لا توجد قيادة بالجنوب لديها تفويض لإبرام معاهدات طويلة والحديث عن الكونفيدرالية سابق لأوانه لن أنضم للحركة الشعبية.. وسوف نناقش العودة للجنوب في مارس المقبل
حاورته بالخرطوم: صباح موسى sabahmousa@hotmail.com أكد " د. لام أكول" رئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي ووزير خارجية السودان الأسبق الدكتور لام أكول أن أي حديث عن الكونفدرالية بين الشمال والجنوب الآن سابق لأوانه, مشيرا إلى أنه لا توجد قيادة بالجنوب الآن لديها تفويض في أن تدخل في معاهدات طويلة المدى, معتبرا أن العمليات التي تحدث في أبيي الآن تقوم بها مجرد عناصر متفلته, وأن الطرفين في الشمال والجنوب ليس من مصلحتهما إشعال الحرب في هذه المنطقة.
وقال " أكول" في حوار خاص لـ " أفريقيا اليوم" www.africaalyom.com لا يمكن أن نسمح بأن يظل الجيش الشعبي مربوطا بالحركة ، مؤكدا أن المواطنة هي التحدي الحقيقي الذي سيواجه الشمال والجنوب بعد الانفصال, وأن الالتزام بالحوار الجنوبي الجنوبي هو مفتاح النجاح للدولة الجديدة, موضحا أن إتفاق الشعبية مع جورج أطور هو مجرد اتفاق لوقف العدائيات, و لا يمهد الطريق لتفاوض. وإلي نص الحوار:
- هناك حديث يتردد الآن واقتراح يتبناه " ثابو مبيكي" عن كونفيدرالية بين الشمال والجنوب بعد الانفصال .. ما رأيك في ذلك؟ - أي حديث عن الكونفدرالية بين الشمال والجنوب الآن سابق لأوانه, وهناك وسائل أخرى للتعاون بين عدد من الدول أو على الأقل دولتين, حول قضايا محددة من الممكن أن يكون من بينها تحقيق تكامل إقتصادي, أو تكامل في كافة القضايا, ولا نستطيع أن نستبق الأحداث, فلا توجد قيادة بالجنوب الآن لديها تفويض في أن تدخل في معاهدات طويلة المدى.
- ماذا ترى فيما يحدث في أبيي الآن؟ وهل تعتقد أنها ستفجر الأوضاع بين الشمال والجنوب؟ - أبيي شمالية الآن, والمطلوب فيها تصويت وفق البروتوكول في إتفاقية السلام, لتبعية إدارية فقط وبيان ما اذا كانت تابعة للشمال أم الجنوب, وإذا وصلنا إلى إنفصال فلا أعتقد أن الطرفين في الجنوب والشمال مستعدون لحرب جديدة, فالجيش الشعبي عمقه بالجنوب, والحركة الشعبية مشغولة بالإستفتاء, والقيادة في الشمال ليس من مصلحتها الحرب, أما العمليات التي تحدث في أبيي الآن فهي تأتي من قبل مجرد عناصر متفلته مثلما حدث في معركة مايو الماضي في المنطقة. تحديات ما بعد الانفصال
في تقديرك ماهي أهم التحديات التي ستواجه الشريكين بعد الانفصال؟ - هناك مجموعة من التحديات ستواجه الشمال والجنوب بعد الإنفصال منها الحدود والعملة والديون وحرية التجارة والنقل, بالإضافة إلى أبيي, ولكن هناك تفاوض مستمر حولها, والحل بها ليس صعبا, أما البترول الذي كان يقسم مناصفة بين الطرفين, فلابد له من معادلة جديدة, وأعتقد أن التحدي الحقيقي الذي سيواجه الطرفين في الشمال والجنوب بعد الإنفصال هو المواطنة, فماذا سنفعل بالجنوبيين في الشمال, والشماليين في الجنوب؟. يجب أن يختار المواطن الجنوبي الموجود بالشمال هل يريد الذهاب للجنوب أم لا, والعكس فالمواطن الشمالي في الجنوب يجب أن يختار هو الآخر.
- هل أنت متفائل بمستقبل الدولة الجديدة في الجنوب؟ - لانريد أن نبدأ بالتشاؤم, لدينا أحلام, ولدينا إتفاق في الجنوب بين الأحزاب السياسية والحركة الشعبية بتكوين حكومة قومية ذات قاعدة عريضة بعد الانفصال, فإذا تم تحقيق ذلك سيكون هناك جو من الحرية الديمقراطية وحقوق الإنسان, وأؤكد أن الالتزام بقرار الحوار الجنوبي الجنوبي هو مفتاح النجاح للدولة الجديدة, وأن الحركة الشعبية إذا تنصلت من تشكيل الحكومة العريضة سيكون وقتها لكل حادثة حديث, وسوف ننظر ماذا سنفعل.
