الجنوب: صلوات وترقب وهجوم وشائعات وأحتفالات !! … تقرير: قمر دلمان-جـوبا

 


 

 

في ليلة المصير    

قبل أكثر من (50) عاما طالب الزعيم الجنوبي بنجامين لوكي بحق تقرير المصير لشعب جنوب السودان،الا أن دعوة لوكي قوبلت بأستخفاف وأستهوان من قبل نخب الشمال،وأعتبرها البعض ضربا من الخيال،ولكن علي ما يبدو فان لوكي كان مثل "زرقاء اليمامة" يري ما لم يراه نخب الشمال بل حتى بعض النخب الجنوبية وقتها، ولكن الأمر اليوم مختلف فأن الجنوب ينتظر فقط أن تمنحه الامم المتحدة الرقم (54) كآخر دولة تنال أستقلالها،أو هاكذا هو الحال في ليلة الاستفتاء،التي سبقتها  مراسيم جمهورية أصدرها رئيس حكومة الجنوب الفريق أول سلفاكير ميارديت،وكرنفالات إحتفائية جابت شوراع العاصمة " جوبا" وصلوات أستضافتها كبري كنائس المدينة بحضور قيادات دينية إقليمية،هذه الاجواء الاحتفائية لم تفسدها شائعات أطلقتها بعض الجهات تشير الي أنفجار بص قادم من يوغندا الي الجنوب،ولا هجوم فاشل نفذته مليشيات قلواك قاي بولاية الوحدة " الغنية بالنفط"، الحكومة قالت أن رئيسها الفريق سلفا سيدل بصوته اليوم الساعة الثامنة صباحا،في وقت أكدت فيه الحركة الشعبية الحزب الحاكم أن الجنوبيين سيصوتون اليوم مهما كانت الظروف والصعاب.
تعزيزات عسكرية ضخمة!!
وضعت حكومة جنوب السودان كافة قوات الجيش الشعبي في درجة الاستعداد القصوي، بينما أنتشر أكثر من (5،500) جندي من الشرطة  علي مراكز الاقتراع.
وقال وزير الشئون الداخلية في حكومة الجنوب اللواء قير شوانق في مؤتمر صحفي عقده أمس أن الجيش الشعبي صد هجومين لمليشيا قلواك قاي بمنطقة "تور أبيض" بمقاطعة ميوم بولاية الوحدة، وأكد أن الجيش الشعبي كبد مليشيا قاي خسائر فادحة وأسر (32) من المليشيا  من بينهم ضابطين برتبة " الملازم أول" واشار الي أن مليشيا قاي تراجعت الي منطقة "هجليج"بولاية جنوب كردفان،تاركة ورائها عدد (2) مدفع رشاش و(1) أر.بي.جي و(30) بندقية كلاشكوف،فيما وصل مطار جوبا مساء أمس (15) من الأسري قال الجيش الشعبي أنه قبض عليهم في هجوم مليشيا قاي،وزير الشئون الداخلية الذي قال أن قواته مستعدة لدحر ما أسماهم بـ ( المخربيين) ،قال أن الحديث عن أنفجار بص قادم من يوغندا مجرد" شائعة" أطلقها رجل معتوه ولا أساس لها من الصحة.
الا أن محافظ البيبور بولاية جونقلي قال أن مليشيا "ياو ياو" هاجمت منطقة تابعة لادارته وقتل رجل كبير في السن، وأضاف أن الجيش الشعبي تصد للهجوم ،وأعتقل (4) من أفراد المليشيا.
وفي رومبيك أعتقلت السلطات المواطن أيزيك أكوت بعدما تم ضبطه وبحوزته (900) بطاقة الاقتراع،أشترها من المواطن بغرض التأثير علي نتيجة الأستفتاء بالمنطقة،وقالت وزارة الشئون الداخلية أن التحقيق مستمر معه لمعرفة الجهة التي دفعته لذلك.
تسهيلات ومناشدات!!
