المختار من خزينة الأسرار .. إعداد: جمال عنقرة

 


 

جمال عنقرة
12 August, 2011

 


لم أجد عدداً من القراء يتابعون ما أكتب في الصحف السودانية وغير السودانية خلال الثلاثة العقود التي امتهنت فيها الكتابة، مثل العدد الذي يتابع العمود اليومي الذي بدأت نشره ليلة رمضان هذا العام الأولي، وأنشر فيه حلقات من الكتاب الكنز (خزينة الأسرار) وغير الشاكرين لما وفقني الله له في هذه المقالات، فإن كثيرين يتصلون يسألون عن حلقات فاتتهم، أو حلقات نشرت في أعداد لم يجدوها، واستجابة لرغبة هؤلاء القراء الأعزاء ننشر في عدد هذا اليوم الجمعة المباركة العشر حلقات التي نشرت من قبل، ونسأل الله أن ينفع بها القراء، ويمن علينا من فضلهم من بعد فضله جل شأنه وعلا سلطانه.
مدخل
أهداني أحد الأصدقاء قبل أكثر من عشر سنوات كتاباً
اسمه (خزينة الأسرار) للسيد محمد حقي النازلي، ولقد جمع السيد النازلي، في الكتاب بعض أسرار آيات القرآن العظيم والأدعية والصلوات، وبرغم أن الكتاب تم إعداده وإخراجه على النسق القديم الذي لم يعد مألوفاً لقَّراء اليوم، إلا أن خلفيتي الصوفية أعانتني على قراءته، ووجدت كل باب فيه يشير إلى الذي يليه فقرأته كله، فوجدت فيه كنزاً عظيماً لا غنى لأي مسلم عنه، ومنذ ذاك اليوم صرت أحتفظ بنسخة منه، ترافقني على الدوام في حلي وترحالي، ولقد أعانتني كثيراً في كثير من المواقف بفضل الله وتوفيقه، ولقد وفقني الله كذلك لأن أهدي عشرات النسخ منه لمجموعة من الاصدقاء العارفين بفضل آيات الله وصلواته، ويستعينون به على قضاء حوائجهم، ولقد قال لي كثيرون منهم أنهم نالوا مرادهم بفضل الله تعالى، وبما اتخذوه سبيلاً لذلك عبر الأدعية والصلوات، والاذكار المخصصة لكل غرض وفق ما وجدوا في كتاب خزينة الاسرار للسيد محمد حقي النازلي.
ولقد عاهدت نفسي منذ ذلك الوقت على العمل لاعادة كتابة وإخراح هذا الكتاب العظيم ليكون في متناول القرَّاء فلعل الله يشملنا برحمته بفضل ما يوفقهم إليه من حصاد هذا الكتاب، ولعل الله يكتب لنا ذلك في ميزان الحسنات، وأذكر عندما أتتني هذه الفكرة كان معي أخي الصديق الأستاذ السر قدور حيث كان يجمعنا مكتب واحد في شارع 26 يوليو في العاصمة المصرية القاهرة، فلما قلت له الفكرة اقترح عليَّ أن أسمي الكتاب المزمع إخراجه من كتاب الخزينة (المختار من خزينة الاسرار) فأعجبني الاسم إلا أن الزمن لم يسعني لانجاز هذا الوعد حتى الآن، ومع إطلالة رمضان هذا العام ، رأيت أن أبدأ في تنفيذ الفكرة تدريجياً بنشر حلقات يومية من أسرار الخزينة في عمود (تأملات) عسى أن تحل بركات الأسرار على هذا العمود الذي أحسب أنه ظل يسير طوال الـ 27 عاماً الماضية ببركات نشأته، حيث أن أول ظهور له كان في صحيفة « الأيام» عام 1984م وصادف ذلك موسم الحج، وكان اسمه «تأملات في الحج».
ومما يحتويه كتاب الخزينة أقوال في فضل الدعاء ومواقيته، وأفضال بعض السور والآيات وأسرارها ،وطريقة قراءتها للنوازل والعوارض بقضاء الحاجات، ونيل المراد، وتحقيق الغايات، ومنها خصائص فاتحة الكتاب ، وآية الكرسي ، وخواتيم سورة «البقرة» ، وسورة «يس» و«الواقعة» و«الملك» و«الاخلاص» و«المعوذتين».
والقافات الخمسين، ومنها خواص آيات وأحاديث وردت في إصلاح الزاني والزانية، وجلب الغائب، ودفع الروحاني عن المصروع، وشفاء المريض، ورد الضائع، وتحصيل الرزق، وأشياء كثيرة ، ومنافع عظيمة ثبتت كلها بالكتاب والسنة ، ولقد جربها عباد كثر نالوا مرادهم بها ، وحققوا غاياتهم المنشودة.
ونسأل الله أن يوفقني لنشر حلقات يومية في هذه المساحة عن بعض كنوز الخزينة الجليلة عسى الله أن ينفعنا بها ، وينفع القراء الذين يتخذونها سبيلاً لنيل غاياتهم في شهر الخير والبركة، شهر القرآن العظيم شهر رمضان الكريم ، الذي نسأل الله أن يكتب لنا في أوله رحمة، وفي أوسطه مغفرة، ويكتب لنا آخره عتقاً من النار.
وبالله التوفيق والسداد.


