محن دكتور ابو صالح وغازى سليمان! …. بقلم: تاج السر حسين
1 May, 2010
– royalprince33@yahoo.com
العالم المصرى د. زويل الحاصل على جائزة نوبل فى الكيمياء والمقيم فى أمريكا يزور من وقت لآخر بلده مصر ويخصص جزء كبير من زمنه للجامعات وطلابها مقدما عصارة تجربته وملقيا العديد من المحاضرات عن طرق التعليم الحديث فى الدول المتقدمه وضرورة الأهتمام بالبحث العلمى وأنه المخرج الوحيد من الجهل والتخلف والدخول فى عالم الحضاره والمدنيه .. والحقوقى الدكتور البردعى بعد أن أدى دوره فى رئاسة الوكاله الدوليه للطاقة الذريه، يتفق معه البعض ويختلفون بدأ يشارك فى العمل العام والمساهمه فى تحول ديمقراطى حقيقى يضع مصر فى مصاف الدول التى تمارس ديمقراطيه حقيقيه دون تهافت منه للنظام أو أن يدعو لتشكيل لجنة قوميه لترشيح زيد أو عبيد، وهكذا يكون العلماء.
اذا حولنا هذا المشهد نحو وطننا السودان نجد مثالا لذلك ما يلى:
الدكتور ابو صالح الطبيب المشهور فى جراحة المخ الذى يصر على ارهاق امخاخنا ومعه الحقوقى غازى صلاح الدين ولا داعى أن اتحدث عن دقش الذى كان يعمل ناطقا رسميا لمنظمة الوحدة الأفريقيه مقيما فى اثيوبيا وعن علاقته القديمه بنظام جعفر نميرى ولذلك لا استغرب رأيه الحالى وعلاقته بنظام البشير.
دكتور ابو صالح كما هو واضح فكره قريب جدا من فكر الأخوان المسلمين أو الأتجاه الأسلامى أو الحركه الأسلاميه أو المؤتمر الوطنى سمه ما شئت، رغم انه كان مرشح ومؤيد من السيد/ محمد عثمان الميرغنى فى حكومه الأنتفاضه الأنتقاليه التى اطاحت بنظام مايو، وما هو معلوم لنا بالضروره أن الأديان كلها تدعو للخير وللحق خاصة الأسلام الذى يثمن الصدق ويحض عليه حتى ان العارفين قالوا: (العمل الصالح يدخل صاحبه الجنه أما الصدق فيوصله لله).
دكتور ابوصالح ظهر على قناة النيل الأزرق فى حلقه مخجله أعيدت عدة مرات والى جانبه الحقوقى غازى سليمان مدافعا عن البشير وعن نظام الأنقاذ بشراسه، وهو يعلم أن نظام الأنقاذ بدأ اعلانه لنفسه للجماهير السودانيه بكذبه مشهوره وتعميم باسم القائد العام موجه للقوات المسلحه لتنفيذ الأوامر وتائيد ذلك الأنقلاب وعدم مقاومته، ودكتور ابوصالح يعلم أن عراب ذلك الأنقلاب الدكتور حسن الترابى أعترف بأنه موه على القوى السياسيه وكذب عليها بذهابه للسجن وتركه البشير يذهب للقصر، وكان خلال تلك الفتره المتفق عليها يؤم اؤلئك القاده السياسسين لأداء الصلاة!
والدكتور ابو صالح كما ذكرت اخصائى مشهور فى جراحة المخ وعمل وزيرا للخارجيه فى اول حكومه فى عهد الأنقاذ، فهل يستغرب غضبه وهو يتحدث فى قناة النيل الأزرق عن أن الجنوبيين منحوا أصواتهم لرئاسة الجمهوريه بنسبة تزيد عن ال 90% لياسر عرمان رغم مقاطعته للأنتخابات بينما حصل البشير على 7 % فقط؟
اليس هذا مؤشر لدكتور ابو صالح الذى يعالج المخ مكان التفكير بأن المؤتمر الوطنى ومن خلفه سوار الذهب ولجنته ومعهم كافة أهل السودان لو ارادوا الوحده، لعملوا من أجل أن يفوز ياسر عرمان لكى يختار شعب الجنوب الوحده فى الأستفتاء بدلا من الأنفصال؟
هذه بديهيه لا تحتاج الى توضيح أكثر من هذا.
ومن الغريب والمدهش أن د. ابو صالح انتقد الحركه الشعبيه لا شعب الجنوب فى ذلك الأختيار وكأنى بها يريد أن يقول كان على الحركه الشعبيه أن تزور نتيجة الأنتخابات لصالح البشير كما فعل المؤتمر الوطنى فى الشمال وفى الأماكن التى يفرض عليها سلطته!
اما الحقوقى غازى سليمان فقصته عجيبه وفى كل مرة استمع فيها لهذا المحامى المنفعل دون سبب متحدثا فى احدى الفضائيات أسأل نفسى كيف كان غازى منتميا للحركه الشعبيه؟
وما هو معروف عنه انه كان ينتمى من قبل لقبيلة اليسار السودانى الذين يتفق الناس معهم أو يختلفون لكن لم يحدث أن اتهموا بعدم النزاهه أو عدم الوطنيه وقد شهد بذلك الد خصومهم من قيادات الفكر الأسلامى !
