علي المسلمين والمسيحين في العالم الاسلامي ان ينتبهوا الي ما يراد بهم
ظل المسلمون والمسيحيون من فجر التاريخ يعيشون ويتعايشون في مودة ووئام واحترام متبادل في البلد الواحد وعن بعد بين الدول وقد نشبت بينهما علاقة اخذ وعطاء وتبادل منافع مستمدين ذلك من كتبهم المقدسة والتى يقول فيها المسيح من صفعك على خدك الايسر فادر له خدك الايمن وايضا من تعاليم المسيحية قولهم المجد لله في الاعالي وبين الناس المسرة وعلي الارض السلام ويقول القران ( ان الله لا ينهاكم عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين) وقوله (ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بان منهم قسيسين ورهبان وانهم لا يستكبرون ) وقوله (وقاتلوا في سبيل ا لله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ) واستمرت العلاقة كذلك لايعكر صفوها شيء الي ان جاء الاستعمار وحكم البلاد الاسلامية لعشرات السنين فتعامل المسلمون معهم كحكام ولاة امر وعندما حانت الظروف لاستقلال تلك الدول لم يكن طلب الاستقلال سببه لان المستعمرين مسيحيون بقدر ما ان المسلمين حسوا انهم قادرون على حكم بلادهم وانهم اولى بذلك من غيرهم .
فخرج المستعمرون من كثير من الدول الاسلامية خروجا منسابا كالماء دون عنف او اراقة دماء كمافي السودان وغيره فان كان هناك دول سالت فيها دماء وعنف فكان سببه اصرار الاستعمار على البقاء .
وبعد خروج المستعمر لم تنقطع العلاقات بين الدول وتبادل المصالح دون ان يكون هناك شىء فى النفوس الى جانب العلاقات الفردية والمصاهرة وانشاء الصداقات .
اما الاقباط فكانوا فى الدول الا سلامية يعيشون مواطنين اصحاب بلد لم يمسهم سوء من مسلم وكانوا يعتلون اعلي المناصب الحكومية ولم تكن المسيحية او الاسلام من مؤهلات التوظيف ولم نسمع قبطيا دخل في شجار مع مسلم فتحول ذلك الي مواجهة بين المسلمين والمسيحين حتي في فجر التاريخ كانت العلاقة متوطدة مع المسلمين فقد اهدي مقوقس مصرالقبطي مارية القبطية للنبي صلي الله عليه وسلم والتي صارت له زوجة ومقولة سيدنا عمر الشهيرة التي قال فيها (متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا )قالها لابن عمرو بن العاص حاكم مصر عندما استفز احد الاقباط وضربه فاعطى سيدنا عمر السوط القبطي وقال له اضرب ابن الاكرمين ).
هكذا كانت العلاقة بين المسيحين والمسلمين ومن يقول بغيرذلك فقد خرج من تعاليم الاسلام والمسيحية .
والعلاقة بين المسلمين والمسيحين اصلها القران فعلي الذين يصدرون الفتاوي التي تنفر عن الاسلام ومنها عدم التواصل مع المسيحين وتهنئتهم في مناسباتهم عليهم ان يكفوا عن ذلك لان المسلم صاحب سلعة مطلوب ترويجها في كل زمان وفي كل مكان ان لم يكن بلسان مقاله فليكن بلسان حاله فكم من مسيحي دخل في الاسلام بسبب معاملة وكم منهم آمن نتيجة زيارة والله سبحانه وتعالي يقول:(وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم )فكيف يكون طعامهم حل لنا ولا ناكله وكيف ناكله ان لم نزورهم ونتفقدهم ويقول تعالي ايضا:(والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب )فكيف لنا ان نصاهر انسان ويكون بيننا الاطفال والنسب ولا نتبادل معه الزيارات في السراء والضراء نحن بحاجة الي فتاوي تحمل هذه المعاني والرسول صلي الله عليه وسلم يقول :(بشروا ولا تنفروا) ونحن المسلمون في حاجة لكل انسان في هذه البسيطة ان نحييه بالاسلام لا ان نقتله به نحببه له لا ننفره منه .