إن تأكّد الخبر الذي قرأته بصحيفة التيار يوم أمس ومفاده أن مدينة بورتسودان وبمناسبة مهرجان السياحة والتسوق والذى سيبدأ فعالياته فى نهاية نوفمبر المقبل ستستضيف المطرب المصري الشهير (عمرو دياب) ، فلنا أن نعتذر لكل فنانينا الذين أعدوا قصائدهم ودوزنوا آلاتهم الموسيقية علي ألحان الوحدة .. لست من الرافضين لكل أنواع التبادل الثقافي والفني فهو بالأساس حادث وخصوصا مع مصر ومكابر من يحاول الإفتاء بدور الفن المصري وقوة أثره علي مستوي العالم العربي .. ولكن (دا مش وقتو) .. السيد والي ولاية البحر الأحمر يصرّ علي أن الولاية هي بورتسودان رغم أن مدينة (طوكر) تنتمي الي ذات الولاية ، هذه المدينة التي تحدث عنها وكيل ناظر (البني عامر) وقال إن إنسان جنوب (طوكر) آخذ بالإنقراض ،وقبلها كان والي البحر الأحمر دعا الي ملتقي إستثماري لرجال الإعمال من السودان ومن خارجه .. كم ستدفع الولاية لحضور المطرب المصري وفرقته ؟ فلنعتذر للهيئة الشعبية بقيادة السيدة الجميلة الدكتورة (تابيتا بطرس) ولنعتذر لأنفسنا جميعاً ولنقل أننا لا نعمل في الوقت الضائع ولكن هناك من يتكفل بإضاعة الوقت والمال معاً .. السيد الوالي واللجنة المشرفة علي المهرجان أفي هذا الوقت ستستوردون مطربين من خارج البلد .. ألا يقنعكم إتحاد الفنانين السودانيين ، دار فلاح للغناء الشعبي ، إتحاد المطربين الجنوبيين ، ألا يكفي العدد اللا محدود الذي قدم بعض أغانيه وكل أغاني الغير في برامج (أغاني وأغاني) وكل النسخ المكررة منه ؟ ألا يقنعكم أن ترسي هذه الولاية المهمة ــ علي بعدها المكاني ـ رسالة أن السودان بلد متنوع الثقافة وهاكم إسمعوا أغاني الشرق بألحان الجنوب ..؟ عفواً وقبل أن أسترسل في هذه البكائيات .. لم تُقام المهرجانات الداخلية بالأصل ؟ بقية الخبر أن المفاوضات تُركت لإبنة بورتسودان المطربة (جواهر) ..!! وإن أستطعت أن أمدّ علامات التعجب الي نهاية المقال لفعلت ، جواهر هذه لابأس إن وصلتها دعوة للغناء بإحدي صالات الأندية بالعاصمة ، أو تنضم الي طاقم المطربات اللائي يسافرن الي الغناء بنيجيريا أو الترفيه عن جالياتنا في أي دولة تدعوها أو أن تتعاقد للإعلان مع أي شركة يعجبها أن تمثلها هذه المطربة ولكن مهرجان داخلي وفي هذا الوقت فلا ولأ .
zizetfatah@yahoo.com