أقــــــــاصي الدنيا
Sudaninexile195@yahoo.com
يعنى محمد محمد خير الموجوع المسقوم الممروض المكدود (الميرود) المجزوع الهلواع بمنتهى مذاق الطعم المر وبمذاق الحنضل محمد خير المتورم باللوعة المنتفخ بالحزن السديمي ، المقطوف فؤاد خطفة ، المتشهي لو يخطف سنة من نوم خطفا ، ينعى لاصحاب المصلحة من الرجال (الاكالس) العاشقون ، صناع السير ، وملونوا الحياة بالجمال ومجيدوا الانس والرواية والكلام المصقول والمشاعر المأهولة بالسودان ، ينعى للرجال الأفذاذ (وطقاقين الحنك) الكرماء النجباء ،(ضباحين الشايلة وابان سكانيناً راعفة) ينعى للرجال الذين
اذا زاد النيل قطرة قابلوه بالدموع.
واذا فتحوا قلوبهم يجدون القطن الطويل التيلة.
واذا شقوا افئدتهم طارت صقور الجديان.
اهل الجلاليب البيضاء والنيات الأنصع بياضاً والضحكات الباعثة للطمأنينة والنظرات التي توجب الإعتدال ، ينعى الموجوع للبان جديد وجلسات الخريف ومجالس الأخوان العالية المنازل ، العامرة بالحب الكبير ، وينعى للشجر العالي ، والظلال الممتدة ، والآفاق التي تسير بلى مدى في إتجاه الشعر والمطلق .
يعنى كمـــــــــال شيبــــــــون
سفير السودان بكندا ، ونصير الحق والمتكفل ابداً بأسر كل غيوم السودان في تلك البراري ، الغيـوم الأوسع من خطوة الشمس والأسرع من دقة القلب ، كمال نجل اسماعيل الشقيق الأصغر لأسد وعبد المنعم وصلاح والشقيق غير البايلوجي لكل سوداني هاجر لكندا ولكل أغنية فيها طعم الرحيل ، الشقيق بالوكالة والأصالة ، والشقيق بالشقائق والعذوبة .
آهـ إن الموجوع يئن !
كان مطراً وسنداً (وضراعاً) وهداية ناصحاً وسائراً نحو الآخرين كما يسير لبيته (أخو بينة شيال شيلة وتور ليهو زند ، مرخرخ شاتلة وليًن أرساغ) .
أخذ من كل مضارب الأمثال جواهرها ، من البحار أخذ العمق ، ومن الشمس إنتخب الرؤية الواضحة وأخذ من الأقمار مكامن سر الملكوت الرهيب..
رحل كمال شيبون بعد أن أدب مرض السرطان وعاشره ، رحل وترك السرطان خجولاً يتوارى في الخلايا ويحدق في عورته!!!
سبتكي تورنتو طويلاً وسيعلن (السي إن تور) الحداد ما بقي عالياً كأطول ابراج العالم وستحكي (الكازلوما ) لإخواتها من المناطق الأثرية قصة سوداني رفض الجنسية الكندية لكنه أوصى بأن يدفن في كندا.