الطيب مصطفى.. السفهاء يمتنعون!! -4- بقلم: عادل الباز
2 June, 2010
المنبر يلد الفتن... والحكومة تتفرّج... والشيطان يعظ!!
إلى أن يعود الطيب مصطفى لزفراته سالماً، نواصل مع السامري الذي لنا معه قضيتان اليوم: الأولى تتعلق بادّعائه الحرص على أخلاقيات الصحافة، واستعدائه لمجلسها علينا، والثانية تتعلق باقتباسنا للمعرّي. لنبدأ بالمعرّي.. ذكرت في افتتاحية مقالي الأول عبارة المعري (اثنان أهل الأرض ذو عقل بلا دين وآخر دين لاعقل له). قال السامري معلقا على العبارة إن المعري كتبها في أيام ردّته وهذا حق، وكذلك كثير من شعره، لكن كثير من المرتدين والكفار كتبوا شعرا جميلا، فما المشكلة!! فالشعر لايكتبه المؤمنون فقط.
السامري قد يوافقنا على أن كثيرا من ذوي العقول هم بلا دين.. فالمفكرون الملحدون بلادين.. بل إن المؤمنين الذين ينادون النبي (ص) من وراء الحجرات وصفهم القرآن بأن (أكثرهم لايعقلون). يستنكر السامري أن يكون ذو الدين بلاعقل. الذين قاتلوا وقتلوا سيدنا على كرم الله وجهه من حفظة القرآن وكانوا على تدينهم، سفهاء بلاعقل.
بالأمس مثلا خرجت الممثلة صابرين المتحجبة (والله احنا الصابرين) للإعلام تقول إنها سترقص بالحجاب إذا خرجت الجزائر من الدور الأول في كأس العالم!! تصوّر، أها هسع دي ذات دين بحجاب، ولكنها بلاعقل يمنعها من الرقص في الشارع بالحجاب للتشفي!!. إن شاء الله الجزائر تصعد للدور الثاني علشان هي ماترقص وانتو ما تتفرجوا... حسادة كده.. عفوا أنا بهظر مع القراء الكرام مش ناس المنبر.. ديل شغالين بالانفصال بس!!
تاني.. مثلا سيرقص كثيرون إذا أُعلن في التاسع من يناير 2010 انفصال الجنوب، فكيف لذي عقل أن يرقص على جثة الوطن الحبيب لو كان يحبه، ولكنها الكراهية!!. يقول المفكر السوري بسام درويش: (يغسلون وجوههم وأطرافهم قبل الصلاة، والأحرى بهم أن يغسلوا أولاً قلوبهم من الكراهية).
السامري حين حوصر بسوءاته وضاقت عليه الدنيا، هرع يستنجد بمجلس الصحافة، محرّضا على (الأحداث) قائلا: (الغريب أن هذا يحدث تحت سمع وبصر مجلس الصحافة الذي يبدو أنه لايتدخل إلا حينما يصل الضرب الى ما تحت الحزام). ثم مضى واعظاً (فإن للصحافة حدودا لأنها مرآة لقيم المجتمع وأخلاقه، ومجلس الصحافة هو القيّم والأمين على رعاية تلك الحدود). ياسلام... أرأيتم هذا الوعظ الأجوف عن القيم والأخلاق.. الشيطان يعظ ومالو!!. أين كانت تلك الأخلاق والقيم حين لوّثت الزفرات بالكذب؟.
قلت إنني أتجوّل خالي البال، والواثق كمير شيوعي، وأنت تالله كاذب!! أين الأخلاق وأنت تتجسس على أسرتي؟. أين القيم وأنت تتهمنا بالعمالة العالمية دون سند؟. بعد كل هذا يلقي علينا السامري دروسا فى أخلاق الصحافة.
(وقال السُّهى للشمسِ أنتِ خفيةٌ
وقال الدُّجى للصبحِ لونُكَ حائلُ
وطاولتِ الأرضُ السماءَ سفاهةً
وفاخرتِ الشُّهبَ الحصى والجنادلُ
فيا موتُ زُرْ، إنّ الحيـاةَ ذميمةٌ
ويا نفسُ، جدٍّي، إنّ دهـركِ هازلُ)
يا أبا الطيب دهرنا لادهرك هازل، فانظر من يحرّضون علينا، منبرهم منصوب للفتنة العنصرية وسط البلد، ويسعون علناً لتقسيم الوطن أمام سمع وبصر الدولة ومجلسها «بتاع» الصحافة ومخابراتها «بتاعت» أمن الدولة وصحافتهم تسيء لنائبي الرئيس الأول والثاني وتمد لسانها لكل الشعب السوداني مسفهةً أحلامه. لو أنّ (الأحداث) ارتكبت واحدا من الموبقات التي تقترفها الانتباهة ومنبرها كل صباح لخُسف بها الأرض. ذات مرة سُجنت في مقر أمن الدولة لأنني كتبت عن وزير، ومرة أخرى أُغلقت الصحيفة لثلاثة أيام لأنها نشرت معلومة عن الواين!! أي والله الواين الباااااارد المثلج الزي الشربوت ده. المنبريون يفعلون مايشاؤون، يقسمون البلد ويثيرون الفتن ولامشكلة!!. هسع دي بلد الواحد يحترم فيها مؤسسة؟ وهل يمكننا أن نصدق حكومة تصرح بهذا المنبر الانفصالي، تدعو للوحدة؟. والله لو طلعتو القمرة وجيتو وحلفتو برب البيت، ومنبر السوء هذا مفتوح على مصراعيه ينفث سمومه لن نصدقكم. ياترى من يحمي هذا المنبر وصحيفته، لتُطأطأ كل الرؤوس في حضرتهما؟.