شفرة أوكامبو: سيرة سوداء تبحث فى باطن متهم

 


 

صديق محيسي
16 February, 2012

 



sedig meheasi [s.meheasi@hotmail.com]

الليلة الاولى

حسب  الويكيبيديا   ان  شيفرة دا فينشي رواية تشويق وغموض بوليسية خيالية للمؤلف الأمريكي دان براون نشرت عام 2003.حققت  مبيعات كبيرة تصل إلى 60.5 مليون نسخة (حتى  مارس 2006) وصنفت على رأس قائمة الروايات الأكثر مبيعاً في قائمة صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. تم ترجمة الرواية إلى 44 لغة حتى الآن.
تدور أحداثها في حوالي 600 صفحة في كل من فرنسا وبريطانيا. تبدأ بالتحديد من متحف اللوفر الشهير عندما يستدعي عالم أمريكي يدعى الدكتور روبرت لانغدون أستاذ علم الرموز الدينية في جامعة هارفارد على أثر جريمة قتل في متحف اللوفر لأحد القيمين على المتحف وسط ظروف غامضة، ذلك أثناء تواجده في باريس لإلقاء محاضرة ضمن مجاله العلمي. يكتشف لانغدون ألغاز تدل على وجود منظمة سرية مقدسة امتد عمرها إلى مئات السنين وكان من أحد أعضائها البارزين العالم مكتشف الجاذبية اسحاق نيوتن و الرسام  الاشهر ليوناردو دا فينشي.
أما   رواية شفرة اوكامبو  فهى  حقيقية  ماثلة  ولا خيال    فيها  دارت ولاتزال  تدوراحداثها  فى ارض  دافور  وبطلها   ضابط   عادى  حنث  شرفه  العسكرى   ووصل  الى  السلطة عن طريق الانقلاب على الدستور قبل اكثر  من عقدين  من الزمان  ولم يك يحلم  فى يوم من الايام  ان يصبح  حاكما  للسودان  لولا   شخصية  محورية  اخرى فى الرواية  اختفت  من  مشهد  السلطة  الان  هى التى اتت  به  الى كرسى الحكم , فالفى الصانع  نفسه  خارج  اللعبة السياسية , بينما  وطتد  المصنوع  صلبه  كوتد  انغرس فى الارض عجزت المعارضة  عن خلعه  لضعفها  وقلة حيلتها.
فى شفرة دافنشى  منظمة  سرية  مقدسة  يحسب  عمرها  بمئات  السنين  ربما تكون  وراء جريمة المتحف , وفى شفرة أوكامبو تظهر منظمة علنية هى  الجبهة القومية الاسلامية  التى  تحولت الان  الى المؤتمر الوطنى  وتتم المقاربة  بين  التنظيمين  إن الأخيرة  إختارت  السرية  فى عملها  عندما  أستولت على  السلطة  بالقوة  , أما الاولى  فـان غموضها  يقلل من ترجيح  الشك  فى أنها  وراء  جريمة  المتحف,  فألامر  تكتنفه  الشبهات حسب  سير  الرواية,  تبدأ  رواية شفرة اوكا مبو عندما  وجهت  المحكمة  الجنائية الدولية   تهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وإبادة جماعية   لرئيس   السودان، إضافة إلى مذكرة توقيف بحق المسؤول البارز،  والى جنوب  دارفور حاليا أحمد هارون، وكذلك علي كوشيب، المتهم بأنه قائد مليشيا الجنجويد  سيئة السمعة .  ثم  الحق   اخيرا وزير الدفاع  الساعد  الايمن  للبشير عبد  الرحيم  محمد  حسين الى ركب الجماعة باتهامه  بارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب في اقليم دارفور  ، وذلك خلال الفترة من اغسطس  2003 إلى مارس /   2004.  وفقا لبناء  الروائي  الذي  اخترناه  لقص  الوقائع   في هذه  السيرة , فأن  شفرة اوكامبو  ستكون العقدة  الرئيسة  التي ستدور  حولها  الإحداث  الجانبية ,  والمحك  العملي  لسلوك  الرجال  المقربين  من بطل الرواية  استنادا  إلى موقع  كل منهم  ودرجات  حبه , أو كرهه  للبطل,  ورغبته  الكامنة  في  كهفه  الباطني  بالتخلص  منه ,  أو الاستعداد  حتى الموت  للدفاع  عنه  بصدق  باعتباره  رمزا  للسيادة  الوطنية,  ومنذ  ظهور الشفرة   أصاب  الاضطراب  جهاز  الدولة  وكبر شك  الرجل  فيمن حوله  وفى  كل  شيء,  وكره  حرفا  الواو  والكاف , وأصبح  لا يطيق  نطقهما , بل و تعمد  كاتبو  خطاباته  إن  يقللا  بقدر الإمكان  من استخدامهما  تجنبا  لارتفاع  درجات التوتر النفسي  عنده , وسوف  تتخلل  سيرة القص  للشفرة  زعماء  لقوا  مصرعهم  بطريقة  مأسوية  مثل  ملك ملوك  أفريقيا    معمر القذافى  الذي  قتله   الثوار وهو مختبئ  في ماسورة للصرف  الصحي  أثناء  محاولته  الهروب , والرئيس المصري  حسنى مبارك  الذي  تجرى محاكمته  وهو  طريح   فراش المرض  محدقا  في الفراغ   طوال الوقت  غير  مصدق  لما يجرى  وزين العابدين  بن على  الذي  اعتمد  على قرني استشعاره  فولى هاربا  إلى المملكة  السعودية   ناجيا   ببدنه من غضبة الثوار , وبشار الأسد  الذي  يصارع  من أجل  البقاء  والغا  في دماء  شعبه  شبابا وشيبا  وأطفالا  ونساء ,  وعلى عبد الله صالح  الذى   لم  يستطع  اللحاق  بقطاره  فى محطته  الأخيرة  .