غازى سليمان .. تحدث عن أن شعب السودان كله أجمع على اختيار البشير رئيسا للجمهوريه وهو يعلم ان الذين اختاروا البشير لم يصل عددهم للسبعة مليون من هذا الشعب رغم التزوير والفبركه الواضحه و(الخج) الذى فات كل حد، وهو يعلم ان الذين اعطوا اصواتهم فى غير صالح البشير ومعهم المقاطعين بلغ عددهم 10 مليون، وهو يعلم أن المفوضيه (المايويه) وهذه المعلومه لا تهمه كثيرا ولا داعى لذكر السبب - فمايو ليست بعيده عنه كثيرا - تعمدت الا يتم تسجل كافة المهاجرين السودانيين الذين يبلغ عددهم حوالى 8 مليون وهؤلاء وحدهم مع صوت الجنوب ودارفور التى لم تشارك قادرين لحسم الأنتخابات لصالح (الوحده) اى لأى لصالح أى مرشح غير عمر البشير.
وخلافنا الاساسى فى الوقت الحاضر مع البشير ومؤتمره الوطنى هو أننا ندرك بأنهم غير قادرين على حل مشكلة دارفور وغير قادرين على تحقيق وحدة السودان، وهذين الهمين يجب ان يكونا فى قمة اهتمام اى سودانى وطنى غيور مخلص لوطنه.
وغازى صلاح سليمان ساخرا يتهم الأحزاب بأنها لم تستعد ولم تجهز نفسها لخوض الأنتخابات، بينما بدأ المؤتمر الوطنى فى اعداد نفسه منذ أن وقع اتفاقية سلام نيفاشا، فهل هذا منطق انسان حقوقى كان عضوا مهما فى الحركه الشعبيه؟
الا يعلم غازى سليمان المماطله والتباطوء الذى ظل يمارسه المؤتمر الوطنى فى التوقيع على كافة القوانين التى اقرتها اتفاقية نيفاشا وفى مقدمتها قانون الأمن الوطنى وبدون اقرارها لا يمكن ان يحدث تحول ديمقراطى حقيقى ولا يمكن ان تتمتع الأحزاب بالحريه التى تمكنها من عقد مؤتمراتها وندواتها؟
الم يشاهد غازى سليمان بعينيه كيف أن عضوا برلمانيا بل مرشحا للحركه الشعبيه لمقعد رئاسة الجمهوريه تم اقتياده مع أمين عام الحركه فى كومر شرطه وتم ضربه بالهروات داخل احد الأقسام وهو يحمل حصانه تمنع اعتقاله؟
الا يعلم غازى سليمان أن العمل التجارى الضخم والبزنس الذى يحقق مكاسب هائله كان محتكرا كله لكوادر المؤتمر الوطنى الذى كان ينتهج أسلوب جوع كلبك يتبعك لأذلال الشعب السودانى واغتصاب صوته وتاييده رغم ما واجهه من تحقير وتشريد واهانات؟
وكيف تنظم الأحزاب نفسها دون مال ودون حريه ودون اعلام؟
كنت اتمنى فى بداية الحلقه التى تحدث فيها د. ابو صالح وهو اسلامى التوجه وغازى سليمان وهو يسارى الأنتماء ان يسألا مقدم الحلقه منذ البدايه لماذا لمن يأت بصوت مخالف لصوتهما؟ وهل هذه ديمقراطيه التى تجعل القنوات الفضائيه الرسميه حكرا على مؤيدى البشير قبل ان يفوز وبعد أن أن اعلن فوزه؟
الم يشاهدوا القنوات الأعلاميه فى الجاره القريبه مصر وهى فى كل يوم تشوى ظهر الوزراء والمسوؤلين ويتحدث فيها المعارضون بحرية كامله، وتكشف الفساد فى جميع الجوانب وتعرى القيادات النقابيه منتمية للنظام أو ضده، بل أن الأعلام لم يترك عضو برلمانى منتميا للحزب الحاكم صرح مجرد تصريح منفلت حتى قرر الحزب محاسبته ومساءلته على تلك التصريحات.
نحن فى السودان لسنا اقل من مصر وعيا وثقافة وتاريخا لكن مشكلتنا فى بعض المثقفاتيه الذين رهنوا أنفسهم للحكام وجعلوا منهم الهة، ورهنوا أنفسهم للأنظمه الديكتاتوريه والشموليه ودعموها وساندوها وساهموا فى بقائها جاثمه على صدر الوطن لعشرات السنين.
ومن عجب ان غازى سليمان أفتى بأن الجنوب اذا اختار الأنفصال فى 9/1/2011 فسوف يختار الشمال الوحده مع مصر، بهذه البساطه وكأن مصر تنتظرعدم قبول الجنوبيين بالوحده مع اخوانهم الشماليين، فتتلهف للوحده مع من هم مثل غازى سليمان (العينو فى الفيل وبطعن فى ضلو)، واذا كانت وحدة السودان تهمه لطالب وهو حقوقى باعلان بطلان هذه الأنتخابات المعيبه والمزوره (المخجوجه) من رأسها وحتى اخمص قدميها وأن يطالب باعادتها فى اقرب وقت وأن يتفق كافة اهل السودان على مرشح يقدمه الجنوب فهذا هو الضمان الوحيد لتحقيق الوحده فى هذا الزمن القليل المتبقى، لا خزعبلات لجنة سوار الذهب التى اضاعت الديمقراطيه ووأدتها وتسعى الآن لأضاعة الوحده، وعلى الأخوه فى الجنوب رفض هذه اللجنه غير المحائده وفى ذات الوقت أن يرفضوا مفوضية الأنتخابات الحاليه واستبدالها بمفوضية أخرى تشرف على الأستفتاء تختار بكاملها من قضاة عرفوا بالنزاهة وطهارة اليد.