معارضة الإنقاذ بالخارج .. طول اللسان وقصر اليد !!

 


 

 



في الأخبار أن الدكتور (نافع علي نافع) كلف أمانة العملين بالخارج بحزبة لإعداد دراسة علمية تحلل فيه نتائج فوز المؤتمر الوطني في كل الدول التي أجريت بها ، وقد أشار (نافع) إلي أن النتيجة كانت عبارة عن (ظاهرة) تستوجب الدراسة ، والإشارة  هنا إلي أن الشعب السوداني قد وضع ولاءاته السابقة خلف ظهرة وإنحاز لبرنامج المؤتمر الوطني ، والواقع أن ما أشار له السيد نائب رئيس المؤتمر الوطني في خطابه الذي كلف به رسمياً أمانة حزبة للعمل الخارجي يجب أن تعمم لكل أمانات الحزب بالولايات لإعداد ذات الدراسة التي تتحقق من سر النصر (الغير متوقع) بهذا الحجم الكبير حتي لقادة المؤتمر الوطني أنفسهم ، والصورة التي تدلل علي توجس عضوية المؤتمر من تلك الإنتخابات .. هو الحملة الإنتخابية الكبيرة التي أدارها الحزب بكل ولايات السودان ، فقد إستوعبت معظم عضوية الحزب ..!! ، حدث ذلك الإستعداد الكبير من عضوية المؤتمر الوطني علي الرغم من علمها بقدرات الأحزاب الضعيفة المشاركة بالعملية الإنتخابية .. فهي لم تستطع أن تقيم مؤتمراً لأحزابها طوال فترة العشرين عاماً .. حتي أيام الديمقراطية الفائتة وهي تمسك بكراسي الحكم ..!! ، فالأحزاب لم تستطع أن تقوي أجهزتها بسبب خوف قادتها (التاريخيين) من أن تتم لهم عملية إزاحة عن قيادة أحزابهم التي يرون أن لهم فيها حقاً لا يتغير ، ولذلك لم يلجأون للمؤتمرات التي يمكن أن تحمل لهم مفاجآت هم ليسوا في إستعداد لمواجهتها ، فآثروا إبقاء أحزابهم كما هي .. بأن يكونوا رؤساء لها من غير تجديد للبيعة ..!! ، كل تلك المؤشرات التي ظلت ملازمة للأحزاب التقليدية جعلت منها أسماء كبيرة من دون قواعد ، كما لم تقدم منذ عقدين من الزمن ما يجعل عضويتها تصبر علي البقاء مستمسكة بأدبياتها وبرامجها ، فخلال العشرين عاماً الماضية شهدت (خيمة) تلك الأحزاب خروج جماعي نحو المؤتمر الوطني ، وفي ظني أن السبب ليس لأن بيد المؤتمر الوطني (الوظائف) و(المال) كما حاولت تلك الأحزاب أن تصور ذلك الإنسلاخ لعضويتها لصالح الحزب الأكثر ديناميكية بأنه طلباً لما بيده من (مال) و(سلطان) ..!! ، ليس ذلك بالقول المنطقي والوحيد .. وإنما لأن تلك الأحزاب لم تقدم لعضويتها ما يجعلها في (عصمتها) إن جاز لنا التوصيف ..!! ، فقد شهدت الإنتخابات نفسها عمليات تحويل من تلك الأحزاب للمؤتمر الوطني ، فقد نقلت الأخبار بأن عضواً بارزاً بحزب الامة بمنطقة (العكد) إحدي ضواحي مدينة (الدامر) عاصمة ولاية نهر النيل .. والرجل يعتبر قيادياً وممولاً لحملات حزبة في التاريخ القريب ، بأن وقف في لقاء سياسي للمؤتمر الوطني مخاطباً أهل منطقتة بقوله : إنهم ظلوا معارضين للإنقاذ منذ مجيئها في 30 يونيو 1989م من أجل التنمية بأنها لن تفعل ، ولكن بالمقابل قدمت لنا .. (المدارس) و(المستشفيات) و(التنمية) و(الطرق والكباري) في إشارة لكبري (أم الطيور - العكد) فليس من منطق يدعوننا لهذه المقاطعة من غير مبرر يسندها ، وأردف بقوله : فاليوم نحن سنقف مع المؤتمر الوطني في هذه الإنتخابات وأي إنتخابات قادمة ..!! ، كان ذلك حديث قيادي بارز بحزب الامة (جناح الصادق المهدي) ، فكانت تلك هي الأسباب الحقيقة والواقعية التي جعلت من عضوية الحزبين الكبيرين يحزمون أمتعتهم ويهاجرون صوب المؤتمر الوطني ، لم تكن من بينها بحث عن (مغنم) و(حظوة دنيا) كما ظل كثيرين يصورون أو يحللون مشاهد الإنضمام التي تتم في كل محفل للإنقاذ أو لوعائها السياسي المؤتمر الوطني ..!! ، وبهذه الطريقة جاء ذلك النصر (الكاسح) له في الإنتخابات الأخيرة التي لم تقف منها الجاليات السودانية موقف المشاهد .. فهي أيضاً قد أيدت أطروحات الإنقاذ بدفعها الكبير لها ولبرامجها في تلك الإنتخابات ، فكان أن فاز المؤتمر الوطني وبفارق كبير بكل المراكز الخارجية التي أجريت بها إنتخابات ..!! ، وأصبح كتاب (الأنترنت) أي أؤلئك الذين يملأون المنتديات بالمعارضة مجرد أقلام (معزولة) لا قواعد لها ولا إتصال لها بالجمهور ، ولعل تلك النتائج أعادت للأذهان نتائج إنتخابات عام 1986 م التي فاز فيها الإسلاميون بمراكز التصويت المخصصة للخريجين بلا منافسة من الأحزاب التقليدية ، وغني عن القول بأن معظم السودانيين بالخارج هم من الفئة التي تحمل شهادات عليا في غالبها ، أما الجاليات السودانية بأوروبا وأمريكا ودول آسيا الشرقية فهي من فئة (الخريجين) .. فالنتيجة تحتاج لتحليل من مكاتب المؤتمر الوطني المتخصصة لدراسة تلك الظاهرة التي أقعدت زعماء الأحزاب المعارضة وأدخلت في نفوسهم إحباط سيقلل من قدرتهم الرامية لتأهيل أحزابهم من جديد ..!!  

Under Thetree [thetreeunder@yahoo.com]

 

آراء