وش ( المعارضة) ما ياهو!! بقلم: نادية عثمان مختار
مفاهيم
Nadiaosman2000@hotmail.com
على غرار ذلك الإعلان التلفزيوني المعبر والشهير :( وش البامية ما ياهو) ! والذي يصر فيه الأب وطفليه على أ ن ( طبيخ البامية) ليس هو الذي إعتادوا على تناوله من أيدي أمهم الماهرة ، وجدت نفسي أردد بعد توارد أنباء فشل مظاهرة ميدان ( أبو جنزير) دون أن تحقق أياً من أهدافها ودون أن يصل صوت المتظاهرين فيها للجهات المعنية كما ينبغي ودون أن تحدث التغيير المطلوب في أبسط صوره وهو تثبيت حق الإحتجاج والتظاهر السلمي دون ممانعة من السلطات وإعتقال للمتظاهرين ، وجدتني أقول : ( وش المعارضة ماااااا ياهو ) !!
إحباط كبير إستشعرته في كتابات أولائك الزملاء الصحافيين الأفاضل والصحفيات الفُضليات من الذين حملوا أقلامهم وأوراقهم وكاميراتهم ليسجلوا الحدث الأكبر كما ظنوه بالتقاء ( جيل البطولات بجيل التضحيات) ! في مظاهرات حاشدة يتقدمها زعماء المعارضة المعروفين والكبار وأصحاب الجماهير الغفيرة ؛ ولكن خابت آمال أولائك الأعزاء من زملائي الصحفيين عندما عادوا ( بخفي حنين) ! ولكن أيضاً بقدر كبير من الإحترام ل لسكرتير الحزب الشيوعي السوداني محمد إبراهيم نقد الذي كان وحده من أوفى بالوعد وجاء للميدان بينما تغيب رفقاء النضال بعضهم لشيء في نفس يعقوب وبعضهم قد برر أسباب غيابه حتى وإن كانت ( أعذارهم أقبح من الذنب) !!
كتب الصحافي خالد فرح حديثاً موجعاً حين قال (وظل الصحفيون يترقّبون حضور الرفيق ياسر عرمان وكمال عمر، لكن لم يحضر أحد. ووقع الصحفيون في الإعتقال وكأن القضية قضية صحافة لا قضية سياسة أو معارضة، وحملت عربة بوكس الصحفيين والصحفيات إلى قسم الشرطة، وعند إتصالنا من داخل القسم بالقانوني كمال عمر، قائلين: أين أنتم..؟ نحن بيد الشرطة، لم يحضر منكم أحد؟، رد: إنت منو؟ قلت: أنا (خالد فرح) وبعدها لم أسمع سوى صوت إغلاق الهاتف في وجهي) !!
وكتب الصحافية أم زين آدم بصحيفة الرأي العام (انتظر الصحفيون بعد ما جال بصرهم شرقاً وغرباً، وشمالاًً وجنوباً لإلتقاط بشارة بظهور أحد وجوه الدعوة تؤذن بانطلاقة المسيرة) ولكن !!
فكما قالت أنباء الزملاء لم يحضر أحد غير الأستاذ نقد الذي خذله رفاق المعارضة !
وأما الأكثر إيلاماً ودهشة ماقالته الزميلة بجريدة الخرطوم سلمى سلامة بخصوص إعتقال الصحفيين ( المدعويين) لرصد المظاهرات السلمية والذين تعرضوا للإعتقال بدلاً عن زعماء المعارضة الذين غابوا عن الدعوة التي دعوا إليها فقالت في تقريرها ( ثبت لهم أنهم حضروا لمكان الدعوة بدون الداعي (المعارضة)، التي تركتهم لأفراد من الأمن أخذهم الظن بأن من أحاطوا بالرجل الوحيد معارضة وليسوا صحفيين) !!
إذن للكثيرين من أبناء الشعب السوداني وبناته ألف حق وحق في عدم التعويل على بعض زعماء المعارضة في إحداث التغيير الذي يرجوه ويتمناه الشعب !!
فاذا كانت المعارضة تدعو لتسيير المظاهرات السلمية ثم لا تحضر لتكون في إستقبال من قدمت لهم الدعوة فهل يستطيع الناس تصديقها والتعويل عليها من بعد ذلك ؟!
إذا كانت الأحزاب المعارضة بجميع مسمياتها وعلى رأسها تلك الأحزاب العريقة تريد أن تقود شعباً للتغيير فعليها دفع الفاتورة ذلك أولاً مهما كانت باهظة وإلا فالشعب كفيل بتحقيق مايريد وحده دون زعامة وقد فعلها أكثر من مرة !!
ثم أن الشاهد أمام الجميع أن تلك الميادين في الدول العربية التي غيرت وجوه كان إجتثاثها في مصاف الآحلام لم تكن تعتمد على أي (زعامة )
ولم تكن تنتمي لأي تنظيمات في أغلبيتها فإن فعلها ( ميدان أبو جنزير) يوماً فسيكون ( الفاعل) هو الشعب السوداني وحده !!
و
(وش الشعب دائماً ياهو وسمح وزي العجب) !!
(( نقلاً عن أجراس الحرية)