فضائل وخصائص سورة الفاتحة
روى الترمذي عن أبي هريرة رضي اللَّه عنهما أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب رضي الله عنه،« كيف تقرأ في الصلاة؟ فقرأ أم القرآن، فقال عليه الصلاة والسلام: «والذي نفسي بيده ما أنزلت في التوارة ولا في الإنجيل، ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها، وإنها سبع من المثاني والقرآن العظيم».
وأخرج البيهقي عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال« إن الله تعالى أنزل سورة لم ينزلها على أحد من الأنبياء والمرسلين قبلي وقال عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى قسمت هذه السورة بيني وبين عبدي، فاتحة الكتاب، جعلت نصفها لي ونصفها لهم، وآية بيني وبينهم، فإذا قال العبد بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى عبدي دعاني باسمين رقيقين أحدهما أرق من الآخر، الرحيم أرق من الرحمن، كلاهما رقيقان، فإذا قال العبد «الحمد لله» قال الله تعالى شكرني عبدي وحمدني، فإذا قال العبد «رب العالمين» قال الله تعالى شهد عبدي أني رب العالمين، فإذا قال العبد «الرحمن الرحيم» يقول الله تعالى مجدني عبدي وإذا قال العبد «مالك يوم الدين» قال الله تعالى شهد عبدي أنه لا مالك يوم الدين أحد غيري، وإذا قال «إياك نستعين» يعني الله أعبد وأوحده، وإذا قال «إياك نستعين» قال الله تعالى هذه بيني وبين عبدي، إياي يعبد فهذه لي، وإياي يستعين فهذه له، ولعبدي ما سأل وبقية السورة لعبدي ولعبدي «أهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين».
وروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال عشرة تمنع عشرة، الفاتحة تمنع غضب الرب، وسورة يس تمنع عطش يوم القيامة، وسور الدخان تمنع أهوال يوم القيامة، وسورة الواقعة تمنع الفقر والفاقة، وسورة الملك تمنع عذاب القبر، وسورة الكوثر تمنع خصومات الخصماء، وسورة الكافرون تمنع الكفر عند الموت وسورة الإخلاص تمنع النفاق، وسورة الفلق تمنع حسد الحاسدين، وسورة الناس تمنع الوسواس.
وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال،« إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد فقد أمنت كل شىء إلا الموت
وروى بعض تلاميذ الشيخ التميمي أنه وقع وباء عظيم في بلدة «ملتان» فأمر الشيخ التميمي أصحابه بقراءة الفاتحة مع وصل البسملة على من كان مريضاً بالطاعون والوباء، وبعد تمام القراءة ينفخ عليه ففعلوا فشفاهم الله ببركة فاتحة الكتاب من بعد فضله العظيم، وقالوا تقرأ على المريض إحدى وأربعين مرة مع وصل البسملة ويتفل عليه.
وقال بعض العارفين من قرأ فاتحة الكتاب «14» مرة بين سنة الفجر وفرضه وداوم على ذلك لم يطلب منزلة إلا وجدها إن كان فقيراً أغناه الله تعالى، وإن كان مديوناً قضى الله عنه الدين، وإن كان مريضاً شفاه الله، وإن كان ضعيفاً قوي، وإن كان غريباً عز، وشرف بين الناس بحيث لا يقاس عليه وصف من العز والشرف، وكان محبوباً، ومسموع القول، ومقبول الفعل، ومهاباً عند عدوه، ومحبوباً عند محبه، ولم يزل في أمن من الله تعالى ما استدام عليها.
وقال صاحب كتاب «درة الآفاق في علم الحرف والأوقاف» من داوم على قراءة الفاتحة مع البسملة عقب كل صلاة مكتوبة سبع مرات بعدد آياتها فتح الله عليه أبواب الخيرات وكفاه الله تعالى ما أهمه من أمر دينه ودنياه.
خصائص وفضائل آية الكرسي
لقد أحصى صاحب «الخزينة» عدداً كبيراً من أفضال وخصائص آية الكرسي «الله لا اله إلاّ هو الحي القيوم، لا تأخذه سنةٌ ولا نوم، له مافي السمواتِ وما في الأرض، من ذا الذي يشفع عنده إلاّ بإذنه، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، ولا يحيطون بشيء من علمه إلاَّ بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم» وهي تضم خمسة أسماء جليلة من أسمائه تعالى، الله، الحي، القيوم، العلي، العظيم، ولقد تعاظمت الأحاديث التي تذكر فضائل آية الكرسي وفضائل قرائتها وورد ذكر فضائل عظيمة على مداومة قرائتها دبر كل صلاة مكتوبة.
وقال الشيخ من قرأ آية الكرسي بعدد حروفها وهي 170 حرفاً لم يطلب منزلة إلا وجدها أو لطلب رزق وسعة  إلاّ نالها، أو لقضاء ديون أو شدة أو هلاك عدو إلا حصل، واذا قرأ العدد بعد صلاة مكتوبة كان تأثيره أعجل بإذن الله تعالى، ويعاود قراءتها في جوف الليل على وضوء واستقبال القبلة، وإذا قرئت عدد كلماتها وهي خمسون كلمة على قليل بوركك  فيه، وحفظ من نزغات الشيطان.
وقال الامام البوني من قرأ آية الكرسي عدد حروفها (170) حرفاً لم يخشى مكروهاً في عمره، ولم يقدر عليه أحد لا بقول ولا بفعل ولا بمكروه في دينه ولا دنياه، وكان محفوظاً من غمزات الشيطان وسطوات السلطان بقية عمره، ومن حافظ على قراءتها العدد المذكور وداوم عليها ورداً عقب صلاة من الصلوات المكتوبات أو السنن الراتبات كان محبوباً عند الخليقة أجمعين، وكان ملطوفاً به في جميع أموره وأحواله وأقواله وأفعاله ومن كانت له حاجة وعجز عن سبب رزق فليذكر يا كافي يا غني يافتاح يا رازق ثلاثة الف مرة بعد قراءة آية الكرسي بعدد حروفها المائة وسبعين فإنه يستغني بإذن الله تعالى، ويفتح الله عليه ما يجب من المسببات، ومن قرأها عدد حروفها يبتغي بذلك محبة مطلوبة، أو دخول رزق، أو قهر عدو، أو طلب امرأة للزواج، أو دفع معاند أو حاسد، أو كائد، أو وفاء دين، أو فك مأسور، أعانه الله على طلبه.
وذلك الشيخ البوني أيضاً أن من قرأ آية الكرسي بعدد اسماء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (201) ويسأل الله تعالى حاجة من أمر الدنيا أو الاخرة  قضيت له بإذن الله تعالى، ومن قرأها (313) مرة حصل له الخير بما لا يقاس عليه وكفاه الله تعالى ما أهمه من أمر دينه ودنياه، وفتح له باب الخيرات، وما اجتمع قوم على هذا العدد (313) في حرب غُلبوا.
وقال الشيخ ابو العباس البوني من قرأ آية الكرسي عدد كلماتها وهي خمسون كلمة على ماء المطر لزيادة العقل، والفهم ثم شربه جعل الله في عقله وفهمه زيادة.
وورد في كتاب خواص القرآن للإمام الغزالي رحمه الله تعالى عن أبي قتيبة رضي الله عنه، قال حدثني رجل من بني كعب قال دخلت البصرة لأبيع تمراً فلم أجد منزلاً فوجدت داراً قد نسج العنكبوت عليها فقلت ما بال هذه الدار، فقالوا إنها معمورة أي مسكونة فقلت لمالكها اتكريني دارك فقال: انج بنفسك فإن فيها عفريت قد اتخذها منزلاً يهلك كل من أتى  إليها، فقال أكرني وأتركني معه  فالله يعينني عليه،  فقال دونك إياها،  فسكنت فيها، فلما جنَّ الليل دخل عليّ شخص أسود وعيناه كشعلة النار، وله ظلمة وهو يدنو مني فقلت الله لا اله  إلا هو الحي القيوم.. الخ الآية كلما قرأت كلمة قال مثلي فلما وصلت إلى قوله تعالى ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم.
لم يقل شيئاً فكررتها مرارًا فذهبت تلك الظلمة فآويت  في بعض جهات الدار فنمت فلما أصبحت وجدت في المكان الذي رأيته فيه أثر الحريق والرماد، وسمعت قائلاً يقول أحرقت عفريتاً عظيماً فقلت وبم أحرقته فقال بقوله تعالى:«ولا يؤوده حفظهما وهو العليُّ القدير».

