رجال المفوضية … صناع الرؤساء … بقلم: سارة عيسى

 


 

سارة عيسى
31 March, 2010

 

ليس بالأمر الصعب التدقيق في ماضي رجال المفوضية ، فنحن في السودان منفتحين إجتماعياً ، وبسبب الكبت والقهر وعدم الشفافية التي كرستهم حكومة الإنقاذ تكون المعلومة البديلة- حتى ولو كانت خطأ- أقوى من المعلومة الرسمية ، الدكتور أولتا ماتير أستاذ القانون بجامعة الخرطوم هو أحد رجال المفوضية ، الأستاذ ماتير في جامعة الخرطوم كان مشهوراً بأستاذ (90% ) ، وهذه قصة معروفة وليست هي محل الجدل الدائر  الآن ، لكنه كأكاديمي كان بعيداً عن الواقع السياسي الذي نمر به الآن ، وكذلك مولانا أبيل لير ، هؤلاء من خامة الدكتور لام أكول ، فمصالحهم في الشمال أكبر من نظيرتها في الجنوب ، أما نجم المفوضية اللامع فهو الدكتور الأصم ، ويصلح أن أطلق عليه لقب صانع الرؤساء ، كما أُطلق على القاضي إفتخار شودري في باكستان ، القاضي شودري بسيف الفساد أستطاع تنحية كل من بنازير بوتو ونواز شريف من حكم باكستان ، وذاع صيته بين أبناء الشعب ، لكنه فشل في خلع برويز مشرف ، أما دكتور الأصم فإنه لم يوفق بين مصالحه الشخصية ومصلحة الوطن ، فهو يستغل منصبه في المفوضية للقيام بالدعاية لمركز التدريب التابع له ، وحتى الآن نجهل الأرقام التي دفعت عليه مقابل التدريب الذي قام به ، فعدم الشفافية ظلام غطت كثافته حتى على أصحاب الأقلام والعقول النيرة ، أقولها ولا يخالجني شك أن اللعبة الإنتخابية في السودان  قد أنتهت ، وتبقى على ساعات إعلان فوز الرئيس البشير قصيدة شعر ينظمها عبد الباسط سبدرات ، أول كلمات رثاء يتفوه بها الدكتور نافع وهو يسجي جثمان الأحزاب السياسية في مقابر أحمد شرفي  كما وعدنا في السابق ، بدأت رائحة الطبيخ تفوح ، بطاقات الإقتراع وكشوفات الناخبين في معمل حزب المؤتمر الوطني ، يتم تطريزها وحياكتها  ، لكن كان هناك خطأ في وضع التوابل ، السرعة لم تمكنهم من طبع بطاقات إقتراع باللغة الإنجليزية مما يستدعي وجود مترجمين في مراكز الإنتخاب ، من هنا أقول لدكتور الأصم : أمطري فسوف يأتيني خراجك ، نحتاج لمترجمين مهرة في كل أنحاء السودان ، وهناك من قلل من هذا الأمر : طالما أن صورة المرشح موجودة فما الداعي من الخوف ؟؟ هذا يعني أن الإنقاذ تتعامل مع الشعب كأنه أمي ويجهل القراءة والكتابة .

في مخاطبته لأنصاره أمس ، يمضي المرشح البشير قدماً في تعقيد الأزمة السودانية ، وبدأ يكتب إسمه في زوار معرض كتاب نقض المواثيق والعهود ، فإن إنسحبت الحركة الشعبية من إنتخابات الرئاسة ..فمن حق الإنقاذ رفض الإستفتاء !! ، لا يوجد وجه مقارنة بين الأمرين ، فالإنتخابات هي أداة لترسيخ حق الرئاسة المتداول ، وهو  حق متقلب بين فترة إنتخابية وأخرى ، أما تقرير المصير فهو حق شعب ، وهو حق أبدي لا يخضع لتقلبات مزاج الناخب ، وهو حق المواطن الجنوبي وليس حق الحركة الشعبية ، ولقد كان الشمال يقيم الإنتخابات منذ إستقلال السودان ، لكن هذه العملية لم تغير مجرى الأحداث في الجنوب ، وحديث رجال المؤتمر الوطني عن الإنتخابات السودانية يعطينا الدلالة  بأنها في حكم المنتهي ، وهم فقط  يريدون من الحركة الشعبية المشاركة حتى ولو بصورة رمزية مما يجعل المرشح البشير يكسب شرعيته بين دول العالم ، أما الأحزاب السياسية فرصة لبعثرت هذا الحلم في الهواء ، العودة للمائدة الإنتخابية مرهونة بإشراف المجتمع الدولي على الإنتخابات  من الألف إلى الياء ، إلغاء الرقابة وقيد الحريات ، تمكين الذين فاتهم التسجيل من حق التصويت ، عدم إستغلال جهاز الدولة الرسمي في الدعاية الإنتخابية .

سارة عيسي

 

sara issa [sara_issa_1@yahoo.com]

 

آراء