نبوءة الأستاذ واسبيرات السيد الأمام ؟
نتيجة اجتماع قمة أديس ابابا بين الرئيسين البشير وسلفاكير ؟ هل تتحقق نبؤة الأستاذ ؟ وماهي أسبيرات السيد الامام ؟
ثروت قاسم
Tharwat20042004@yahoo.com
1 - قمة اديس ابابا ؟
تحت ضغوط مهولة من أدارة اوباما ، وبريطانيا ، والنرويج ، والأتحاد الأروبي ، ورئيس وزراء أثيوبيا الجديد هايلي مريم ، اجتمع الرئيسان البشير وسلفاكير ( أديس ابابا – مساء الأحد 23 سبتمبر 2012 ) حتي منتصف الليل ، بمشاركة رئيس الوزراء الأثيوبي ، لمناقشة المسائل العالقة بين دولتي السودان ، وأتخاذ قرارات حاسمة وملزمة للطرفين حولها ! ولكن وللاسف لم يتوصل الرئيسان الي أي أتفاق حول أي من المسائل المطروحة للتفاوض بواسطة مبيكي ، وقررا مواصلة التفاوض صباح اليوم ( الأثنين 24 سبتمبر 2012 ) حول المسائل العالقة ، وخصوصأ منطقة أبيي !
هل يوافق الرئيس البشير علي أقتراح مبيكي بضم منطقة أبيي لدولة جنوب السودان ، مع التزام الأخيرة بالسماح لقبيلة المسيرية بدخول منطقة أبيي صيف كل عام للرعي ، دون الحاجة لأستخراج فيزات دخول لأبقار المسيرية ؟ وهل تقبل قبيلة المسيرية بأن تكون رهينة في أيادي دولة جنوب السودان ، تمنعها أو تسمح لها ( حسب الموجة السائدة صيفئذن ) بدخول منطقة أبيي ، كما ظلت تفعل كل عام منذ نزول النبي أدم من الجنة ؟
اذا لم يتوصل الرئيسان الي أتفاق بنهاية اليوم ( الأثنين 24 سبتمبر 2012 ) لكل المسائل العالقة بينهما ، فتبقي 3 سيناريوهات مختلفة ومحتملة لتطور الاوضاع ، كما يلي :
اولأ :
أن يوافق الرئيسان البشير وسلفاكير علي تمديد فترة القمة الي ما بعد يوم الأثنين 23 سبتمبر 2012 ( اليوم المحدد لأنتهاء القمة ) ، والبقاء في حالة أجتماع متواصل في أديس ابابا حتي الاتفاق علي كل المسائل العالقة !
ثانيأ :
في حالة فشل القمة الحالية ، ربما قرر مجلس الامن أعطاء الطرفين فرصة أخري ، والتمديد فترة ثالثة ، بعد الفترة الثانية التي أنتهت في يوم السبت 22 سبتمبر 2012 ، للمفاوضات بين الطرفين حول المسائل العالقة في أطار قرار مجلس الامن 2046 ( أنتهت المهلة الاولي في يوم الخميس 2 أغسطس 2012 ) ؟
ثالثأ :
أن يفرض مجلس الامن حلولأ توفيقية ( يقدمها مبيكي ) لكل المسائل العالقة بين دولتي السودان ! وفي حالة رفض اي دولة لهذه الحلول التوفيقية ، يقررمجلس الامن فرض عقوبات أقتصادية وسياسية علي الدولة الرافضة ، تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة !
موعدنا اليوم الاثنين 24 سبتمبر 2012 ، لنعرف نتيجة غلوطية مفاوضات أديس أبابا بين دولتي السودان ؟
اما المفاوضات بين نظام البشير والحركة الشعبية الشمالية فقد وصلت الي طريق مسدود ، لتعنت نظام البشير ، خصوصأ كمال حقنة ، رئيس وفد السودان المفاوض ... وأنفض سامر المفاوضات دون الوصول الي أي أختراقات ، رغم ضغوط المبعوث الأمريكي السفير برنستون ليمان ، التي ذهبت أدراج الرياح ؟
2 – نبوءة الأستاذ العظيم !