وما رأيك فيما أعلنه البشير من أن الشمال سيطبق الشريعة الإسلامية بعد الإنفصال؟ - حديث الرئيس البشير حول تطبيق الشريعة الإسلامية هو تحصيل حاصل, فالسودان أصلا يطبق الشريعة منذ يوليو 2002 وفق إتفاق مشاكوس, ولكن الجميع ينسى ذلك. - مصالح
هل تعتقد أن الدولة الوليدة سيكون لها مصالح مع الشمال ومصر؟ - توجه الدولة الوليدة في الجنوب سوف يكون للجنوب, وسوف تنضم إلى سوق شرق أفريقيا, وإلى دول منابع النيل, ولن تنضم للجامعة العربية, وإن كنت أرى أن المصالح مع الشمال هي الأفيد لدولة الجنوب الجديدة, والتي ستكون حبيسة, وعلاقاتها بدول الشمال أصلح بكثر من دول الجنوب التي بها مشاكل, ولها أطماع في الجنوب.
هل حدثت مضايقات لقواعدكم في الجنوب أثناء الإستفتاء؟ - أولا قبل الإستفتاء كان يستلزم تبشير المواطنين بالوحدة والإنفصال,و بأن يجد كل حزب الحرية في التبشير عن رؤيته قبل الإستفتاء. ولكن هذا لم يتم, وبالفعل حدثت مضايقات وإعتقالات ومنع لمراقبينا في واو وفي الولايات الجنوبية المختلفة.
ماتعليقك على الإتفاق الذي تم بين الحركة الشعبية وجورج أطور الخارج عن الجيش الشعبي؟ - الإتفاق الذي وقع بين الحركة الشعبية وجورج أطور هو مجرد إتفاق لوقف العدائيات, ولايمهد الطريق إلى مفاوضات.
هل نتوقع عودة " د. لام أكول" للحركة الشعبية بعد الانفصال وتكوين الدولة الجديدة؟
- قطعا لن يحدث ذلك, (مبتسما) ... و لماذا لاينضمون هم إلى الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي؟
هل تري أن وجود جيش الرب بالجنوب سوف يؤثر على الدولة الجديدة؟ - بالتأكيد سوف يؤثر, فجيش الرب قوة عسكرية تحتل الجنوب, وهو يعبر عن فشل الحكومة السابقة في الإدارة, وهي الوحيدة التي تتحمل مسئولية وجوده داخل الجنوب. والجنوب قادر على التعامل مع جيش الرب إذا توفرت الإرادة السياسية.
إلى أي مدى سوف تستمر القوات الدولية موجودة في دولة الجنوب الجديدة؟ - القوات الدولية الموجودة بالجنوب وفق إتفاق السلام, وهي لاتستطيع أن تستمر بعد التاسع من يوليو القادم. فلابد لها أن تترك الجنوب في هذا التوقيت.
كيف سيكون شكل الدولة الجديدة والحركة الشعبية الحزب الذي سيكون حاكما بها يرتبطان كل هذا الإرتباط بالجيش الشعبي والذي سوف يكون جيش الدولة كلها؟ - الأحزاب الجنوبية لا يمكن أن تسمح بأن تظل الحركة الشعبية مربوطة بالجيش الشعبي.
متى سيعود " د. لام أكول" إلى الجنوب؟ - لدينا إجتماع في مارس المقبل لمناقشة هذا الأمر. فساد
ماهي نصائحك للقائمين على الدولة الجديدة بالجنوب؟ - أنصحهم بمراجعة الست سنوات السابقة, وكشف بؤر الفساد التي استشرت وتوغلت, غير ذلك سيكون الفشل محتوم, ولابد من تشكيل حكومة عريضة من كافة الأحزاب الجنوبية لخلق دولة آمنة, وظروف موضوعية تمهد لحكم راشد, أيضا لابد من يقظة في التعامل مع الشمال, فلدينا مع الشمال حدود حية مفتوحة تبلغ ألفين كيلو متر , ولايمكن أن نحافظ على هذه الحدود الطويلة بوسائل أمنية فقط , بل نحتاج إلى علاقات ودية بيننا حتى تستقيم الأمور.
البعض يرى أن إنفصال الجنوب سيكون له الأثر الكبير في إنفصال دارفور هي الأخرى. هل تتفق مع هذا الرأي؟ - لا أتفق مع هذا الرأي لأن التاريخ السياسي للجنوب يختلف تماما عن المناطق الأخرى في السودان, لذلك لا نستطيع أن نساوي ما يحدث بالجنوب بأي منطقة أخرى, فالشئ الأساسي في الجنوب كان في الاختلاف الديني, وهو مافتح الطريق للحل, أما دارفور فليست كذلك ومشكلتها مختلفة.