المتسابقة سلمى: الإخفاق ليس فشلاً

 


 

 


كيف لا

شاركت المتسابقة السودانية سلمى يوسف في برنامج (عرب أيدول) على قناة إم بي سي ولم تتقدم خطوة واحدة لأنها أخفقت في اختبار الأداء . كل هذا عادي جداً لأن غيرها كُثرٌ ممن تم استبعادهم لأسباب رأتها لجنة التحكيم ولاحظها المشاهدون وهي أنهم إما فاقدي الموهبة أو تعوزهم الثقة بالنفس أو غير مستعدين وكان كل زادهم هو مجاملات الأهل والأصدقاء بأنهم قد يصيروا فنانين في يوم من الأيام .
أما الشيء الغير عادي والذي خلق من مسألة عادية ، مشكلة كبيرة جداً فهو وجود سوبر ستار العرب الفنان راغب علامة ضمن لجنة التحكيم . وكما هو معروف أن بينه وبين السودانيين ما صنع الحداد بسبب وصفه للسودانيات بأنهن أقبح النساء . فما أن انتهت الحلقة التي أذيعت قبل أسابيع حتى سنّ كل واحد منهم قلمه وانبرى في كيل القدح والشتائم لعضو لجنة التحكيم الذي قال لها بالحرف أنه ليس لديه أي تحفظ على شكلها وإنما على أدائها الذي كان ضعيفاً جداً .وإن كان قد ضحك فقد ضحك معه أعضاء اللجنة المكونة من الفنانة الإمارتية أحلام و الملحن والموزع الموسيقي حسن الشافعي وضحك المشاهدون معهم على أداء سلمى وعلى أداء غيرها من الشباب اللذين كان أداؤهم كاريكاتورياً ولا يرقى حتى إلى مستوى مسرح على الهواء .
كل من شاهد سلمى وجدها تُحدّث عن نفسها بأنها "ثلمى ثيّد" ، وهذا عيب كبير في مخارج الحروف والنطق لا يؤهل صاحبه للغناء حتى ولو كان صاحب موهبة .أما حديثها عن أنها أنتجت شريط كاسيت في السودان ولكنها اختلفت مع المنتج كان شيئاً مخجلاً ولا يمكن لأي مشاهد أن يصدقه بعد تجربة الأداء الكارثة.وأعتقد أنها قد ورطت نفسها باختيارها أغنية للفنان المصري محمد فؤاد ، لم تحفظها جيداً وضاع صوتها وما بقي غير الصراخ والتردد .كان بإمكانها اختيار أغنية سودانية خفيفة أو من التراث العربي مثلما غنى الفنان الكابلي  والبلابل رائعة يزيد بن معاوية "نالتْ على يدِها ما لم تنله يدِي نقشاً على مِعصمٍ أوهتْ به جَلَدي".
وكان يمكن لهذه المسألة أن تمر مرور الكرام ما لم يتم تصعيدها من بعض الذين يرون أن السوداني شخص كامل لا يأتيه النقص من بين يديه ولا من خلفه ، ومن أولئك الذين تحركهم عقدة النقص بأنا لسنا عرباً كاملين لذا يستقصدنا العرب في كل مساعينا ومواهبنا. ونقول لهؤلاء وأولئك أن افعلوا شيئاً جاداً واحداً وستصدقه كل الدنيا وتحترمه . أما من صبّ النار على زيت سلمى المشتعل فهي بعض المواقع الإلكترونية العربية الكارهة لراغب علامة والتي لا ترى فرقاً بينه وبين نانسي وإليسا وهيفاء . أما الشيء غير اللائق في كل هذا فهو استثمار سلمى لكل هذه المواقف لخدمة قضيتها وتبرير إخفاقها.
أما عن قصص النجاح من هذا النوع فهي رغم قلتها إلا أنها مشرّفة وتستحق التشجيع . فقد اشترك من قبل الشاب السوداني خالد حسن في برنامج "إلبوم "على إم بي سي قدمته رزان مغربي وشجعه جمهوره لامتلاكه أسباب النجاح فنجح فعلاً في مسيرته. كما  أذهلت المشاهدين متسابقة سودانية شاركت في برنامج الفرصة الذي تم تقديمه على شاشة (سما دبي) فكان جمال صوتها وأدائها وثقتها في موهبتها التي مكنتها من الغناء بإحساس رائع.
معروف عزوف السودانيين عن الفعاليات العربية والإقليمية ، ففي كل منشط من هذا النوع نتمنى أن يكون هناك على الأقل مشارك واحد .إن نجح فهذا المبتغى وإن أخفق فلينظر الناس بموضوعية لأسباب الإخفاق بدلاً من تعليقه على شماعة "الاستقصاد" التي لن تريهم نقصاً في أنفسهم كان يجب إكماله بالعمل الشاق والدعم والتشجيع الصادق ،وذلك حتى يستفيد الشباب من هذه التجارب ويتحلوا بالثقة بالنفس ويواجهوا إخفاقهم ويجتهدوا ليكتب الله لهم النجاح في مجالات أخرى.
عن صحيفة "الأحداث"



moaney [moaney15@yahoo.com]

 

آراء