قال :
( من الأفضل للشعب السودانى أن يمر بتجربة حكم جماعة الهوس الدينى ! وسوف تكون تجربة مفيدة للغاية ! إذ إنها بلا شك سوف تكشف مدى زيف شعارات هذه الجماعة ! وسوف تسيطر هذه الجماعة على السودان سياسيا واقتصاديا ، حتى لو بالوسائل العسكرية ، وسوف تذيق الشعب الأمرين ! وسوف يدخلون البلاد فى فتنة تحيل نهارها إلى ليل ! وسوف تنتهى بهم فيما بينهم ! وسوف يقتلعون من أرض السودان اقتلاعا ) !
انتهى الإقتباس !
قال الأستاذ العظيم هذا الكلام ( النبوءة ؟ ) المذكور أعلاه قبل 35 عاما ( عام 1977 ) ! بقي أن ننتظر اقتلاعهم من أرض السودان لتكتمل فصول النبوءة ؟
نحتفل هذه السنة بعيد ميلاد الأستاذ ال 103 ، فقد ولد في عام 1909 !
تم سجن الأستاذ العظيم بواسطة الإستعمار الإنجليزى - المصري في شهر يونيو من عام 1946 ، فكان بذلك أول سجين سياسى في الحركة الوطنية ضد الإستعمار الإنجليزى –المصري !
في عام 1952 أصدرالأستاذ العظيم أول كتاب بعنوان " قل هذه سبيلي " ؛ وتوالت الكتب والمنشورات والمقالات والمحاضرات والندوات عن موضوع بعث الإسلام من جديد!
تم اعدام الأستاذ العظيم صباح الجمعة 18 يناير 1985 في سجن كوبر ، بتهمة الردة المفبركة ، عن عمر يناهز ال 76 عاما !
الأستاذ العظيم ؟ الأستاذ الفكرة !
ما هي الفكرة الجمهورية ؟
في كلمتين هي ( الدين المعاملة ) !
كريم المعاملة مع الناس ومع الخالق !
+ كريم المعاملة مع الناس بالاستقامة الاخلاقية !
تأسست الفكرة علي الاية 30 في سورة فصلت :
( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا ؛ وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) !
بشر الله سبحانه وتعالي المستقيمين بالجنة !
الأستقامة هي المرجعية المفتاح في الفكرة الجمهورية !
ولاهمية الاستقامة الاخلاقية القصوي ، كرر القران الكريم نفس المعني في الأية 13 في سورة الأحقاف :
( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) !
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:
قال الرسول عليه الصلاة والسلام :
( ان الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار ) !
هذا ما كان من كريم المعاملة مع الناس !
+ أما كريم المعاملة مع الخالق فتكون بتجويد العبادات ... تجويد الصلاة ، تجويد الصيام ، تجويد الزكاة ، تجويد الحج من استطاع اليه سبيلأ ، والتدبر في أيات القران ! لا تصح العبادات باطلاقى اللحي ، ولبس الجلاليب القصيرة والملافح المزركشة ، وصناعة الزبايب علي الجباه ، وحمل المسابح والهمهمة ، وغير ذلك من المظاهر الخداعة !
تجد برهان نجاح الفكرة ، وبلوغها مقاصدها في المرأة الجمهورية والرجل الجمهوري ، الذين يأكلون الطعام ، ويمشون بين الناس في الأسواق !
تحررت المرأة الجمهورية من العبودية الذكورية وصارت ندأ للرجل بالتعليم والتثقيف الذاتي والعمل المثمر في المكاتب والمصانع والمزارع ... وليس الهرولة بين المطبخ وغرفة النوم !
المرأة الجمهورية قطعت أشواطاً على طريق الحرية ، ووصلت الي نهاية الطريق! الجمهوريون يجاهدون في مساعدتها، وآخرون يريدون قمعها بين المطبخ وغرفة النوم، لأنهم يعرفون أنه في حال تكافؤ الفرص ستتفوق عليهم !
تحررت المرأة الجمهورية من عبودية العادات الضارة ! لن تجد ، يا هذا ، جمهورية مختونة ، حتي سنة ، في حدادي مدادي بلاد السودان ! تحررت المرأة الجمهورية من الخوف ، وتسلحت بسلاح العلم والانتاج ، مما ساعد في نهضة بلاد السودان ! المرأة الجمهورية صنو للرجل في كل المجالات ... توقع علي عقد الزواج مع الرجل امام المأذون ، وتقبل بسبعة تمرات كمهر رمزي من الرجل الذي تقبل به !
المرأة الجمهورية لها الحرية ! معظم بقية نساء السودان لهن القيود على الحرية! المرأة الجمهورية تستعمل كل قدراتها ! معظم بقية نساء السودان محدودات القدرة!