يقول الراوي  وهو أحد  الحرس الخاص  ببطل  الشفرة  انه سمع   قبل صلاة  الفجر  صراخا  قويا  وحشرجة  متقطعة  تبعها  كحة  متواصلة , وصوت  نسائي  ملهوف يصدر من  غرفة نوم البطل , ولم يتبين  الراوي  تفاصيل  ما سمعه  جيدا    ولكن  أذناه  التقطتا  اسم  اوكامبو, اوكامبو اوكامبو,اوكامبو , كان الصوت  النسائي يردد  باسم الله بسم الله , يا لطيف  يا لطيف,ما الذي حل  بك  أيها  البطل, سارعت  المرأة  إلى  غرفة  من غرف  القصر  تحمل  في يدها  كوب  ماء وأيقظت رجلا ذى  لحية  بيضاء  يحمل  مسبحة,  سارع  الرجل  صوب الغرفة  فوجد  الزعيم يلهث  ويتصبب عرقا  مرددا   فى هلع  اوكامبو  اوكامبو  اوكامبو, بسم  لله بسم الله  فوضع  يديه  على صدغيه  وبدأ يقرا  له آيات  من القران  الكريم مع توجيه  رذاذ  بصاق   خفيف  إلى رأسه  لزوم طرد  الشيطان, قال له   فكى   القصر أحكي  لي هذا الحلم الكابوس,  قال البطل  وهو يأخذ  نفسا عميقا  إنه كابوس  مخيف   يا شيخى , رأيت    إعصارا   اسود  عنيفا   يجتاحني  يزلزل  كياني  وانأ  وحيد  وسط  جبال جرداء  ينمو  أسفل سفوحها  شجر صبار  له رؤوس  أشبه    برؤوس الشياطين  , ظلت العاصفة  تهب  بعنف محدثة أصواتا  مثل  صوت  الصواعق تحمل  في  أحشائها   الفاقعة  الصفار  أشجارا  وبقايا  منازل , وفى بعض  الأحيان  منازل  بأكملها  تطوح هذه  الأجسام  الضخمة فو ق  رأسي   تخنق  انفاسى  , كنت ياشيخى  اصرخ  واصرخ  ولا  أحد يسمع  صراخي , أنا نفسى لم  أكن اسمع  صراخي  كنت كالذبيحة  تصدر  من صدري حشرجة  لا  استطيع   وصفها  من غرابة طلوعها  ونزولها ,  يصغى  الشيخ  ويطالب بالمزيد  ,  يواصل  البطل, في غمرة  هذا  الجنون , جنون  الإعصار ,  وفى وسط  هذا الركام  من  الأشياء  المتطايره  رأيت  جمالا , وأبقارا , وأغناما  لها  أجنحة  وزعانف  سوداء ,  في  تضاعيف  هذا  الظلام الكثيف  أطل   على  وجه   كان يظهر  ويختفي  في سديم  رمادي كثيف , لم  اتبينه  جيدا  لعدم سباته و حركاته المخاتله, في نومي  ذاك    يا شيخى  وأنفاسى  المتقطعة  إستطعت   بعد  برهة    أن   أحدد  ملامح  الوجه,  كان هو  وجه  اوكامبو ذلك   الخواجة  اللئيم  الذي ما أنفك  يلا حقنى  في يقظتي ا و فى عز  منامي , ما ذا يريد  منى  هذا  الشيطان ’ كان اوكامبو  كما يقول الراوي  ممسكا   بأياد  غريبة أربعة بأذني  كل من القذافى , وبشار الأسد   حسنى مبارك   وزين  العابدين  بن على ’ إن مسك  الإذن  يستمر الراوى  هو  منتهى الأستخفاف  بصاحبها , و هو تقريع  وتحقير  وإستصغار  للممسوك  وقرع  الرجل أوجعه باللَّوْم والعِتاب .