فضائل خواتيم سورة البقرة
أخرج «مسلم» و«النسائي» عن ابن عباس رضى الله عنهما، قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وعنده جبريل عليه السلام إذْ سمع نقيضاً من فوقه، فرفع جبريل بصره الى السماء، فقال هذا باب فتح من السماء لم يفتح قط، نزل منه ملك فأتى النبى صلى الله عليه وسلم ، فقال أبشر بنورين قد أوتيتهما ولم يوتيهما نبي قبلك ، فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لم يقرأ أحد حرف منها، إلا أوتيه. وأخرج الديلمي عن أبي هريرة رضى الله عنه مرفوعاً، آيتان هما قرآن وهما يشفيان، وهما مما يحبهم الله تعالى، الآيتان من آخر سورة البقرة. وأخرج الدارمي عن جبير بن نقير مرسلاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال إن الله تعالى ختم سورة البقرة بآيتين فتعلموهما وعلموهما نساءكم، فإنهما صلاة وقربان ودعاء، وعن مقاتل بن حبان رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، لما أسري بى في السماء انطلق جبريل حتى انتهى الى الحجاب الأكبر عند سدرة المنتهى، فقال جبريل يا محمد تقدم، قلت : يا جبريل بل تقدم أنت، قال : يا محمد لا ينبغي لأحد غيرك أن يتجاوز هذا المكان، وأنت أكرم على الله مني، قال عليه السلام، فتقدمت حتى انتهيت الى سرير من ذهب عليه فراش من حرير الجنة، فنادى جبريل من خلفي، يا محمد أن ربك يثني عليك فاستمع واطع ولا يهولنك كلامه، قال النبي صلى الله عليه وسلم، فبدأت بالثناء على الله تعالى وقلت التحيات لله والصلوات الطيبات، قال الله تعالى ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فقلت السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، قال جبريل عليه السلام، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ، قال الله تعالى «آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه»، فقلت بلى آمنت بك يا رب، فقال الله، «والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله»، كما قال تعالى «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كتسبت وعليها ما اكتسبت»، ثم قال تعالى، «سل تعط»، فقلت «غفرانك ربنا واليك المصير»، قال تعالى غفرت لك ولأمتك، من وحدني وصدقك، ثم قال يا محمد سل تعط، فقلت «ربنا لا تؤاخذنا أن نسينا او أخطأنا»، قال تعالى لك ذلك، لا أواخذك بما نسيتم أو اخطأتم، او ما استكرهتم عليه، ثم قال سل نعط، فقلت «ربنا ولا تحمل علينا اصراً كما حملته على الذين من قبلنا»، قال الله تعالى لك ذلك ، ثم قال سل تعط، فقلت «ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به»، قال تعالى لك ذلك ثم قال سل تعط، فقلت «واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين». قال الله تعالى لك ذلك ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين.
وروى أنه عليه الصلاة والسلام لما دعا بهذه الدعوات قيل له عند كل دعوة قد فُعلت، وعنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : أنزل الله آيتين من كنوز الجنة كتبهما الرحمن بيده قبل أن يخلق الخلق بألفي عام، من قرأهما بعد العشاء الآخرة اجزتاه عن قيام الليل، وعنه عليه الصلاة والسلام قال من قرأ آيتين من سورة البقرة كفتاه أي عن قيام الليل، وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال إن جبريل عليه السلام أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم جميع القرآن إلا هذه الآيات الثلاث فإن الله تعالى أوحاها اليه عليه الصلاه والسلام ليلة المعراج .
وأخرج الدرامي عن الربيع بن عبدالله الكلاعي قال رجل يا رسول الله أي آية في كتاب الله أعظم، قال آية الكرسي،« الله لا إله الا هو الحي القيوم.....»، ثم قال فأي آية في كتاب الله تحب أن تصيبك وأمتك، قال آخر سورة البقرة ، فإنها كنز الرحمن من تحت عرش الله تعالى، لم تترك خيراً في الدنيا والآخرة إلا اشتملت عليه.
وأخرج ابن السني عن أبي قتادة رضى الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من قرأ آية الكرسى وخواتيم سورة البقرة عند الكرب أعانه الله تعالى، وقال الحكيم في «خواص القرآن»، من قرأ هاتين الآيتين ليلاً ونهاراً أعانه الله على الحفظ، وانبساط النفس، وقضى دينه، وأهلك عدوه، وكفي الظلمة، ورزق حسن اليقين، ونال جميع مطالبه، وأدرك غرضه، وخواصها أكثر والنفع بها أعم.