نحن اصحاب بضاعة وصاحب البضاعة دائما يحسنها ويجملها ويرغب المشتري فيها بتعامله الطيب وتبسمه وتخفيض سعره وفي الحديث:(رحم الله رجلا سمحا اذا باع واذا اشتري واذا اقتضي ) هذه هي حقيقة العلاقة لمن يريد ان يعلم ولكن قد تعترضها او اعترضها بعض الازمات هنا وهناك بسبب غرض سياسي او تعصب ديني او مرض او جهل لكنها ظلت مستمرة حتي انهار الاتحاد السوفيتي وانفردت امريكا والمعسكر الغربي بالعالم واعلنوها صراحة ان عدوهم القادم هو الاسلام العدو الاخضر بعد ان انتهي العدو الاحمر وهي الشيوعية وقالها الرئيس بوش داوية اننا نخوض حربا صليبية بعد احداث سبتمبر والتي اختلفت الاراء حولها هل هي صنيعة استخباراتية اريد لها ان تبرر ما بعدها من افعال في العالم الاسلامي ام هي فعلة فعلها بن لادن وهناك من رجح انها من فعل المخابرات الامريكية لتمهد لما بعدها من تداخلات في الدول الاسلامية فكانت حرب افغانستان والتدخل في العراق وباكستان وفصل جنوب السودان لكن ليس كل ما يفعله الحكام له ما يسنده من الدين .
والذي لا تنكره العين ان بعض الجهات ارادت للامور ان تسير في هذا الاتجاه وهو اثارة الفتن الطائفية والعرقية في البلاد الاسلامية والمواجهة بين المسلمين والمسيحين ان لم يكن ذلك كذلك فكيف تتزامن كل مواجهات المسلمين والمسيحين في وقت واحد وكانهم قد تواصوا بذلك . فما هو سبب المواجهة في نيجيريا والعراق ومصر في وقت واحد.
يحدث كل ذلك والمسيحيون يعلمون علم اليقين والمسلمون كذلك من هو المستفيد من ذلك .
ومع ذلك فاننا لا نشك ان بعض النخب المسيحية وعلي راسها البابا ليسوا في مامن من هذه التهمة وذلك بما قاله البابا عن الرسول صلي الله عليه وسلم من اساءة وما عرض من رسومات مهينة الصحف وافلام تسئ الي نبي الاسلام والمسلمين ولم نر احتجاجات مقدرة على هذا من المسيحين كماهو الحال فى الجامعات المصرية والشارع المصري ورفضهم لتفجيرات الاسكندرية . وكذلك تصريح الانبا بشوي ان المسلمين في مصر ضيوف علينا واخيرا موقف الغربيين من قضية ساحل العاج وهم نفسهم قد وقفوا ضد الاسلاميين في الجزائر وضد حماس عندما اتت الديمقراطية بالاسلاميين وتحركات ساركوزي الاخيرة والتي نادي فيها بحماية المسيحين في الشرق كلها تصب في زرع الفتنة وصب الزيت علي النار
واظن هذه التصرفات والتصريحات ردة فعل للاقبال المتزايد من المسيحين على الاسلام كما اخافتهم بعض الدراسات التى تقول ان اوربا بعد خمسين عام سوف يكون اكثر من نصفها من المسلمين ونقول لهم لماذا الخوف ان كان هؤلاء يعتنقون الاسلام بطوعهم وحر ارادتهم دون اكراه لماذا الخوف وانتم دعاة الحرية والدمقراطية وحقوق الانسان وحماتها والداعيين لها فى العالم والمستميتين لاجلها :كيف تمنع هذه الدمقراطية من يعتنق الاسلام وتسمح للرجل ان يتزوج الرجل والمراة ان تتزوج المراة . فبعد استعراضنا للعلاقة ما بين المسلمين والمسيحين قد وضح للذي يريد ان يعرف الحقيقة من غير تبديل او تغيير انه لم تكن هناك أي مشكلة تؤدي الي ما هو حادث في الساحة ولكن الكثير منا يعلم ان هناك ايادي خفية تريد لنا ان نكون كذلك فعلينا ان نعي ذلك وان لا نعطي الفرصة لمن يريدون ان يشعلوا حربا يكون وقودها المسلمون والمسيحيون لتحقيق بعض الاهداف المعلومة لجهة ثالثة فانتبهوا يااولي الالباب .و نقولها صراحة وداوية انه مخطىء ان كان مسلما متطرفا او جاهلا بتعاليم الاسلام ان يظن ان الاسلام ينتصر بالتفجير او ينتشر بالعنف او يسود بالارهاب فالاسلام ليس بحاجه الي ذلك وهو غني عن ذلك ونسال هؤلاء هل هم الذين
جعلوا الاسلام ينتشر في امريكا واوروبا ام هم هؤلاء الذين اقنعوا البريطانيين ان يعتنقوا الاسلام بمعدل 5000 شخص في العام كما اظهرت الدراسات ومخطئ خطا مركبا ان كان من غير المسلمين او من جماعة مدسوسة او عملاء من يظن انه بهذه الافعال التي لايقرها دين ولا عقل تكون سببا فى صد الشعوب عن الاسلام وايقاف تقدمه .