يواصل  البطل  سرده  لكابوسه  الأسود  والفكي  يلامس  فكه  الساقط  من الدهشة و يقول  , ثم ماذا  هات المزيد  لعن الله هذا  الشيوعي الكافر, يقول البطل  طاف  اوكامبو   فوق  راسي  كما  تزن  الذبابة الصغيرة ,  لم  يتحدث  معي , ولكنه  كان يحدق  في   ويتوعدنى  بيديه  وتصدر من حركات  ساخرة لا اذكرها  بالضبط  وفجأة  وسط هذه  الفوضى  تظهر  ألاف  جماجم الموتى, كان  بالقرب  من هذه الجماجم  تله من  عظام  بعضها  أبيض  وبعضها  أسود , وحين حدقت  فيها  جيدا  عاد  اوكامبو  وطلب من هذه  الجماحم  والعظام  إن تنهض  ,  صرخ  فيها الرجل  صرخة  زلزلت  كياني ,  نهضت , كانت الجماجم  تبحث  عن  هياكلها  عادت  كل جمجمة  إلى  إلى مكانها تحولت  الرفات   إلى أناس  يرسفون  في  أغلال   تبينت    رغم  غشاوة  في عيوني,  تبينت  شخصا  غريب  الشبه  بصديقي  وقائد  جيشي    بل  كان هو نفسه , مخروطي  الوجه ,به  بله   ظاهر تعبر عنه  حركات  لسانه  الذي يملأ   فمه,  من وقت لأخر  يتحول  وجهه  إلى وجه  حمار,  ثم    يعود  إلى الاستطالة تماما   كشخص  ينظر  في مرآة  معقرة , كان  وزير دفاعي  يسوق  هذه  الجماجم  وسط  مقابر مفتوحة  تفوح  منها  روائح   كريهة  , وكنت أقول   له أبعد  هؤلاء  الناس عنى , لا  أطيق  رؤية هذه   الوجوه  السوداء, يصغى  الشيخ  ويطالب بالمزيد , يستمر الغارق   في   كابوسه, فجأة يتغير المشهد  يعود  أوكامبو  منتفخة أوداجه  يصرخ    في النائم , هؤلاء  ضحاياك,  أنت   أصدرت  الأوامر  بقتلهم    قلت لوزير دفاعك  لا  أريد   أسيرا  ولا أريد  حيا  من هؤلاء ,  لا تستطيع  إن تكذب  هناك  عشرات الشهود  جاؤا  إلى المحكمة  وأدلوا  بأقوال ضدك  فلماذا  لا تريح  شعبك  وتسلم نفسك  ,  ولماذا  لا تمثل  أمام العدالة الدولية  وتدفع  التهم  عنك  إذا  كنت حقا  بريئا ,  لن يفيدك   شيئا  إخراج  التظاهرات ضدي  وصفى بالكفر  والعمالة  وأوصاف  بذيئة أخرى, إن هذه  التظاهرات  المليئة بالمهاترات  لن تجعلني  انكص  عما  هو  إرادة  العالم  و عليك  وعلى الرجرجة  التي تخرجونها  في الشوارع  إن تفهموا    بأنني  ليست لي قضية شخصية ضدك   أو ضد  وزير دفاعاك , أو هارون  ,اوكوشيب ,إنني  مكلف  من قبل مجلس  الأمن  للتحقيق  معك  بشأن  أنت تعرفه  جيدا,   نعم  لقد  تم   اتهامي   من قبل بالتحرش  بامرأة من جنوب إفريقيا  ولكن  المحكمة   برأتني  بعد  إن عادت المرأة    وتراجعت  عن اتهامها  لي, فلماذا  لا  تكون  شجاعا  وتمثل  أمامنا  لنبرأ ساحتك , يستمر الحالم  في سرد  كابوسه  ليتوقف  فجأة  ويقول  انه شيء  مرعب ورهيب يا شيخي  , لقد  رأيت  القذافى  وهو مخضب   بالدماء  يصرخ  , إما م الثوار  لا  لا تقتلونى اننى رئيسكم  يا  اولادى, قال الشيخ  كان على القذافى  ان  يتصرف  كرجل  ولكنه تحول  الى امراة , لا  اصدق  ان زعيما  كالقذافى  وصف  شعبه   بالفئران  ان  يصير  نفسه  هو فأرا عندما  عثروا عليه  داخل  ماسورة صرف  صحى,   أهمل  الراوى تعليق الشيخ  وطفق  يغرق  فى كابوسه  وطفى الى سطح   مخيلته  صدام حسين  والسجان يلف الحبل حول عنقه   كان صدام ثابتا من كثرة الخوف ,يقال ان ذروة الشجاعة  هى ذروة الخوف
الليلة الثانية
