ذوات الأكواع السوداء

 


 

 

كيف لا

وصف الكاتب السعودي ثامر الميمان نساء بلده بذوات الأكواع السوداء والأجساد المترهلة وذلك في مقارنة بينهن وبين لاعبات جمباز روسيات في مقال باسم "سألني صاحبي". فتح عليه هذا المقال أبواب جهنم الحريمية وتجاوز الرد عليه حدود الأدب ، واعتبرت بعض النساء أن سبّهن لا يداويه إلا سبّ الكاتب في نفسه وزوجته ووالدته وكافة نساء عائلته.وكلفه هذا المقال اعتذاراً مرّاً وشعوراً بالأسف والندم كان بادياً على محياه عندما استضافه الإعلامي تركي الدخيل في برنامجه إضاءات على قناة العربية.
هذا النوع من المقالات ليس جديداً فكل مرة يخرج أحد الكتاب ويذكر نساءه ونساء المؤمنين بأنهن ليس مثل نجمات العجم والعرب وأن قدّهن ليس كقد غادة عبد الرازق ودلعهن ليس كدلع هيفاء وهبي ، وأنوثتهن ليست كأنوثة نانسي عجرم. ووصل الأمر بأحد الكتاب الخليجيين الذي فقد الأمل في نساء منطقته بأن يكنّ أنفسهن وبذات المقومات المطلوبة بأن قال "اللهم عجرم نساءنا".
الملفت في مثل هذه الحالات أن أغلب الكتاب المسيئين للنساء في جمالهن ورشاقتهن لا يملكون أدنى مقومات الوسامة ولا يتمتعون بشباب الجسد ولا الروح. فمن ضمن التعليقات على مقال الكاتب ثامر الميمان جاء تعليق يقول :" حسبي الله عليك يا وجه القرد"! وتعليق آخر يسخر منه:"من تحسب نفسك ؟ترافولتا؟"، وآخر ينصحه "استح على وجهك إذا كان عندك وجه".
والحوار في المقال بين الكاتب وصاحبه ، يدور كثيراً بين الرجال في جلساتهم الخاصة ، قد تلتقطه بعض الآذان المتصنتة، وهو لا يخرج بشكل مما ورد في النص الأصلي للمقال وهذا جزء منه .
"• ألا تعتقد أننا استعجلنا في موضوع زواجنا؟
• شفت مسابقة العالم للسيدات في الجمباز والألعاب الرياضية واللياقة ؟
•شفت الحال اللي حريمنا عليه ؟ شفت النسوان فعلا ؟
• عمرك شفت ( حرمة ) بدون نتوءات وبدون سواد في الأكواع والركب تقفز وتقفز ويلتف حولها شريط من الحرير على صوت الموسيقى.وتنام بهدوء على الأرض بدون ( قربعة ) ولا طقطقة على صوت الموسيقى.. بيضاء كالفضة ذهبية كبدايات الشمس الدافئة مرنة كقطعة حلقوم.
• قلت شفت وتابعت وكان المعلق يصورهن كالفراشات العابرات من خاتم سليمان.
• سألني : مين سليمان ؟ أجبته ما علينا، سليمان الزايدي أو سليمان قاضي.. سليمان النبي يا غبي.
• قال حريمنا ذابحهن البرد وعشان كذا أكواعهن وزوايا الانثناء في أجسادهن مثل حبوب (الكيرم ).
• قلت : شفت يا صاحبي، وحسبي الله على الحظ، قلنا لهن بلا أسواق (أبوعشرة) والكريمات والكلونيات التجارية وودي أخرج في مظاهرة وأقول " الشعب يريد تغيير المدام ".
• تابعت بحسرة هذه الأجسام الممشوقة والعيون اللامعة والملابس المحتشمة وتذكرت أمهاتنا وهن يقلن لبناتهن :"كلي يابنت، وزنك ناقص، بكرة ما ينفعك غير صحتك، بينما داخل ثيابهن أكداس من الشحم".
• وهذا قراري الأخير.
• خير إن شاء الله.
• سأسافر الى روسيا، ترافقني؟
• طبعاً.
• ليس حباً في كارل ماركس أو لينين أو جوربا تشوف، نشوف وش سر هذي الحلاوة والنعومة، والأسنان اللي زي الألماس، ما هي (سنون) حريمنا اللي زي كراسي (العزا) واحد متقدم وواحد متأخر ،نأكل مثلهن ونأكل (كافيار) ونروح الباليه ونتزلج."
هذه الخاطرة تعبر عن عدم استقرار عاطفي عند الرجل ، اتهم النساء بمن فيهن زوجته بأن وجودها في حياته كعدمه ،نادماً على عجلته في زواجه ممارساً نقداً عنيفاً لنقائص المرأة بازدراء ومهانة . والأغرب أن الرجل ينأى بنفسه عن النقد أو أن المرأة لحيائها لا تذكر عيوبه الكثيرة بل تغفر له زلاته ونقائصه. وبوضعه لنفسه في هذا البرج العالي بعيداً عن النقد فهو تعبير عن عقلية يسيطر عليها مركب نقص عائد للثقافة الذكورية في المجتمع والتي هي أساس كل المصائب والبلاوي التي نراها ونسمع عنها .
عن صحيفة "الأحداث"


moaney [moaney15@yahoo.com]

 

آراء