القوى السودانيه فى الأحزاب والحركات ان تحذو نفس الحذو حيث لا زعامه ولا أحترام ولا مكانه لقائد لا يشعر بالمخاطر التى تهدد الوطن فى هذه المرحله، وكل من يغرد خارج السرب سوف يعزل نفسه وسوف يسئ لتاريخه وتاريخ حزبه.
وكل سودانى لا ينكر ذاته ومطامحه الشخصيه وينسى خلافاته ويتسامى فوق جراحاته وخصوماته هذه الأيام، ولا يعمل من أجل أن يبقى الوطن سالما وآمنا وموحدا فهو (خائن) لهذا الوطن ولتاريخه ولأنسانه العظيم الذى يستحق كل تضحية.
وهذه سانحه ندعو فيها الحركات الدارفوريه وفى مقدمتها حركة العدل والمساواة التى لا ينكر أحد انها الأقوى أن تتبنى نهجا يسمح بجمع كافة الحركات الدارفوريه فى بوتقة واحده وتحت مسمى جديد لا يعزل احدا ولا يقلل من شان حركه وأن تسحب البساط من تحت اقدام المؤتمر الوطنى وأن تفرض شروطها العادله التى تعيد لأهل دارفور أمنهم وسلامتهم وتعيد لهم حياتهم الطبيعيه فى مدنهم وقراهم وأن يصبحوا جاهزين للمشاركه فى الأنتخابات.
وعلى ذكر الأنتخابات فان ما يردده المؤتمر الوطنى ومن يريدونه جاثما على صدر الوطن بصعوبة تأجيل الأنتخابات اذا كانت هنالك ضرورة لذلك يجافون الحقيقه ولا ينظرون للأمور ابعد من تحت اقدامهم، فطالما تم تأجيل الأنتخابات فى دارفور وفى جنوب كردفان يمكن كذلك تأجيل الأنتخابات فى كافة انحاء السودان وفق اتفاقية نيفاشا نفسها وبرضاء الشريكين، مع استثناء للجنوب حتى يمارس اهله حقهم المشروع فى الأستفتاء فى وقته المحدد له والذى نتمنى ان يخرج لصالح الوحده الطوعيه التى يجب الا يفرط فيها أى سودانى بل يجب أن يعمل لها كل سودانى حر شريف ديمقراطى قلبه مبرأ من الحقد والغل وعقله سليم ومتوازن ولا يعانى من عقد.
مرة أخرى احى مبارك الفاضل المهدى على شجاعته وجهره بقول الحق (لا للدوله الدينيه) التى انتهكت باسمها اعراض الناس وأهين واذل شرفاء الرجال والنساء وشرد بسيف الصالح العام الخبراء فى جميع المجالات الذين تلقفتهم دول العالم الأول والثانى والثالث.
وأنه لأمر محزن ومؤسف ان يضطر السودانيون للقبول بمحاكمة نفر منهم فى الخارج بسبب عدم توفر العداله أو الجو المناسب لتحقيقها داخل السودان، وفى ذات الوقت يقع الأختيار على قاض سودانى ويوضع على قمة القضاء فى اماره متقدمه ومتطوره مثل دبى، حتى صدق المثل الذى يقول بأن زامر الحى لا يطرب أهله.
شكرا للسيد مبارك الفاضل وشكرا لكم بنى وطنى الشرفاء الأنقياء، فقد اثلجتم صدورنا بالأمس وأزلتم عنها حزن والم 20 سنه وسوف يبقى مكانكم دائما فوق الروؤس.
آخر الكلام:-
كلمات الشاعر (الحسين أونسه)
عزيز انت يا وطني برغم قساوة المحن
برغم صعوبة المشوار ورغم ضراوة التيار
سنعمل نحن يا وطني لنعبر حاجز الزمن
حياتك كلها قيم تتوج همة شماء
فكم فى الدرب من ضحو وكم فى الخلد من شهداء