كانت الليلة الثانية  شديدة الوطأة  على البطل , ففيها  طال كابوسه حتى ظن   أنه حقيقة  مؤكدة, وحاول  ما في حيلته  من قوة  أن  يخرج  إلى عالم الصحو , ولكن محاولاته  باءت  بالفشل لتمكن  الطنين  الحاد المؤلم من رأسه   موشكا  أن يفجره  مرة واحدة , صاح  صياحا  عاليا  تردد   صداه   في برية   مليئة   بالصبار  والحكسنيت,  ولكن أحدا  لم يسمع  صياحه, في هذه  الليلة  التي كثرت  فيها  غربان  ممعنة  في السواد  يصدر منها  نعيق  كأنه  صليل  أجراس  ضخمة, رأى  وجها  مألوفا  لديه , ولكنه  هذه المرة  كان يضحك  عليه ويتوعده  بإشارات  من يديه, انه  ذلك  الشيخ  ذي الأسنان   التى كانت البيضاء وتاكلت  بفعل  الزمن,  هو الشيخ  الذي  جاء  به إلى  السلطة  وجعله  رئيسا  على   الخلق,هو  نفسه  الذي   ذهب  إلى السجن   ليخدع  الناس  بأن الذين  نفذوا  الإنقلاب  هم  أعداء  للديمقراطية  بينما  ذهب  هو  إلى القصر غير مصدق  انه  سيكون  زعيما, كانت الليلة  عصيبة  مليئة   بهذه  الغربان  ذات  الروائح  النتنة ,  تسارعت  أنفاس  البطل  وهو يركض  ركضا   بطيئا  ليس  كالركض  الذى يريده  , إنه ركض  الكابوس, حاول  أن  يزيد  من سرعته  غير أن رجليه  تحولتا  الى   صخرتين   صلدتين , كان الشيخ   الذى تحول   فجأة   الى  نمر  مرقط  يركض بدوره  وراء الطريدة,   يصيح  الشيخ   لن اتركك  حتى انال منك  أيها  الرعديد, قال صاحب الكابوس  ان أكثر ما يهد  كيانى  هذا الزائر الليلى  العجيب, كنت  تيقنت  أننى هزمته  فى صراعى معة على السلطة  منذ  اكثر من عشر سنوات  ,ولكن  هاهو  كطائر  خرافى  يخرج  من الرماد يحلق فوق رأسى  كأنه  العنقاء .  أى انسان هذا  الذى لاينسى  ولا  يعفو؟,   تتناسل الكوابيس  الصغيرة من الكابوس الكبير  يقول  للرجل  ذى اللحية  عندما  أبحر  بى كابوسى فى  المهاوى  المظلمة  رأيت  وما أعجب  ما رأيت, رأيت   ثمانى وعشرون  حمامة كانت تحط  كلها على كتفى  وتأكل شيئا ما  من أنواط  اكتافى  , كان هديلها  عنيفا كصواعق  تشرخ  صمت نفسى  , لم تكد تلك الحمائم   تنهمك  فى نقر انواطى  حتى تفجرت الدماء  من كتفى, قال الفقيه  الجالس يهرف السمع  للحالم , ان تفسير هذا الكابوس  هو  ان الثمانية  وعشرون  حمامة  تلك  هم  اولئك  الضباط  الشباب الذين  اعدمتهم  عشية العيد , حقق معهم  (الثعبان ) فى ساعات  وكان تقريره  انهم  خونة مذنبون  فصادقت أنت على  قتلهم  ودفنهم  فى مقبرة جماعية  واحدة ,بالرغم  من انك  اعطيتهم الامان  اذا سلموا  أسلحتهم , أنهم  الان   يظهرون  لك  فى المنام    اما  الهديل   فهو  إحتجاحهم  لماذا فعلت فعلتك  ذلك  بنا ,نحن   صغار  لم نر فى الدنيا شيئا  لماذا  انهيت حياتنا  وبعضنا  ترك زوجته  حبلى   ولم يسعد  بمولوده  الاول , ان امهاتهم  , واخوانهم , واخواتهم  لايزالون  يكيلون  الرماد  فوق  رؤوسهم  حزنا  على اقمار  قصف  بها اعصارك,  لا لا  لا  ياشيخى  انه   كابوس  طويل  كيف  لى ان   اتحمله , لم أعد  قادرا  على إستيعاب  مايجرى , ففى هذا  الدغش  الاصفر  هجمت  على  صور  من البوسنة  والهرسك , رأيت   راتكوراتكو ملاديتش  يبكى  ويقول لى  لماذا يصفنى الناس  بأننى جزار البوسنه , كان الرجل  يلح على   بالذهاب  طوعا  الى لاهاى  وإلا , وفجأ    يعود   القذافى  بوجهه  الملطخ  بالدماء,  وامعائه  التى يخرج   منها  شىء   اشبه  بالكتاب الآخضر,كنت اركض     واركض  بلاجدوى  ,وحين اظن نفسى  قد  خرجت  من دائرة الكابوس , تلفنى موجة عاتية  وتعيدنى الى   قاع  كثيف الظلمة   فأجد  داخله حسين حبرى  يلعب  الديمنو مع جوكونى واداى , هل تصدق  ياشيخى ان   احجارهما  التى كانا يلعبان  بها هى  جماجم  صغيرة  أظنها جماجم  أطفال, كيف  لى ياشيخى الخلاص من هذا العذاب الطويل, كلما اتوق  الى الفكاك  من الكابوس  الى الوعى  تباغتنى  اياد  عجفاء  لتعيدنى  الى شيمة  الظلام , انه  عالم مرعب  ياشيخى, يسهم  الشيخ  مليئا  فى الارض  ثم يقول للحالم المعذب ,ان  ظهور الشيخ  الضاحك  دائما  وبجانبه  الفهد  الاسيوى هو  امر محير, بل هو  شر مستطير  , اننى لا استطيع  تفسير هذا  بالتفصيل , ولكنه كما  قلت  شر مستطير.  