فضائل سورة يس
أخرج الترمذى عن أنس بن مالك رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم، أنه قال : إن لكل شيء قلباً ، وقلب القرآن يس، ومن قرأ يس كتب الله بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات، وأخرج الطبرانى من حديث أبى هريرة رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم، أنه قال : من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله، غفر له من ذنبه، فاقرءوها عند موتاكم، وأخرج البخاري في الأدب عن ابن عمر رضى الله تعالى عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : من قرأ يس في ليلة أصبح مغفوراً له. وقال عليه الصلاة والسلام إن لكل شيء قلباً، وقلب القرآن يس، من قرأها يريد بها الله تعالى غفر الله له وأعطى من الأجر كأنما قرأ القرآن اثنتين وعشرين مرة، وأيما مسلم قرئ عنده إذا نزل به ملك الموت «يس» نزل بكل حرف عشرة أملاك يقومون بين يديه صفوفاً ويصلون عليه ويستغفرون له، ويشهدون غسله، ويتبعون جنازته، ويصلون عليه، ويشهدون دفنه، وأيما مسلم قرأ «يس» وهو في سكراته لم يقبض ملك الموت روحه حتى يجيئه رضوان بشربة من الجنة بشربها وهو على فراشه، ويقبض روحه وهو ريان، ويمكث في قبره وهو ريان، ولا يحتاج إلى حوض من حياض الأنبياء حتى يدخل الجنة وهو ريان. وفي الحديث إن في القرآن لسورة تشفع لقارئها ولسامعها. تدعى المهمة. قبل يا رسول الله وما المهمة؟ قال نعم صاحبها بخير الدارين وتدفع أهاويل الآخرة، وتدعى الدافعة، والقاضية، قيل يا رسول الله وكيف ذلك ؟ قال صلى الله عليه وسلم تدفع عن صاحبها كل سوء، وتقضى له كل حاجة. وفي الحديث، من قرأها عدلت له عشرين حجة، ومن سمعها كان له ثواب صدقة ألف دينار في سبيل الله، ومن كتبها ثم شربها أدخلت جوفه ألف دواء وألف نور وألف بركة، وألف رحمة، ونزع منه كل داء وغل، وفي الحديث، من قرأ سورة يس أصبح مغفوراً له، وعن يحيى بن كثير قال بلغنا أن من قرأ يس حين يصبح لم يزل في فرح حتى يمسى، ومن قرأها حين يمسى لم يزل في فرح حتى يصبح. وفي الحديث، أقرءوا يس فإن فيها عشرين بركة ما قرأها جائع إلا شبع، وما قرأها عارٍ إلا اكتسى ، وما قرأها أعزب إلا تزوج، وما قرأها خائف إلا أمن، وما قرأها مسجون إلا فرج عنه، وما قرأها مسافر إلا أعين في سفره، وما قرأها رجل ضلت له ضالة إلا وجدها، وما قرئت عند ميت إلا خفف عنه، وما قرأها عطشان إلا روى، وما قرأها مريض إلا برئ، وفي الحديث «يس» لما قرئت له، وفي الحديث من دخل المقابر وقرأ سورة يس خُفف عنهم يومئذ وكان له بعدد من فيها حسنات.

