بحق الإنسانية اردعوا إسرائيل … بقلم: د. حسن بشير محمد نور – الخرطوم

 


 

 

 

     لقد بلغت الجرائم الاسرائلية تجاه الانسانية درجة لا يمكن للعالم تجاوزها او غض الطرف عنها دون ان يحدث ذلك التجاوز كوارثا و خسائر لا يمكن تداركها. لم تعد جرائم اسرائيل موجهة نحو الشعب الفلسطيني الذي ظلت حقوقه مغتصبة منذ العام 1948م ، لم تعد جرائمها موجهة ضد الدول العربية و الشعوب العربية باحتلال الارض و تدمير المنشآت و البنيات التحتية و ممارسة الاعتقال و القتل الجماعي كما حدث و يحدث مع لبنان و سوريا و كما تم تدمير غزة بشكل شبه كامل اضافة للجرائم البشعة ضد الشعب الفلسطيني و الشعوب العربية منذ قيام هذا الكيان المارق وولادته و حتي اليوم. لقد تعدت الوحشية و البربرية الاسرائيلية ذلك النطاق لتصبح جرائم تطال جميع دول العالم و شعوبه المحبة للحرية و السلام و بذلك اصبحت هذه الدولة المارقة و النبت الشيطاني تهدد السلم العالمي. السلم العالمي مهدد اليوم بسبب اسرائيل بعد تعديها علي حقوق و مواطني دول مهمة مثل تركيا و العديد من الدول الاوربية إضافة لتحرشها المستمر و تآمرها علي إيران و تهديدها المستمر لسوريا و لبنان.

     الجرائم الاسرائيلية اصبحت بلا حدود و دون كابح و يدها مطلوقة لتفعل ما تشاء و لترتكب أفظع الجرائم في تاريخ البشرية من احتلال للأراضي و مصادرة لها و من تجويع و حصار و قتل جماعي و قرصنة جوية و بحرية و انتهاك سيادة الدول بتنفيذ عمليات اغتيال في دول اخري كما حدث في العديد من دول العالم. لن تستطيع الدول العربية ان تفعل شيئا ضد اسرائيل حتي ان ارادت ذلك ، وهي لا تريد. ستجتمع و تنفض اجتماعاتها و ستثير ضجيجا دون طحن و المحصلة النهائية ستكون فقاعات و خيبات لا حدود لها. معظم الدول العربية تخشي شعوبها و تقمعها كل يوم لذلك لا يمكن ان تطلق  الشعوب من عقالها ليخرج جن الحريات من قمقمه و يصبح لا سبيل لكبحه. لذلك حتي و لو كانت هناك ردود فعل رسمية او شعبية في الدول العربية فستكون محدودة و موجهة و بلا فاعلية و أي اتجاه للخروج عن ذلك سيتم قمعه و احتوائه بشكل لا يقل عن مستوي الوحشية الصهيونية.

     اذا لم يقم العالم بالتصدي بجدية للبربرية و الوحشية التي تمارسها الدولة الصهيونية المارقة علي القوانين و الشرائع و القيم الدولية  فلن تقوم قائمة لدعاوي حقوق الانسان و اشاعة العدالة الدولية في العالم ووضع حد للإفلات من العقاب و سيتم دفن القانون الدولي و تشييعه الي مسواه الأخير غير مأسوف عليه. ستكون تلك الدعاوي حبر علي ورق و سيلوح جميع طغاة العالم بالورقة الإسرائيلية و سيضحكون في وجه العالم و يتهكمون عليه قائلين ، و ماذا فعلتم لإسرائيل؟ إسرائيل تنتهك جميع القوانين الدولية و الإنسانية الدولية و تعتدي علي سيادة الدول و تمارس القرصنة بجميع أشكالها و فعلت ذلك اليوم في المياه الدولية و العالم يتفرج عليها.

    من المشين ان تكون الامم المتحدة عاجزة الي هذا الحد تجاه دولة خارجة علي القانون و تطلق دعوة مخجلة ب " ضبط النفس" ، هذه العبارة اصبحت مثيرة للاشمئزاز و الغثيان و تعبر عن العجز ان لم نقل التواطؤ و التآمر. اسرائيل عار علي العامل و وصمة في جبين البشرية و" بصقة" كبيرة في وجهها ، ربما ستكون هذه الفرصة الاخيرة للامم المتحدة و مجلس الأمن و المحكمة الجنائية الدولية لكي تقدم نفسها الي العالم بشكل مختلف يساعد علي صيانة حقوق الانسان و يكفل العدالة الدولية بشكل متساوي ودون تمييز لجميع شعوب العالم. اذا لم تفعل ذلك فيجب البحث عن مؤسسات بديلة لصيانة حقوق الانسان و القيم الانسانية الخيرة و العمل بجدية لصيانة السلم العالمي من المغامرات الاسرائيلية و جرائمها التي لا يمكن التنبؤ بتبعاتها  و من الممكن ان ترتكب اسرائيل في يوم ما حماقة تؤدي الي تدمير الحضارة البشرية في مجملها.

      بحق فان اسرائيل هي اكبر مهدد للامن و السلم العالميين . بحق " كل عزيز و انساني " اردعوا اسرائيل الصهيونية الخارجة علي القوانين و الطبيعة البشرية. ما قامت به المنظمات و النشطاء العالميين لكسر الحصار عن غزة اكبر من حماس و من غزة انه من اجل القيم و المبادئ الإنسانية من اجل الحق و العدالة و الإنسانية ضد الظلم مهما كان نوعه و غض النظر عن جنسية أو انتماء و نوع الإنسان الذي يقع عليه الظلم. ان الحقوق و العدالة غير قابلة للتجزئة او الاانتقاء ، انها حق مكفول للجميع بالتساوي. الموت و الدمار للصهيونية العالمية و لكل جبار أثيم و العار لكل من يصمت علي الظلم و لكل متواطئ مع المعتدين و الذين يشتركون جميعا في صفات الكذب و التلفيق و الخداع إضافة لصفاتهم الذميمة الاخري. اكثر ما كان يدعو للعجب فيما حدث ، حسب رأي هو السذاجة العالمية في التوقعات التي كانت تستبعد ارتكاب اسرائيل لمثل هذه المجزرة ، شخصيا كنت علي قناعة تامة بان اسرائيل ستقمع "قافلة الحرية" و ستضربها " بيد من حديد" ، يبدو ان الكثير من أخيار العالم  لازال لديهم أمل في الطغاة ، لكنهم ايها السادة و السيدات ، لا يتغيرون حتي و لو بدلوا لون بشرتهم و نبرات أصواتهم ، هم هم لا يتغيرون و لا أمل يرجي منهم.

 

 

Dr.Hassan.

hassan bashier [hassanbashier141@hotmail.com]

 

آراء