يعود  الحالم  المعذب  ليقوص  فى كابوسه  من جديد  ويروى   , رأيت  وما اغرب مارأيت  ياشيخى,  رأيت اننى اجوس  فى مدينة   تغطيها   ثلوج  بيضاء  وسط  مقابر عليها شواهد  اسمنتية,  وحارس  يغط فى نوم عميق ,لم ادر ما لذى جاء بى  الى هنا, كانت الثلوج  تغطى  كل شىء , اشجار  تئن  تحت بياض  كئيب  ودبابا ت    معقوفة  فوهاتها  الى اسفل , كانت الدبابات  تبكى  بكاء مرا, تخرج  الدموع   منها بلون فضى,  فتسيل  بين المقابر  ويتغير لونها الى احمر قان , استيقظ الحارس  من نومة  وقال لى ما لذى اتى بك الى هنا, هذى المقابر التى تراها  يملكها شخص يدعى كراديتش,  قلت ومن كراديتش هذا, قال الحارس , انهم يقولون  انه اكبر مصمم للموت فى التاريخ  بعد  الفوهرر, قلت ومن هو الفوهرر , ضحك  الحارس  من سؤالى , وقال لى  ايها  الغبى الم   تسمع  بهذا الاسم  من قبل! ’ غادرنى   وتركنى  بين هذه الآجداث  المغطاة بالثلوج , وبغتة  انفتحت  المقابر وخرجت  منها  الاف  الجماجم  ,جماجم  اطفال , وجماجم  امهات , وجماجم رجال  وصبيان, صرخت  ولكن صراخى  عاد  الى داخلى   وكدت  أختنق  منه, اطبقت الظلمة على البياض فغطت الارض بسواد  مثل سواد البحر , طبقات فوقها طبقات,تتناسل الكوابيس كما تتناسل البكتريا , يغوص النائم فى لجج كوابيسه  ليجد  نفسه   كما يروى لشيخه فى مكان غريب وسط  اقوم  قصار ذوى سحنات وسيمة ولكن عيون بعضهم  ضيقة  بها نعاس خفيف, يظهر فى الكابوس  شبح  له  جناحان  مثل جناحى  الخفاش,  كان  يصيح صحيات  مخيفة تخرج  من فمه  المخروطى  شرائط  من النيران , كانت الشرائط  تكبر وتكبر حتى تتحول الى كتل من اللهب  الأصفر  يحرق  أتونه  كل شىء, سمعت طقطقات اللحم  وسط  أصوات رصاص تنطلق من سحابة  برتقالية اللون كانت تسير وتمطر غازات ما ان تصل الى الارض  حتى  تظهر  الثعابين  من شقوقها ,وتتسلق الفهود  اشجارها وتشاهد  الاسود  والافيال وهى  تحتضر  مصدرة   اصوات   كأنها  أصوات  حجارة ضخمة تسقط  من الجبال   يحدث كل هذا  قرب   بحر  من النيران  يزداد  إشتعالا  كلما  ازداد تهاطل  الغاز, وفى  غمرة هذا الفوضى القاتلة  يظهر  رجل له   وجه سعلاة  وقرنا ثور  وله  اظلاف  مثل اظلاف الجاموس, سألت  الحارس الليلى  للمقبرة الذى جاء ذكره   فى مكان اخر,  رد على  وهو يدخن  غليونا  طويلا  ان ما تسأل عنه  يدعى بول بوت  جزرا كمبوديا  زعيم الخمير الحمر, قلت لم افهم شيئا   قال  هو( احد أحد أكبر السفاحين في القرن العشرين. إنه بول بوت، الذي أعدم عدة مئات الآلاف من الكمبوديين، بل وبلغ الذين قتلهم خمس سكان البلاد، أي ما يقارب المليون ونصف من الكمبوديين، ذلك على أيدي المنظمة الشيوعية التي كان يترأسها والتي اشتهرت في العالم أجمع بتسمية "الخمير الحمر(     انظر الجماجم التى خلفها  انه  كابوس  داخل كابوس  لكن فى خور يابوس رايت مقابر مثل المقابر التى ذكرتها,  ان القبور كما يقول شيخنا  ودتكتوك  هى مستودع سر الموت  .ولكن ياشيخى  هل يصح  ان يشبهوننى بقاتلين  مثل الذين  جاءت بهم سيرة كاتب الرواية , يرد الشيخ , لم يقل ذلك احد  ولكن كل قاتل  يحمل اوزاره  حتى قيام  الساعة.