فضائل سورة الفتح
أخرج البخاري في صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال«نزلت علي الليلة سورة أحب إلىّ من الدنيا وما فيها». وفي رواية «أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً». وأخرج الثعالبي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال « من قرأ سورة الفتح فكأنما كان ممن شهد مع رسول الله فتح مكة». وعن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال «من قرأ سورة الفتح كان له من الأجر كأنما كان ممن بايع محمداً صلي الله عليه وسلم تحت الشجرة » . قال ابن مسعود رضي الله عنه، إنه قال« من قرأ سورة الفتح في أول ليلة رمضان في صلاة التطوع حفظه الله تعالي ذلك العام». وفي رواية أبي سعيد الخدري وأبي هريرة ومن يصلي ركعتين يقرأ في كل ركعة الفاتحة وإنا فتحنا لك فتحا مبينا ثم يسلم ويقرأ إنا أنزلناه عشر مرات، ويصلي على النبي صلي الله عليه وسلم عشر مرات. وقال بعض العارفين من قرأ سورة الفتح عند رؤية هلال رمضان في أول ليلة وسع الله رزقه في ذلك العام إلى آخره. ومن داوم على قراءتها كل يوم بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رؤياه ونال ثواب بيعة الرضوان وحشره الله تعالى معهم وفتح عليه جميع مغلقاته من خيري الدنيا والآخرة. وإذا قرأها الضعيف قوي أو الذليل عزّ، أو المغلوب انتصر، أو المعسر يسر الله أموره، أو المديون قضى دينه، أو المسجون خرج من سجنه، أو المكروب رفعه الله تعالى بلطفه وكرمه.