المرأة الجمهورية الحرة دليل يمشي علي رجلين علي عظمة الفكرة الجمهورية ، وعظمة الأستاذ العظيم !
تسلح الرجل الجمهوري بالعلم النافع المواكب لسوق العمل واللازم لتنمية الوطن ، وليس بالحفظ والترديد الببغاوي لعلوم لا تلبي حاجات المجتمع للنهضة والنماء ! فصار الرجل الجمهوري حرأ ، يملك قراره ويستطيع ان يقول ... لا !
باطن الرجل الجمهوري خير من ظاهره ، ببساطة لأنه تحرر ، بفضل الفكرة الجمهورية ، من الخوف !لا فرق بين ما يفعله ويقول به الرجل الجمهوري في العلن وداخل الغرف المغلقة ! الرجل الجمهوري كتاب مفتوح ، لأنه لا يحمل ما يخجل منه !
ينظر الرجل الجمهوري الي استبداد وفساد سادة الانقاذ ويردد لنفسه :
رُبّ معصية أورثت ذلا وانكسارا ، خير من طاعة أورثت تعاليا واستكبارا !
المرأة الجمهورية والرجل الجمهوري ملائكة يدبون علي الأرض في مدينة فاضلة ... وينفقون مما يحبون ! والفضل في ذلك ، من بعد الله سبحانه وتعالي ، للفكرة الجمهورية التي سعت لخلق المواطنة الصالحة والمواطن الصالح ، الذين يعملون جنبأ الي جنب لتنمية وتقدم بلاد السودان ، بعيدأ عن الشعارات والمظاهر الدينية الجوفاء !
الحديث النبوي ، المذكور أدناه ، يجسد المراة الجمهورية والرجل الجمهوري ،وكانه قيل فيهن وفيهم :
( أن أحبكم إليّ أحسنكم أخلاقا ، الموطَّؤون أكنافاً ، الذين يَألفون ويُؤلفون ) !
وترجمة ذلك بعربي الثورة ( أم درمان ) ... الذين جوانبهم وطيئة ، يَتَمَكَّن فيها من يُصَاحِبهم ولا يتأذى !
وأكان مكضبني ، قابل الأستاذ محمد وديدي في أمدرمان ؟
الفكرة الجمهورية ؟ المعاملة الأحسن مع الناس ، والمعاملة الأحسن مع الخالق ... هذه هي الفكرة الجمهورية !
3 – الكوديسا والسيد الإمام !
يتهم بعض من في نفوسهم غرض ومرض السيد الإمام بتخذيل ثورة الشباب ضد نظام البشير ، وبتخويف الشعب السوداني من فوضي مدمرة ( وهمية ؟ ) قد تقع عند محاولة الأطاحة بنظام البشير عن طريق أنتفاضة شعبية مسلحة ؟ ويصب هذا البعض جام غضبهم وبذاءاتهم عليه ، بدلا من توجيهها ضد الفيل ... نظام البشير ! ونبرهن أدناه ، وبالبينات والآيات الدالة ، أن الهدف الذي يسعى لبلوغه السيد الإمام ،هو نفس الهدف الذي تسعى لبلوغه جماهير الشعب السوداني ، والشباب خاصة ! ونبرهن أيضا أن السيد الإمام يتبع نفس الآليات ( لبلوغ الهدف المشترك ) التي يتبعها الشعب السوداني ممثلا في أحزابه ومجتمعه المدني ، وحتى حركاته الحاملة للسلاح ! ونبرهن ، بالبينات ، أن السيد الأمام لا يسعي لتخويف الشعب السوداني من حدوث فوضي في حالة انفجار الأنتفاضة الشعبية السلمية غير المدعومة من الخارج !
نختزل البراهين في أربع نقاط كما يلي :
أولا :
تفاوض الحركة الشعبية الجنوبية ، وكذلك الحركة الشعبية الشمالية ، نظام البشير في أديس ابابا مفاوضات سياسية ثنائية وجزئية ، في اطار قرار مجلس الأمن 2046 !
هذه المفاوضات السياسية الجارية حاليا في أديس أبابا هي الأصل ، والكوديسا (2) التي يدعو لها السيد الإمام هي الإطار ( اللستك ) السوداني الإسبير ( الظل ) ، الذي سوف يركبه السيد الإمام في عربة السودانين ( الشمال والجنوب ) ، إذا ( طرشق ) نظام البشير مفاوضات اديس ابابا أو الإطار الأصلي الأجنبي الأممي – الإقليمي !
