يا سلام …. ميدالية ذهبية بالدوحة؟!
د. محمد بدوي مصطفى
27 December, 2011
27 December, 2011
mohamed@badawi.de
قال أحدهم في تعليق: لو أن المنظمين للبطولة أضافوا إليها رياضة رقص رؤساء الدول المشاركة، لَكُنا أحرزنا الميدالية الذهبية، خاصة أن فريقنا كان حاضر و جاهز للمشاركة".
سادتي الكرام، بادئ ذي بدأ نحيي كل الأبطال الذين أحرزوا ميداليات في قطر ونسأل الله أن يزيدهم من العطاء الكثير لرفعة اسم بلادهم الذي عَلِقت به وصمة عار ونال الوخز من سمعته كل منال. إخوتي الكرام، إن ما شاهدناه بأعيننا المجرّدة وما سمعناه من نقد لاذع في شأن بعثتنا الرياضية بأمَّهات آذاننا من القريب والغريب وكل ما قرأناه من مقالات وتعليقات في هذا السياق يدعو للشفقة والترحم على الرياضية وروحها في "بلدنا الباسمو كتبنا ورطنا". لم نر أحدا من المسؤولين تصدى للفضيحة العرماء، ووقف ليشير بالبنان أو بالسبّابة لمن كانوا السبب في هذه المهزلة الأسطورية التي لم تحدث إلى في عهد إنفاذ/إنقاذ الجسم من العقل السليم. وإن سُئِلَ أحدٌ منهم، لم يحرك ساكن، بل يرمي باللّوم على الآخر، وهكذا حال السودان كما عهدناها؛ لا أحد يتحمل المسؤولية، وكل واحد منّا يشير إلى الآخر وكأن الأمر لا يعنيه وفي النهاية الفاعل مجهول، حالها حال بيروقراطية المؤسسات الحكومية العقيمة التي وَطِنَت بالبلد وألقت عصاها وبَنَت بيتا وخيمة. يا سادتي، يجب أن نقولها دون أن نلوي ألسنتا بها هربا من مجابهة الواقع: إن حادثة الدوحة ستظل وصمة عار على جبين أهل السودان ومحبيّ الرياضة من أهل السودان لن يمحوها الزمن ولن يسدل النسيان أستاره عليها مدى الحياة "والجايات أكتر من الرايحات"، إن ظل الحال وسار على نفس المنوال. كل مسؤول (غير مسؤول) في أي منصب في المؤسسات الحكومية لا يهمه سوى أن يلم ويجمع لنفسه ولزمرته فقط، والسفر أفضل مع المدام والأولاد في بعثات الرياضة والبعثات الرسمية والفاتورة يدفعها المواطن البسيط، الكل يأكل في الآخر لا احد يحاسب ولا أحد يخاف الله في أموال المواطن الضعيف. التدهور الذي تشهده البلاد قد انتاب كل المجالات، التعليم، الرياضية، المجالات الخدميّة، البنيات التحتية (مقارنة بعدد السكان في المدن)، النظافة، الكهرباء، المياة، الخ. إخوتي الكرام، من يريد أن يعرف ما آل إليه حال البلد الآن، عليه الرجوع الى صفحات التاريخ القريب، السبعينات تكفي. وهذا إنذار من الإنذارات التي تحملها لنا رسائل العولمة كل يوم، ونحن الطيش في دورة الألعاب العربية بقطر خلف جيبوتي واليمن وفلسطين.