فضائل سورة الواقعة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقه أبداً ، وأخرج أبو عبيدة والحارث وبو يعلي وابن مردويه والبيهقي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قرأ سورة الواقعة سورة الغني فاقرؤوها وعلموها أولادكم. وروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه عرض على عبدالله بن مسعود رضي الله عنه شيئاً من المال فكره أن يأخذه فقال له إنفقه على بناتك فقال له ابن مسعود رضي الله عنه أتخشى عليهن الفقر، وقد أمرتهن بقراءة سورة الواقعة، وقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة.
وقال بعض العلماء من قرأها 41 مرة في مجلس واحد قُضيت حاجته خصوصاً في طلب الرزق، كذا في خواص القرآن.


فضائل سورة الملك
أخرج «الأربعة» وابن حبان والحاكم من حديث أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : في القرآن سورة ثلاثين آية شفعت لرجل حتى غفر له «تبارك الذى بيده الملك»، وأخرج الترمزي من حديث ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال، هي المانعة، هى المنجية، تنجي من عذاب القبر، وأخرج الحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : وددت أنها في قلب كل مؤمن «تبارك الذي بيده الملك»، وأخرج النسائي من حديث ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال : من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله تعالى من عذاب القبر . وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لرجل ألا أحدثك بحديث تفرح به؟ قال: بلى ، قال: اقرأ تبارك الذي بيده الملك وأحفظها وعلمها أهلك وجميع ولدك، وصبيان بيتك وجيرانك، فإنها المنجية. والمجادلة، تجادل يوم القيامة عند ربها لقارئها، وتطلب له الى ربها أن ينجيه من عذاب النار إذا كانت في جوفه، وينجي الله صاحبها من عذاب القبر.

٭ فضائل سورة النبأ:
روي عن أبي بن كعب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قرأ سورة عم يتساءلون سقاه الله تعالى برد الشراب يوم القيامة، وعن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا سورة عم يتساءلون عن النبأ العظيم» وتعلموا «ق والقرآن المجيد» و«النجم إذا هوى» و«السماء ذات البروج» «والسماء والطارق» فإنكم لو تعلمون ما فيهم لعطلتم ما انتم عليه وتعلمتوهن، وتقربوا الى الله بهن، إن الله يغفر بهن كل الذنوب، إلا الشرك.

٭ فضائل بعض السور وبيان خواصها:
أخرج أبوعبيدة عن أبي تميم رضي الله تعالى عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني نسيت أفضل المسبحات، فقال أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه فلعلها «سبح اسم ربك الأعلى» قال صلى الله عليه وسلم نعم . وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب هذه السورة «سبح اسم ربك الأعلى» وروي عن عائشة الصديقة رضي الله تعالى عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين اللتين يوتر بهما «سبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون»، وفي الوتر بـ«قل هو الله أحد»، «وقل أعوذ برب الفلق»، «وقل أعوذ برب الناس»، وعمل بذلك الإمامين مالك والشافعي يرحمهما الله تعالى .
وأخرج أبو موسى مطر المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله ليسمع قراءة «لم يكن الذين كفروا» فيقول أبشر عبدي، فوعزتي لا أنساك على حال من أحوال الدنيا والآخرة، ولأمكنن لك في الجنة حتى ترضى . وروي في القسطلاني عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة المقربين ليقرأون سورة «لم يكن الذين كفروا» منذ خلق الله السموات والأرض لا يفترون عن قراءتها.
وأخرج الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا زلزلت» تعدل نصف القرآن . «وقل هو الله أحد» تعدل ثلث القرآن، «وقل يا أيها الكافرون» تعدل ربع القرآن، كذا في مشكاة المصابيح .
وأخرج الحاكم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً أنه صلى الله عليه وسلم قال : ألا يستطيع أحدكم أن يقرأ ألف آية في كل يوم ؟ قالوا من يستطيع ألف آية، قال صلى الله عليه وسلم : ألا يستطيع أحدكم أن يقرأ «الهاكم التكاثر» ؟ وأخرج الفردوس عن أسماء بنت عميس رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم، قارئ «الهاكم التكاثر» يدعى في الملكوت مؤدي الشكر، كذا في الجامع الصغير .
وأخرج أبوعبيدة من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «قل يا أيها الكافرون» تعدل ربع القرآن . وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ سورة «قل يا أيها الكافرون» أعطى من الأجر كأنما قرأ ربع القرآن، وتباعدت عنه مردة الشياطين، وبرئ من الشرك، ويعافى من الفزع الأكبر . وأخرج أبو يعلي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ألا أدلكم على كلمة تنجيكم من الأشراك بالله تقرأون «قل يا أيها الكافرون» عند منامكم.