3 – أسبيرات السيد الأمام ؟
يملك السيد الأمام علي 4 أسبيرات لأطارات عربة السودانين ( الشمال والجنوب ) كما يلي :
+ الأسبير الأول من أسبيرات السيد الأمام هو الكوديسا ( 2 ) أو مؤتمر السلام السوداني فيما يعرف بالخطة ( أ ) !
تبدأ الكوديسأ السودانية بمؤتمر سلام تمهيدي ( بمن حضر ) يتم عقده في الخرطوم ، يتبعه مؤتمر سلام نهائي لكل الاطراف ذات المصلحة ، يتم عقده خارج السودان !
+ الأسبير الثاني من أسبيرات السيد الأمام
هو الإنتفاضة الشعبية السلمية دون تدخل خارجي !
إذا ( طرشق ) نظام البشير الاسبير الاول ( الخطة أ ) ، فأن السيد الأمام سوف يركب في عجلة السودانين الأسبير الثاني ، وهو ما يعرف بالخطة ( ب ) !
+ الأسبير الثالث من أسبيرات السيد الأمام هو الأنتفاضة الشعبية المحمية ، أو مزاوجة الكفاح السلمي مع المقاومة المسلحة !
إذا ( طرشق ) نظام البشير الإسبير الثاني ( الخطة ب ) ، سوف يركب السيد الإمام اطارا وإسبيرا ثالثا في عربة السودانين ، يكون مزاوجة الإنتفاضة الشعبية السلمية بالمقاومة المسلحة لحماية الإنتفاضة ، والإستعانة بالأجنبي إذا دعت الحالة ، محاكيا النموذج الليبي ... أو فيما يعرف بالخطة ( س ) ؟؟
+ الاسبير الرابع من أسبيرات السيد الامام هو اللامبالاة وصمة الخشم ... فيما يعرف بالخطة ( ج ) !
اكتشف السيد الأمام أن الإسبير الرابع مخروم ، فرمى به في مقالب الزبالة !
أعلاه يمثل هرم خيارات السيد الإمام من المفاوضات السياسية ( الكوديسا 2 ) ، الى الإنتفاضة الشعبية المحمية ، مرورا بالإنتفاضة الشعبية السلمية !
ثانيا :
لم يحجر السيد الإمام على أي طرف من أطراف المعارضة ( السياسية والمسلحة ) في اختيار الآلية التي تناسبه لبلوغ الهدف المشترك ... اسقاط نظام البشير ! بل أكد السيد الإمام أنه سوف يدعم أي طرف في تفعيل خياراته التي يرضاها ، دون تخذيل ودون شتيمة وبذاءات !
ثالثا :
جميع مكونات تحالف قوى الإجماع الوطني ، ( الحزب الشيوعي ، المؤتمر الشعبي ، حزب البعث ، الحزب الوطني الإتحادي ) ... كل هذه الأحزاب ترفض العنف والتدخل الأجنبي ، وتعمل في اطار الخطة ( ب) ... الإنتفاضة الشعبية السلمية !
الحركة الشعبية الجنوبية والحركة الشعبية الشمالية تعملان في اطار الخطة ( أ ) ... المفاوضات السياسية مع نظام البشير ، التي يدعو لها السيد الإمام كخيار أولي واستباقي لخياراته ولخططه الأخرى !
لماذا الخطة ( أ ) حلال على الحركة الشعبية ، وحرام على السيد الإمام ؟
ولماذا نكيل البذاءات على نخلة السيد الإمام ونضع الورود والرياحين على شجرة الحركة الشعبية ، مع العلم أنهما يجدفان في نفس المركب ... الخطة ( أ ) ؟
رابعا :
أكد السيد الإمام أن مسجد الإمام عبدالرحمن في ودنوباوي مفتوح للشباب للإعتصام وقيادة المظاهرات السلمية ضد نظام البشير ... ومتعاطو التمباك والسجاير يمتنعون داخل المسجد لحرمته !
وبعد ... قليلا من الموضوعية والعدالة في تقييم مواقف السيد الإمام ... تراهم ينظرون الى السيد الإمام ولا يبصرون !
يأمرون السيد الأمام ( كاتب مانفستو ثورة اكتوبر وكاتب مانفستو أنتفاضة ابريل ) بالثورية ، وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب ... افلا يعقلون ؟