فوضي خلاقة

 


 

 


فوضي التفاصيل إن تعمقت فيها من زاوية تقطر شفافية لأدركت فيها ما يدركه من إختار الإنتحار ـ الإختيار هنا أقصد به اللحظة التي سبقت الفعل تماما ً وليس قبلها ، حيث تسمح بعض فضفضتته بالتراجع أو التنحي عنه بالكامل ـ .. عفوا ًهذا النصّ لا يتحمل ولا يليه الدخول مكرها ً أو طائعاً في إباحة الإنتحار ولكنه أتي  لإستخدام الإنتحار كفعل إن إكتمل وتحقق وقوعه بالموت ، فلا رجوع لنفــَس قد إنقطع و بصر قد إنحسر . وهذا بالضبط ما تفعله حكومتنا بنا ، فهي تدفع بنا الي إختيار الموت ، والسبب فوضي التفاصيل التي تراكمت علي مدي أكثر من عشرين عاما،هذه الفوضي يسهل عليك جدا ًإلتقاطها من بين ثنايا خطاب متخم لمسؤول متخم أو من جراب بائع متجول صغير إلتفتّ فجأة فتمسّك بعينيك يدلك علي بضاعته بإلحاح يبدأ بمسكنة ليتحول الي تكرار لجوج .. فالفوضي بوفرة وكرم و(مبهولة ) أمامك حيثما إتجهت . قبل يومين إتجهت لإستخراج (الرقم الوطني) .. نعم ، فبوسعك أن تضع ما تشاء من علامات قيد التعجب طالما أن الموضوع عن الفوضي ، إعتليت ظهر عربة الأمجاد من الداخل ـ إتفقنا أنها فوضي ـ بعد دقائق تحدث السائق عبر هاتفه النقال ردّاً علي إتصال مقطوع ، يصف لزوجته كيفية طبخ (حلة ملاح) ، فبدأ بأن شدّد علي أن (اللحمة تشرب مويتها) ثم إضافة الماء وبعد زمن ـ حدده تماما ًـ عليها أن تضيف الخضروات ، كان أمامي هنا خياران أولهما عدم إبداء دهشة مطلقاً إزاء هذا الحدث المتشعب الفوضي أو (شعللة) الفوضي والإشتراك في التعليق بأن زيادة الماء من شأنها أت (تهرد) الخضار .. أو أن الزمن الذي ألزم به (حلة المدام) أكثر من اللازم للطبيخ المعني .. وهكذا ، المهم أي كلام يثبت عدوي إنتقال الفوضي لافرق بين من تسبب بها أو من وقعت عليه آثارها . فوضي التفاصيل سادتي يوفرها لنا بإفاضة ولاة أمرنا بدءا ً من طريقة مخاطبتهم لجموع أمامهم ويتساوي واقع الفوضي إن كان جمعا ً مناصرا ً أو مؤيدا ً أو مؤيدا ً ومناصرا ً.. وبالتأكيد أنه لا خيار هنا لجموع (متفلتة) ، وصولاً لقمة الفوضي عند إختيار الخطاب الفوضوي الإشارة كالذي وجهه السيد والي الخرطوم ، بأن يختار من يختار السكن خارج العاصمة ، رغم تعاطفي معه ـ أقصد الوالي ـ بأن تراكم الفوضي البائن أمامه من قرارات الي حزمة معالجات الي تهاون مسؤولين الي إنعدام إختيارات بالأساس، إنحرف به الي توجيه خطاب فوضوي الطلب كما ذكرنا إلا أن السيد الوالي كان يمكنه أن يكون أكثر إنصافاً بوضع خيار ثان يخصه شخصيا ً وهو أنه يمكنه أن يصير واليا ً لكل من إختار الخروج من العاصمة ، وهكذا تصبح لديه إمكانية إتقان عمل ومتابعة سهلة لكل السياسات ما نفذ منها ومالم ، بل ويمكن للإختيار أن يتم دون شرط التقيد بأعلي أو أقل عطاء للخارجين ، طالما أن الفراخ تسليم المطار .
zizetfatah@yahoo.com

 

آراء