الليلة الثالثة
كان شقشقة  طيور حديقة  القصر تؤذن   بقدوم  الصباح , صلى  بطل  الكوابيس  صلاة الفجر حاضرا  بالقرب من سريرنومه , وتناول المصحف  ليقرأ من ماتيسر  من سورة  يسن,  وما  ان انهى اوراده  الخاصة حتى طلب من الشيخ سماع كابوس الامس صارالشيخ مولعا  بسماع الكوابيس الرئاسية , يتلهف  قدوم  الصباح  حتى يستمتع بحكاية من حكاياتها  التى تشبه  المسلسلات  التركية فى  طولها, قال  البطل  ياشيخى ان كابوس الامس  لهو امر عجب بالرغم  من حجم الرعب الذى  كان فى تضاعيفه , ولكنه  كشف  لى  مايدبر ضدى من مؤامرات  أعتدل الشيخ  فى جلسته 
ورأخى اذنيه  كطبق  لاقط إستعدادا  لسماع ما يرويه  ,قال البطل   وأنا أغرق فى نومى    شاهدت  جمهورا  يتجمع  بالقرب  من القصر الرئاسى , أرسلت مدير مخابراتى  ليستطلع الأمر , ولكنه عاد وقال إن المعلومات التى لديهم ان هؤلاء جاؤا للتظاهر ضد  اخرين كانوا ينوون  المجىء  قبل هؤلاء  لإحتلال  هذه  الساحة , انهم  من الحزب, بدأ عددهم  فى ازدياد ,  كنت شقوفا  بمتابعة هذه الحركة النشطة  لدرجة اننى  تسمرت فى نافذة القصر  أرقب ما يجرى, توقفت حافلات  عدة  وخرج  منها عمال يلبسون سترات زرقاء  ويحملون  لافتات  كتب عليها   كلام بلون احمر لم استطع  ان اتبينه  ,كانوا  كثيرون  يزدادون كثرة كلما  علت هتافاتهم   التى لم اسمعها  جيدا, وفجأة  ومن جهة الشرق  وهو الطريق المؤدى  للجامعة  التقطت  هتافات بعيدة  ولكنها  كانت  ذات رزيم  تعلو شيئا فشيئا , وقبل ان  أرهف  السمع  جيدا  لها , فأذا  بأصوات  أخرى أكثر صخبا  تجىء  من   الجهة الأخرى  جهة وزراة  الإعلام, قلت لمدير مخابراتى  الذى بدا واثقا  من ان هذه  الحشود  جاءت لتجدد الولاء  لى  , رديت عليه ولكن ما المناسبة, قال إنها  بمناسبة  إنتصار الجيش على المتمردين  فى النيل الازرق , عموما  ياشيخى  كان الناس  يأتون من كل حدب  وصوب , تكاثروا  مثل  سحابة جراد  تغطى عين الشمس  ,اقتربوا  من القصر كثيرا , لمحت  فيما  لمحت  جيشا  من الذين  يرتدون  عباءات  سوداء  ذكرنى  هذا بالغربان  التى شاهدتها  فى حلم الليلة الاولى, لم ينقطع  سيل الناس  هؤلاء طلاب جامعات  يحملون فى أياديهم  كتبا  عليها  دماء,  وأولئك  طلاب مدارس ثانوية  يحملون  لافتات  تطالب  بوجبة إفطار,قلت لمدير مخابراتى مرة اخرى  ارجو ان تتأكد  مرة أخرى  مما يجرى, غادر المدير  القصر سريعا   وهو يتحسس  مسدسه متوجها  صوب الجموع ,  كان يشعر  بخوف شديد  من غضبة  الزعيم عندما  يتبين كذبه  فهو كان يعرف مايجرى ولكن  ما بيده حيلة  لوقف تصاعد  الأحداث.
كان المطر يهطل غزيرا في الخارج , والسحب المتخمة  بالماء سوداء شاسعة تغطى صفحة السماء , لم يكن ممكنا سماع  شيء وسط صخب المطر إلا  صوت الحراس  الخاصون وهم يحملون مدافع  صينية الصنع , وأجهزة  اتصال   صغيرة تصدر إصواتا  محشرجة يبدو أنها  متابعات ليلية من وحدة الأمن الخاصة  بالحماية بينما يقبع بالقرب منهم  دبابتان  ودبابون  شباب ذوى لحى  مدببة مهمتهم مراقبة الحراس  الخاصون, كان الجميع يحملون  أسلحة غريبة  وأجهزة اتصال تخرج منها أصوات مشخشة يبدو أنها صادرة  من غرفة العمليات المكلفة بأمن الزعيم , وفى داخل القصر كان  الزعيم   يغرق  في  كابوسه  متنقلا بين أودية الخوف ,سائرا  في برية  مليئة  بأشجار الصبار التي  تشبه رؤوس الشياطين , لم يكن الشيخ  موجودا في القصر, فقد غادر إلى قريته  بعد  أن أجزل له الزعيم العطاء   كان كابوسا  عجيبا  هذه  الليلة, يا الهى ما الذي يحدث لي, هكذا خاطب زوجه التي كانت تجلس بالقرب  منه, كان الزعيم يتصبب عرقا  ,تعلو  وتنخفض أنفاسه  مثل قارب  ترفعه  وتحطه  الأمواج  بلا توقف, روى الزعيم لزوجه  كابوسا  غريبا ومن شدة غرابته   قال  أوشك إن يكون  حقيقة, بعض الكوابيس يقول بعض مفسري الأحلام  قد  تتحول إلى  واقع    يعيشه  صاحبه  ولو بعد  أيام  أو شهور, قال زعيم الكوابيس لزوجته , أنها  ليلة  مرعبة حقا  رأيت  شيئا  لم أره  من قبل, رأيت  عاصفة  شديدة  الإصفرار  تتجمع  من جهة سوبا  يسبقها  