عصــابات كُلّـّو
عــزيزة عبد الفــتاح محمــود
22 April, 2012
22 April, 2012
عمليات تعذيبية لزجة ، يجيدها عنصر من ضمن عدة عناصر متحالفة بثقة ضد ّالمواطن : (عصابة السكر) وهذا العنصر تتفاوت مكوناته ويضم بين جناحية بحنان ورعاية مكونات تعذيبية أصغر أشدّ تعاضدا ً مع بعضها في تحالف إبليسي (ماصّ) لدم المواطن ، مكونات هذا العنصر هي : أفراد ، قرارات ، تصريحات ، إجراءات ولجان ، نأتي أولا ً الي القرارات والتي بدأت منذ رمضان الماضي تقريبا ً وظاهر القرار ـ غير المدروس كما وصفه وزير التجارة الخارجية وإن كان وصفه جاء متأخرا ً جدا ً ـ و كان قيد التنفيذ بعد صدوره مباشرة ، بصورة ألفناها ، بحيث يمكننا تخمين أن هكذا قرارات هناك من يدعمها منذ ورودها كفكرة ويتعهدها بالرعاية الي أن تخرج قرارا ً يحقق به مكسبه الخاص ، فمكون القرار بتعبئة السكر في جوالات زنة 10 كيلوجرام ، كان ظاهره محاربة تهريب السكر الذي يتم عبر الجوالات زنة 50 كيلو ، فبدلا ً من محاربة فعل التهريب تحديدا ً ، توجهت المكافحة الي المواطن ومقدرته وإجباره علي التعامل مع هكذا قرار بزيادة تصل الي 15 % من سعر الجوال الكبير ، فتكلفة التعبيئة وضعت علي المواطن دون تردد من قبل كل اللجان بما فيها لجنة حماية المستهلك ودون إحتجاج من جانب المواطن ودون نجاح في مكافحة للتهريب الذي صيغ بسببه القرار وسيستمر التهريب حتي لو تمت تعبئة السكر في جوالات زنة (وقية) ..! طالما وجدت ذهنية عصابة القرارات تلك . ونأتي الي التصريحات ومنها تصريحين جديرين بالإهتمام لأهمية منصب قائليهيما ، الأول تصريح السيد معتمد محلية أم درمان بتوفر السكر بمحليته بكميات كبيرة وبأسعار مناسبة ، والتصريح الثاني للسيد معتمد محلية الخرطوم بأن أزمة السكر أزمة مفتعلة والأمر لا يتعدي (شحّ في السلعة) ، أتعمد ألا أضع علامات تعجب بعد كلا التصريحين وأتقدم فقط بنصيحة الي مواطني الخرطوم الذين يفتعلون الأزمات بالتوجه الي أم درمان ليفيض عليهم سكانها من سكر مختلف أوزانه .. إنتهي . تبقي لدينا الإجراءات التي قام بها السيد معتمد محلية الخرطوم والتي تراوحت بين التوجيهات ، الإنذارات ، التهديدات ،المنع والتشديد وكما قرأتم كلها إجراءات قولية لا تسمن ولا تغني من (قول) .. أما الإجراء الأخير الذي أورده السيد معتمد محلية الخرطوم من ضمن (حزمة ) قرارات كما ذكر للحد ّ من الأزمة هو تحديد خمس مواقع لتوزيع السكر في كل حيّ .. طيّب ، ما يثير الإهتمام فعلا ً هو مكافأة تنفيذ القرار ، فهذه المواقع إذا قدر لها النجاح في مهة التوزيع فسيتم تمديد مهمتها وإستيعابها ضمن نية المحلية في (توفير مخزون إستراتيجي من السكرلمجابهة أية فجوة متوقعة ) ..!لا بأس من طموح جامح كالذي يصرح به السيد المعتمد ، حدوده إستخدام مفردات ساذجة بين فجوة بدلا ً عن ندرة ومخزون إستراتيجي بدلا ً عن فشل إستراتيجي .. فقط لنا سؤال أخــير : رمضان الجاي ـ بأي وزن وأي سعر ـ في سكر؟.
zizetfatah@yahoo.com