منتدى الإعلام التركي- العربي (2 – 2)

 


 

عادل الباز
19 December, 2011

 


صورة تركيا في ربيع العرب!!
19/12/2011م
في الحلقة السابقة قلنا إن المشاركين في المنتدى العربي التركي مارسوا عصفا ذهنيا حول كيفية توظيف الإعلام للعب دوره المنتظر في مستقبل العلاقات في المنطقة، وخلصوا لنتائج مهمة، لخصها البيان الختامي الذي سنستعرض أهم ما جاء فيه خلال  هذا المقال.
1
جاء في مفتتح البيان "نحن كإعلاميين أتراك وعرب نتقاسم قيماً تاريخية وثقافية في جغرافية واسعة، جمعت قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا، نؤكد أهمية المشتركات الحضارية فيما بيننا التي نستلهم منها آفاق المستقبل المشترك، وندرك الدور المهم للإعلاميين ومؤسساتهم في صياغة مستقبل الشراكة التركية العربية. ونؤمن بأن الإعلام يجب أن يساهم في التنمية الشاملة ويسخر لخدمة الشعوب ورفاهيتها، وتطور دول المنطقة، وإرساء مبادئ الأمن والاستقرار والتسامح، التي تحترم التعددية الثقافية، وتضمن حق الاختلاف وحرية التعبير والتفكير والاحترام الكامل لحقوق الإنسان.
2
أعلى البيان من المشتركات الإنسانية وحرية الصحافة المعبر عنها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية هلنسكي والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية الأخرى بهذا الشأن، مؤكداً مساندة المطالب المشروعة لشعوب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في نضالهم من أجل تأسيس مبادئ العدل والديمقراطية، وبناء دولة القانون والمؤسسات، وتعزيز حقوق الإنسان والحريات العامة والخاصة.
3
ورأى البيان خطابا إعلاميا مشتركا واستثماره لإمكاناته الكبيرة، سيسهم في تعزيز التعاون بين الأتراك والعرب إقليمياً ودولياً، مؤكداً أهمية دور الإعلام التركي والعربي في تعزيز الروابط الحضارية والتاريخية والثقافية بين الشعبين، ومسؤوليته الكبيرة في تصحيح الصورة النمطية لدى كل طرف؛ بما يسهم في تأسيس شراكة دائمة ومتكافئة بين الجانبين. وشدّد على أهمية الاستثمار الإعلامي المشترك، وتفعيل التعاون الأكاديمي في قطاع الإعلام، وتأسيس مراكز للدراسات الإعلامية وتنظيم دورات للتدريب الإعلامي لتبادل التجارب والخبرات بين الطرفين.
4
في ختام البيان أعلن المشاركون مساندتهم لمشروع تأسيس (منتدى الإعلام التركي العربي) كهيئة تنسيقية بين الإعلاميين الأتراك والعرب ومؤسساتهم؛ لتعزيز التعاون فيما بينهم، وتحقيق الأهداف الوارد ذكرها، لافتين إلى أن هذا البيان الختامي يؤكد رغبتهم الحقيقية وإرادتهم القوية في تعزيز التعاون الإعلامي بين الأتراك والعرب؛ بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة)
أهمية هذا المنتدى ليست في النتائج التي خلص اليها المنتدون، على أهميتها، إنما في تلك القاءات الحميمة التي شهدتها أروقته، إذ تعرفت الوفود المشاركة على ما يجري في تركيا بشكل حقيقي، ومن خلال النقاش الذي شهدته أروقة المؤتمر أثيرت كثير من القضايا السياسية التي تهم العلاقات المشتركة بين تركيا وإفريقيا والعالم العربي. تحدث كثيرون عن عدم معرفتهم بالصورة التي يعكسها الإعلام التركي للعرب بسبب اللغة التركية التي لا يكاد أحد في العالم العربي يتعامل معها، وكذلك عدم تعامل الأتراك مع اللغة العربية؛ مما يجعل التواصل مهمة صعبة في إعلام البلدين، رغم الحاجة الماسة لإيجاد حل جذري للمشكلة، إلا أنه لا يبدو في الأفق حل لها.
أطلقت تركيا الآن قناة فضائية ناطقة بالعربية، ولكن لا أحد يراها في العالم العربي، وكل المواقع التركية الإخبارية تنشر بالتركي. ولذا فإن الإعلام العربي يستقي معلوماته عن تركيا غالبا من وسائط غربية ولا يتلقاها مباشرة من مصادرها التركية الأصلية.
تبدو مهمة تجسير العلاقات التركية العربية إعلاميا مهمة صعبة، ولكن إذا ما قُدِّر للقائمين على أمر الهيئة أن يجدُّوا في تأسيسها في وقت قريب يمكن أن نتجاوز كثيرا من العقبات؛ لصنع جسور تواصل مستديمة تخدم العلاقات المستقبلية بين تركيا والعالم العربي.

عادل الباز

 

آراء