من جانبه دعا نائب رئيس مفوضية الاستفتاء رئيس مكتب أستفتاء الجنوب مولانا شانج رييج في تصريحات صحفية بمقر المفوضية امس بجوبا المواطنين الجنوبيين بالتوجه الي مراكز الاقتراع اليوم الاحد للادلاء بأصواتهم وتحقيق مصيرهم،وطالب المواطنين الذين فقدوا بطاقاتهم التوجه الي المفوضية لتوفيق إوضاعهم حتى يتمكنوا من التصويت،وأكد أكتمال عملية توزيع كافة مواد الاقتراع علي المراكز،مستبعدا حدوث أي أشكالات أثناء فترة الاقتراع .
سلفاكير يصوت!!
الي ذلك أكد وزير الاعلام الناطق باسم حكومة الجنوب الدكتور برنابا بنجامين في تصريح صحفي أن رئيس حكومة الجنوب الفريق أول سلفاكير ميارديت  سيصوت اليوم الساعة الثامنة صباحا،بمركز ضريح الشهيد جون قرنق،ويري مراقبين أن تقيّد سلفا أسمه بمركز جون قرنق يحمل أكثر من مدلول،حيث أن سلفا يريد أن يقول لجون قرنق الحاضر رغم الغياب،أنني تحملت المسئولية،أوصلت سفينة الجنوب علي شواطئ الأستفتاء بسلام.
صلوات مستمرة!!
دخلت كافة الكنائس بمدينة جوبا ومدن الجنوب الاخري في صلوات مكثفة منذ أمس الاول،وقال منظمو هذه الصلوات أن الغرض منها ،هو أن يكون الاستفتاء آمن وسلمي،وأن يبعد الله عنهم الاشرار ،فيما وصل جوبا امس قادما من جنوب أفريقيا الكاردنيال ويل فريد فوكس أشهر المناهضين للتمييز العرقي،وسيتقدم الكاردنيال فوكس المصلين اليوم في الساعات الاولي من الصباح بكنيسة "سان جوزيف" وسط العاصمة "جوبا"
جوبا تكذب الخرطوم!!
وقال الامين العام للحركة الشعبية باقان أموم أن الهجوم الذي نفذته مليشيا قلواك قاي أمس بولاية الوحدة يكذب ما ظل يؤكده المؤتمر الوطني، بانه لا يدعم المليشيات الجنوبية،وحث أموم البشير باللتزام بتعهوداته أتجاه دعم أستقرار الجنوب.
وكان أموم قد أكد أمس الاول في ختام الحملة الاعلامية للاستفتاء، أن الجنوبيين سيصوتون اليوم الاحد،حتى لو أمطرت السماء نارا،متهما الشمال بتخريب أقتصاد الجنوب.
مراسيم تسبق الاقتراع!!
وكان رئيس حكومة الجنوب الفريق أول سلفاكير ميارديت وقع الجمعة  الماضية بالقصر الرئاسي مراسيم مؤقتة،أشتملت علي (16) قانون أبرزها "قانون الخدمة المدنية،السجون،حماية الحياة البرية،المياه والكهربا،معاقي الحرب والارامل والايتام" وقال وزير الشئون القانونية والتنمية الدستورية مولانا جون لوك أن هذه القوانين تأتي لسد الثغرات القانونية،مؤكدا أن الجنوب بعد الانفصال سيلغي كافة القوانين الصادرة من قبل الحكومة المركزية.
وتوقع المراقبين أن يمضي الاستفتاء بسلام،حيث أن الجنوب يراقب حدوده بما فيها حدود الشمال عبر تقنية حديثة  تمكنه من معرفة أي تحركات عدائية،في وقت أتفق فيه الجميع علي أن خيار الانفصال هو الافضل والامثل.
بينما المواطنين هنا في الجنوب،يرون أن عملية الاقتراع التي سوف تتم يوم الاحد التاسع من يناير هي بمثابة الاستقلال وليس الانفصال،كما تشير أوراق المفوضية.

Gamer Dlman [g_dlman@yahoo.com]

 

آراء