كــــن ذئباً .. كنز لا يفني
لزمن طويل ـ إجتزته الآن بصرامة ـ تمسكت بجدوي تلك القيم التي تُبثّ شفاهة ونتيجة واقعة محدّدة عبر أمثال وأقوال متداولة بين الجموع أو ( نـُهرش) بدلالاتها إن أتينا فعلا مغايرا لتلكم الأمثال مما يرسخ واقع أن القيم (قيم الخير بالطبع) هي الأجدي بالتداول والأحق بالتناول والتبادل .. علي سبيل مثال تلك الأمثلة التي شخصياً أعـُدّ تأثيرها مساو ٍ تماماً لتأثير (إدمان المخدرات) ..! خذ عندك المثل الذي يقول :(القناعة كنز لا يفني) أو (إمشي عدل يحتار عدوك فيك ) ...طيّب ، في تحولي المرحلي الآني و(جمهوريتي الثانية) قمت بشطب هذه الأمثلة تماما من مسيرة حياتي الناهضة الآن ، وتخليت عن ثقل أمثال باهتة وقيم تصنفك ضمن الحمقي والخرقي والمساكين وبتحفظ (الهـُبل) .. وإستبدلتها عن قناعة ـ إنتباه ، هذه ليست قناعة الكنز ـ بأمثال علي شاكلة (إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب ) وسأرقص مع الذئاب ومع النعاج إن إستدعي الأمر وإقتضت المصلحة . قلبنة العقلانية وسلوكنا لطرق نكون فيها غير عقلانيين هي التي تجعل إنسانيتنا رائعة ، (مقدرتنا علي البحث عن معني في العمل بإتخاذ وسائل مستحدثة من (الحفر والدهنسة)، قدرتنا علي الوقوع في الحب ( أنفسنا فقط) ورغبتنا في أن يثق الآخرون بنا ( وهذه الأخيرة تحديداً (فخذوا حذركم) ،هي الأكثر تطلباً وجهداً لضمان نجاحاتنا في كل ما سبق ...! البحث عن اللاعقلانية من خلال هذا المنظور ، يبيح لنا كل شئ ، حتي تبنينا للشر (شر صرف)، فنحن نحتاج لنقائص الشر التي تعود علينا بالفائدة ،الي درجة أن نخضع تصميم العالم من حولنا بشكل نستفيد فيه من قدراتنا المذهلة في تبني الشر كحلّ دائم لمشاكلنا وفكاك من أسر قيودنا المتخمة بالخير وحب الخيرات والسعي (بعبط) نحوها ...يكفي الآن إستنزافنا بدعاوي قيم الخير ولنتصالح مع قوي الشر بذكاء وإستخدامها تماما كإستخدامنا لأحزمة الأمان لحماية أنفسنا من الحوادث أو إرتداء المعاطف لطرد البرودة عن ظهورنا .. وتذكرت لفترة خلت نجاحاتي السابقة في دنيا التعامل (الشراني) ، قبل أن أنحرف بفعل (الرجوع الي الفضيلة) الي عالم الطيبين الذين (تاكل الغنماية عشاءهم) .. كانت نجاحات أقل ما توصف بأنها سهلة وطيّعة وجلّ ما تحوجك إليه تدريبات متواترة ونفس طويل والتمسك بأن تكون في حالة (غداء) دائم قبل أن تصبح عشاء أحــدهم ...!
zizetfatah@yahoo.com