فالذي يظن انه قد افاد الاسلام بتصرفاته تلك من عنف وارهاب وحروب هنا وهناك فالاسلام خسر الكثير بسبب ذلك وكذلك من
يريدون ان يصدوا الناس عن الاسلام باشعال حرب بين المسلمين والمسيحين واثارة الكراهية فليعلموا انهم بافعالهم تلك دفعوا الناس لمعرفةحقيقة الاسلام واسرعوا بهم لاعتناقه والدليل على ذلك الاقبال المتزايد على الاسلام وخاصة في اوربا وبعد احداث سبتمبر وما تلاها من احداث وحرب على الارهاب المزعوم .
فليعلم الطرفان ان الاسلام لا العنف ينشره ولا الصد عنه يوقفه لانه يحمل من المكونات التى تقاوم كل ذلك وله منصاته للانطلاق منها قوله تعالى (ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هي احسن ) وقوله (ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن) فالاسلام سلك سبيله وصار مقبولا لدى الاخرين بقوله (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )الاسلام اصبح متحركا ومنسابا في العالم لانه منطقي الفكرة عقلاني الدعوة عالمي الهدف ديمقراطي العرض وذلك في قوله :( لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) وقوله (قل الحق من ربكم فمن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر) .
الاسلام اخترق كل الحصون ونفذ من خلال كل السواتر والمصدات التي نصبت امامه فاقنع قوم وهز قناعة اخرين وجعل في صدورهم حاجة .وذلك عندما استمعوا وقراوا قوله تعالي (يايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير) وقول رسوله صلي الله عليه وسلم (لا فرق بين عربي علي اعجمي ولا اسود علي ابيض الا بالتقوى والناس سواسية كاسنان المشط كلكم لادم وادم من تراب )
ونطمن المسلمين كذلك ان الاسلام غني عن كل من يريد ان يفيده او يزيده او يحميه بغير الطريقة التي حددها هو بنفسه وان الاسلام ليس بخائف من الذين يريدون ان يقعدوه او يخرسوه او يبعدوه لان الله وعد بحفظه وبشر بنشره وذلك في قوله تعالي :(انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) وبشر بنشره في قوله (وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منكم ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا )
وقول رسوله صلي الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتي يبلغ هذا الامر ما بلغ الليل والنهار ) فعلي المسلمين ان يلتزموا بالاسلام في انفسهم ويدعوا اليه بلسان حالهم لانه ينتشر بالدعوى اسرع من انتشاره بالدعوة افعلوا ذلك وخلوا سبيله ليتحرك ولا تضعوا امامه مزيد من المصدات والسواتر التي ظل يضعها اعداؤه وانتم لا تشعرون خلوا سبيله وقد سخر الله له اليات تدفع به وتوصله لكل انسان (لينذر من كان حيا ويحق القول علي الكافرين )و في كل مكان وفي كل زمان عبر الانتر نت والموبايل الذي هو في كل جيب خلوا سبيله فانه ذاهب حيث
شاء له الله وسوف ياتي اليكم وليس بكم (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون ) فالاسلام قادم من هناك فاتركوه ...........
ahmed altijany [ahmedtijany@hotmail.com]