أيها الجنوبيون لا تغادروا فهذه بلادكم واحدة موحدة
د. زاهد زيد
8 April, 2012
8 April, 2012
تنتهي اليوم الفترة التي منحتها حكومة الانفصال للجنوبيين لمغادرة الشمال . في ظل واقع متوتر فرضته الحكومتان المتسلطتان على شعب السودان الواحد . وهو واقع لا دخل لنا فيه سواء كنا في الجنوب أو الشمال .
فالاتفاقات التي عقدها المتأسلمون مع الحركة الشعبية اتفاقات باطلة قانونا وساقطة وطنيا وأخلاقيا . وليس من استولى على الحكم زورا وإفكا مخول ليقرر نيابة عن شعب مسلوب الإرادة ، وليس الحركة الشعبية الفاقدة للإرادة الحرة هي من يمثل الجنوبيين ، فالجنوبيون ليسوا هم الحركة التي لا تختلف في حكمها ونهجها عن حكومة الإنقاذ فكلاهما مغيب ذهنيا عن الوعي السياسي ، وكلاهما أتي للحكم من فوهة البندقية وأكتسب شرعيته بحد السيف .
لم يفوض الشعب السوداني أحدا ليقرر مصيره نيابة عنه ، ولا أعطى صكوك وطنيته لسماسرة المتأسلمين وعملاء اليهود في الجنوب ليقسموا الوطن فيما بينهم .
لقد لعب قادة الحركة الشعبية بعد أن تخلصوا من القائد الوحدوي قرنق بعواطف أهلنا في الجنوب بمساعدة قوى الشر الإنقاذية ليصوتوا للانفصال ،ويكتشفوا أنهم سلموا مصيرهم لشيطان آخر لا يقل مكرا عن ذلك القابع في الخرطوم .
إن الانفصال ما هو إلا اقتسام لثروة البلاد من قبل لصوص المال الحرام في الشمال والجنوب تلك هي الفائدة التي كان يرجوها الفريقان وما نراه الآن من خلاف بين شريكي الأمس عدوي اليوم ما هو إلا أختلاف لصان على قسمة مال السودان المسروق . ولو كان غير ذلك فما المصلحة التي عادت لنا كشعب في الشمال أو الجنوب من هذا الانفصال ؟ هل تحسنت أحوال الناس المعيشية ؟ هل استقر المهجرون ؟ هل تحسنت أحوال الحياة السياسية شمالا وجنوبا ؟ والأهم من ذلك كله هل توقفت الحرب ؟
إذا لم يكن أي شيء من ذلك لم يتحقق ، فلِمَ كان الانفصال إذا لم يكن اتفاق مصالح محدودة لحركتين لا لصالح السوداني المغيب عمدا وقصدا .
لقد وعينا نحن في الشمال الدرس تماما وتعرت اللإنقاذ تماما من كل ما يستر عوراتها وقريبا ستسقط كما سقطت وطنيا وأخلاقيا ودينا وسيسقط معها اتفاقها الانفصالي وما جره على البلاد من ويلات .
لا موجب لإخوتنا الجنوبيين في الشمال للمغادرة جنوبا فهنا بلادهم وبين إخوانهم ولا يجب عليهم طاعة من لا تجب الطاعة لهم بموجب إتفاق ليسوا طرفا فيه .
إن ما يبدو اليوم كواقع هو في الحقيقة وهَم يريدنا حكام الشمال والجنوب قهرا أن نصدقه وأن يفرضوه علينا لكن قريبا ستنقشع الغمامة ويعود السودان واحدا موحدا .
Zahd Zaid [zahdzaid@yahoo.com]