فضائل سورتي الضُحى وألم نشرح لك صدرك
روي عن أبي بن كعب رضي الله تعالي عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الضحى سبع مرات عند طلوع الشمس وعند غروبها لم يضع له ضائع، ولا يهرب له هارب ولا يسرق له سارق من بينه، ولا يقع في بيته فساد، ولا يدخله وباء ولا طاعون، وكل سارق وطارق يقرب إلى بيته وسار بليل يجد على بيته سوراً من حديد، ولا يجد لمنزله سبيلاً وقال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى، روي عن جماعة من السلف أنهم كانوا يقرأون عند التلفة فيجدون ما تلف لهم، ومن ضلت له ضالة أو ضاع له ضائع، او أبعد له آبق أو أمة فليصل الضحى يوم الجمعة ثمان ركعات، فإذا فرغ يقرأ سورة الضحى سبع مرات، ثم يقول يا جامع العجائب يا راد كل غائب، يا جامع الشتات يا من مقاليد الأمور بيده أجمع على ضائعي او أجمع ضائع فلان بن فلان عليه لا جامع إلا أنت
وعن زين الدين البكري رحمه الله تعالى أنه من داوم على قراءة سورة الضحى أربعين يوماً كل يوم أربعين مرة ويقول كل يوم بعد فراغه من السورة ـ اللهم يا غني يامغني أغنني غنًى لا أخاف بعده فقراً وأهدني فإني ضال وعلمني فإني جاهل، أرسل الله تعالى من يعلمه الحكمة في نومه أو يقظته بحسب اجتهاده واستعداده وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة ألم نشرح لك صدرك فكأنما جاني وأنا مغنم ففرج عني .ومن داوم على قراءتها دبر الصلوات الخمس يسر الله أمره وفرج همه ورزقه من حيث لا يحتسب وقال بعضهم تلاوتها تيسر الرزق وتشرح الصدر وتذهب العسر في الأمور وتصلح لمن غلب عليه الكسل في الطاعات والتعطيل في المعاش ومن قرأها دبر كل صلاة تسع مرات فك الله عسره ويسر رزقه ومن قرأها دبر كل صلاة أربعين مرة سبع أيام متواصلات أغناه الله بلا شك ولا شبهة ومن خواصها أن من تعسر عليه أنمر من أمور الدنيا والآخرة ليتوضأ وليصل ركعتين ويقرأ بعد الفاتحة ما تيسر ثم يجلس مستقبل القبلة متوجهاً إلى الله تعالى ويقرأها عدد حروفها ثم يسأل حاجته فإنها تقضي بإذن الله تعالى ومن قرأها كل يوم وقت الضحى مائتي مرة رأى منها خواص غريبة وأسرار عجيبة

٭ فضائل سورتي القدر والكوثر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة القدر مائة مرة أدخل الله تعالى اسمه الأعظم في قلبه ويدعو ذلك العبد بما شاء تقضى حوائجه بإذن الله تعالى ومن قرأها يوم الجمعة الف مرة لم يمت حتى يرى محمداً صلى الله عليه وسلم في منامه وروي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال لأصحابه أتريدون أن يجعل الله بينكم وبين ابليس ردماً كردم يأجوج ومأجوج قالوا نعم يارسول الله قالوا إنا أنزلناه وبعد الصبح ثلاثاً قبل أن تنهضوا من صلاتكم ثم قولوا يا الله يا صاحب القدرة فرج عني همي وكربي
وروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ إنا أعطيناك الكوثر سقاه الله تعالى من أنهار الجنة وقال الإمام التميمي رحمه الله تعالى من أدمن قراءة إنا أعطيناك الكوثر رق قلبه وخشع لربه وثبت على الطاعة وإذا قرئت عند نزول المطر مائة مرة ودعا القارىء بما يحب من أمر الدنيا والآخرة يستجاب له دعاؤه على الفور