هواء  ساخن  به رائحة تراب متعفن, عاد الكابوس  من جديد  يمسك  من أنفاسي, كانت جيوش من البشر تزحف  تجاه  القصر تهتف هتافا واحدا الشعب يريد  إسقاط  النظام, إلى الجحيم  يارجيم, كثرت أنهر البشر,  من الجسور الأربعة  يزحف الناس  كأنما هو يوم الحشر , ومن  جهة  الشرق  تتدفق  طوابير من العمال  يحملون في أياديهم أحذية قديمة يلوحون بها  في الهواء , وفى غمرة هذه الفوضى  كانت حافلات  كبيرة تأتى من الأقاليم  مزارعون من مشروع الجزيرة  , ومزارعون  من مشاريع الرهد , وطوكر, وكنانة, يتقدمهم طلاب جامعات يهتفون  جميعا  ضدي  يريدون خلعي, وفجأة يعود مشهد أولئك  الذين رأيتهم  في كابوس  سابق ,  أناس  يرتدون  عباءات  سوداء  تبينت إنهم المحامون  ومن وراءهم  الآلاف  من أبناء المناصير  يحملون  في أياديهم  عصى وسيوفا  وخناجر, كانت جيوش  البشر  تأتى  من كل  فج  , اطباء  يحملون على اكتافهم مرضى  ومهندسون  يحملون خرائط  باهتة للخرطوم, جنود  شرطة يلقون بنادقهم  ويلتحقون  بجنود  جيش  يحملون نعوشا  عليها علم السودان القديم ,جسور العاصمة كادت إن تختنق  من الناس,  ألاف من النساء  وفتيات المدارس  يصرخن  ويبصقن في وجهي, بعد  برهة  إنزاحت ستارة من أمام عينى, أنحسرالكابوس القديم  , سبق ذلك  خيوط  لزجة  كانت تحاول الإلتفاف حول عنقي, وكنت أجاهد  فى إبعادها  بيدي  ولكنها كانت عنيدة  فى إصرارها  للالتفاف  حول عنقى,  إتسع مشهد  الكابوس, رأيتنى اتناول  هاتفى الجوال  وأشرع  فى الإتصال  بنائبى, أسمع رنة  هاتفه  طويلا  ولكنه  لايرد, بدأت  الهواجس  تلعب  برأسى ,تركت  نائبى  وإتصلت  بمدير مخابراتى الذى وعدنى  بالعودة , ولكنه  لم يعد, هو بدوره  أغلق هاتفه نهائيا  (هذا  الشخص  لايمكن  الإتصال  به  حاليا  حاول مرة اخرى,)   الفأر بدأ  يلعب  فى عبى , حاولت  وزير دفاعى  ولكن كانت النتيجة  نفسها, كانت أنفاسى  تتقطع عدت  مرة أخرى  لأتصل بمسئول الدفاع  الشعبى ولكن  بلاجدوى, فكرت فى مسئول  الميلشيا  السرية الخاصة  لمثل هذه  الحالات  ولكن  أيضا بلاجدوى,كان الكابوس  يضغط  على رأسى  يكاد  يفجر  عروقى,  ,  مالذى يجرى ؟  هل أنا  فى حلم حقيقية , أم  انه  منطق الكابوس؟عاد  الشيخ  الضاحك  يطل على من  جديد بسخريته  وضحكاته  البهلوانية  واشارات  إصبعة  الوقحة, أختفى وجهه   فجأة  ليظهر  مرة اخرى  وجه  أوكامبو  الذى كان يحمل هذه  المرة  مجلدات  من الكتب  وكان يغمز لى  بعينيه  بطريقة لا استطيع  تفسيرها,  كان بصحبة الرجل إمرأة أفريقية  مكتوب على تنورتها  فاتو بن سوده  قدمها  لى  وأختفى  فى عتمة الحلم, أقتربت المرأة  منى شيئا فشيئا  , كانت تنسحب الى الوراء  وتنادى علىَ ان اتبعها    ولكنى تراجعت  الى الوراء  لأدخل فى دوامة كابوسى , وعند  حافة الكابوس  ثارت زوبعة  لولبية  غبارها  الكثيف  أنعقد فوق رأسي, تبع  الزوبعة  صوت رجرجة عظيم  أشبه بصوت  طائرة مروحية  عملاقة, إزداد  الغبار كثافة, كان الجسم  يقترب منى  وكنت اتكور على نفسى من شدة  الخوف , تبا , ماهذا  الذى يجرى  ؟هل هو حلم داخل حلم ؟  اننى اشهد  الان جنودا   يهبطون  من الطائرة   فى سرعة  فائقة يحملون خريطة  تتبعهم  كلاب  بوليسية ذات انوف  مثل انوف  الخنازير,انهم جنود  بيض  إستمر نزولهم  السريع من الطائرة وسط  زخات  من الرصاص والقنابل الضوئية,كانت القنابل  الضوئية تحول المكان الى نهار,وسط  هذه الفوضى رأيت  وجه  بن لادن يطفو  ويختفى فى بحر  لونه  أصفر, يا الهى مالذى يجرى هل انا  فى باكستان ام السودان ؟ مالذى يريدونه  منى؟كيف  دخل هؤلاء  ووصلوا  الى غرفة نومى دون  ان يكتشفهم  وزير دفاعى؟  