فضائل سورة الإخلاص
روى أبو الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن ، قال كيف ذلك يا رسول الله ، قال اقرأوا «قل هو الله احد» تعدل ثلث القرآن». ويروي أنس رضي الله عنه قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أحب هذه السورة «قل هو الله احد» قال صلى الله عليه وسلم: «حبك إياها أدخلك الجنة». وعن اُبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ «قل هو الله أحد» مرة واحدة أعطاه الله من الأجر كمن آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وأعطي من الأجر كمثل أجر ثواب مائة شهيد.
وأخرج الطبراني والدارمي عن أبي هريرة ورواية أخرى عن سعيد بن المسيب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله الله عليه وسلم أنه قال:«من قرأ قل هو الله أحد» عشر مرة بنى الله له قصراً في الجنة، ومن قرأها عشرين مرة بنى له قصرين في الجنة، ومن قرأها ثلاثين مرة بنى له ثلاثة قصور في الجنة» فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: والله يا رسول الله إذًا لنكثرن قصورنا فقال عليه الصلاة والسلام رحمة الله واسعة من ذلك.
وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم من كانت فيه واحدة منهن يتزوج من الحور العين كيف شاء، رجل أؤتمن على أمانة فأداها على مخافة الله عز وجل، ورجل خلى عن قاتله، ورجل قرأ في دبر كل صلاة «قل هو الله احد» أحد عشر مرة.
وأخرج البيهقي وابن عدي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قرأ «قل هو الله أحد» مائة مرة غفر الله له خطيئته خمسين عاماً ما اجتنب خصالاً أربعة، الدماء، والأموال، والفروج،والأشربة.
وأخرج الترمزي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ «قل هو الله أحد» مائة مرة كل يوم كتب الله له ألفاً وخمسمائة حسنة، ومحا عنه ذنوب خمسين سنة ، إلا أن يكون عليه دين، ومن أراد أن ينام على فراش، فنام على يمينه ثم قرأ «قل هو الله أحد» مائة مرة فإذا كان يوم القيامة يقول له الرب، يا عبدي ادخل عن يمينك الجنة، كذا في الاتقان.
وأخرج البزار عن أنس بن مالك رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ «قل هو الله أحد» الف مرة، فقد اشترى نفسه من الله تعالى، ونادى مناد من قبيل الله تعالى في سماواته وفي أرضه إلا أن فلاناً عتيق الله، فمن له تباعة فليأخذها من الله عز وجل.
وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من أتى منزله فقرأ «قل هو الله أحد» نفى الله عنه الفقر وكثر خير بيته حتى يفيض إلى جيرانه»
واخرج ابن النجار عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«جاءني جبريل عليه السلام في أحسن صورة ضاحكاً مستبشراً، فقال يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام، ويقول إن لكل شيء نسباً ونسبتي «قل هو الله أحد» فمن أتاني من أمتك قارئاً لـ «قل هو الله أحد» الف مرة من دهره ألزمه لوائي وأقامة عرشي، وشفعته في سبعين ممن وجبت عقوبتهم، ولولا إني آليت على نفسي كل نفس ذائقة الموت، لما قبضت روحه.
قال رجل يا رسول الله إني كثير الذنوب فدلني على ما أتقرب به إلى الله تعالى، فقال صلى الله عليه وسلم :عليك بكثرة قراءة «قل هو الله أحد» فإنها تقربك من الله تعالى.
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية، وأمَّر أميراً عليهم رجلاً يقال له كلثوم بن هند، وكان الرجل يصلي بهم ويقرأ قل هو الله أحد بعد الفاتحة، ولا يعود إلى غيرها، فلما رجعوا ذكروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام سلوه لاي شيء يصنع ذلك، فسألوه فقال لأنها صنعة الرحمن، فأنا أحب أن أقرأها ، فقال عليه الصلاة والسلام: «أخبروه بأنَّ الله يحبه».
Gamal Angara [gamalangara@hotmail.com]

 

آراء