كان أوكامبو  يحمل  فى يدية  قيد  فضى,  طلب منى  مد يدى فممدتهما  له  مذعنا وضعيفا  , وسرعان  ما  البسنى ذلك السوار المشهور,وفى وسط  هذه الجلبة   اقلعت  المروحية  الى اعلى  وعلى مسافة  تمكن  من الرؤية  , رايت  كل  رجال حكومتى  فى طابور  طويل نواب ,ووزراء  ووزراء دولة  , وولاة  ,لكن الذى ادهشنى وقتلنى  من الدهشة هو رؤيتى  نائبى فى مقدمة هؤلاء  يقف بالقرب رئيس قلم مخابراتى,  ولكنى لم اعثر على وزير دفاعى  وعند  اجتهادى فى العثور عليه  ضمن المودعين   كانت المفأجاة   ان جذبنى من كم جلابيتى  فقد كان يقبع بجانبى ولكنى لم اره جيدا  وسط  غبار المروحية, كان يلبس سوارى نفسه , وهنا ضحك  اوكامبو ساخرا   ورتب على كتفينا  فى حب  وحنان  ونشوة . وقبل  ان تختفى المروحية  فى سماء الخرطوم   رأيت    من عل قطيعا  من اسود  جائعة   تنهب الارض  على غير هدى,  كا ن ملايين الناس  يزحفون الى وسط  الخرطوم, انه  عملاق  له ملايين الرؤوس  يشعل الحرائق  فى الأبنية الحكومية  , والمحال التجارية ,كان هناك  ماسحو  أحذية وتجار احذية وصبيان  شوارع   يركضون  فى إتجاهات  متقاطعة  يحملون  مشاعل نيران  صنعوها  من دواليب  قديمة  للسيارات  يقذفونها  على المحال  التجارية فترتفع  السنة اللهب, كان  كابوسا  عجيبا  أغرق فيه  كلما  اوغلت فى النوم,  رايت  فكا  وزيرى  يتدليان  حتى كادا  ان يلامسا  الارض  يخرج  منهما  سائل  بنى وهو  منطو  على نفسه  كدودة غزل, قال لى وهو  يئن أنين عنزة على وشك  الوضوع  ,  لقد هربوا كلهم يا سيدى  قلت من ؟ قال الجماعة, قلت ماذا تقصد ,قال شاهدت بعضهم  يحملون  صناديق فى سيارات اظنها  ملايين ,  رأيت  الشاب  البوشى  يطارد  نافع  من شارع الى شارع ونافع يولول كالنساء , وتتطاير من حقيبة يحملها  دولارات ويورو   , ورايت  مئات سيارات  الدفع البراعى  محملة   بالدولارات  والذهب  تنهب الارض  فى إتجاه  الحدود  الإثيوبية  والأريترية  ورأيت و يا هول ما رأيت  رأيت خليل ابر اهيم  يطعى أوامره  لقواته  بالبحث عنى  حجرا حجر  وطوبة  طوبة , يقول لهم  أريده حيا   لاتقتلوه  كما  قتلنى, وقبل ان أبلع ريقى  فى هذا الكابوس  أطلت على  وجوه  غاضبة  مكشرة, أمعنت  النظر فيها  مليئا وعرفتها , كانت لعقار, والحلو , ومناوى     وبولاد  انهم يحدقون فى  وجهى  طوال الوقت  ولايتكلمون  صمتهم  ذاك  يقتلنى   كانت قواتهم  تحاصر المدن  الثلاثة  , يزحفون مثل النمل الأحمر  فى جميع الجهات, يتلاقون  مع الخلق  فى منعطفات الشوراع  وتقاطعاتها  ايه  ياشيخى من هذا الكابوس  الذى لايغادرنى  لحظة, عاد  الشيخ  يحدق  فى وجه  سلطان الكوابيس  وحرك  مسبحته  فى يده  ميمما وجه  شطر القبلة ,  مرددا   آورادا  كثيرة  أنصت  لها  الزعيم وهو فى دوامة  هواجسه  بينما  كان أوكامبو  يتصفح  أوراقا  كثيرة     ويدخن سيجارا كوبيا والمروحية  تحلق فوق  واد  اخضر  تهم  على الهبوط  ولكن الضباب  يمنعها  فتدور دورة كاملة  وتعود من جديد  فتنجح  فى النزول  محدثة  غبارا  كثيفا  وبعد  برهة ينكشف الغبار  فيظهر طابورا طويلا  من القضاة ذوى القلنصوات  السوداء  يبتسمون  للقادم الجديد , يرحبون به  وبوزير حربه  الذى لايكاد  يصدق  ما يجرى .  انتهى

إضاءة
لويس مورينو أوكامبو (4 يونيو 1952 في بوينس آيرس، الأرجنتين) هو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الحالي، وهو مسؤول عن التحقيق والملاحقة القضائية لمرتكبي جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية والإبادة الجماعية. أرجنتيني الجنسية، حصل على سمعة حسنة خلال ملاحقته كبار المسؤوليين العسكريين وعلى جهودة في مكافحة الفساد في بلاده.
تخرج في عام 1987 من جامعة بوينس آيرس ،كلية القانون، عمل ملازم قضائي من عام 1980 إلى عام 1984 قبل أن يذاع صيته بوصفة مساعد المدعي العام للجنة الوطنية المسؤولة عن اختفاء الاشخاص في الأرجنتين بين العامين 1984-1985 التي قامت بمحاكمة 9 من كبار المسئوليين الأرجنتينيين من ضمنهم ثلاثة رؤساء دولة سابقيين وعدد من الدكتاتوريين العسكريين الذين أتهمو بعمليات قتل جماعي.
ترك مورينو اوكامبو في عام 1992 موقعه الرئيسي كمدعي عام للمحكمة الاتحادية الأرجنتينية حيث قام بأفتتاح مكتب محاماة متخصص في القانون الجنائي وقانون حقوق الإنسان وفي نفس الوقت عمل أستاذ مساعد في القانون الجنائي في جامعة بوينس آيرس وكان أيضا أستاذ زائر في جامعة هارفارد وجامعة ستانفورد في الولايات المتحدة.

 

آراء