عبدالواحد – ألله واحد
هلال زاهر الساداتي
3 January, 2013
3 January, 2013
هذه كلمة الحق اطلقها الثوار المغاوير من حناجر وأفئدة مليئة بالأيمان واليقين ، من جنود جيش تحرير السودان ابطال القتال وقائدهم الفذ عبدالواحد محمد احمد النور والذى كان ولا يزال كالجبل الأشم جبل مرة ،فلم ينحن ولم ينكسر ولم يساوم ولم يبع قومه وشعبه بنعيم الدنيا الفانية ومغرياتها الزائلة من مال وجاه ونفوذ ، كما فعل رخوو الهمة ضعاف النفوس المحسوبين على أهل دارفور ، ولقد قرت بلابل الناس المقهورين وارتفعت معنوياتهم اثر انتصارات الثوار الأشاوس على شراذم المؤتمر الوطنى من المرتزقة من الجنجويد المجلوبين من دول الجوار ، والذين دنسوا ثرى جبل مرة الذى ضم رفات سلاطين الفور منذ عشرات القرون والذين حكموا بشرع الله ورسوله والذين حفظوا كتاب الله فى صدورهم وقلوبهم قبل ان يوجد اجداد اجداد الاخوان المسلمين الحاليين من الخوارج الجدد والذين احدثوا فى ديننا الحنيف ما تستعيذ منه الشياطين ،ويكفى ما قاله وسطره واحد منهم وهو من زعمائهم وكبرآئهم الأوآئل بعد ان ثاب اليه رشده وصحا ضميره الا وهو الشيخ ياسين عمر الامام ، فقد قال انه لم يخف فى حياته كخوفه الان فقد اجريت له عمليتين جراحيتين فى قلبه قبل ذلك ولم يحفل بذلك ،ولكنه الان يخشى ان يتم اجله ويلاقى ربه بما عليه من آثام اجترحها أوسكت عليها عندما كان أخا" مسلما"،وانه الان يخجل من ان يقول لاحفاده انه كان من الاخوان المسلمين وسكت بل ساهم فى المظالم التى ا قترفوها فى حق الشعب . (وهذا الحديث نشر فى صحيفة سودانيز اونلاين منذ عدة سنوات ولا يزال محفوظا" فى ارشيفها لمن اراد الرجوع اليه ) .
ان الانتصارات الاخيرة فى شرق جبل مرة لعبدالواحد وثوار الفور قد اعادت مجد اجدادهم التليد وبسالتهم واقدامهم وخوضهم فى عين الردى لانهم رجال لايهابون الموت ويقاتلون من اجل قضية ومبدأ ضد الطغيان والظلم، فى الوقت الذى يقاتل فيه ماتبقى من جيش السودان الذى كان عظيما" ومجموعات المليشيات المأجورة الوافدة والمحلية التى تقتل النسآء والاطفال والشيوخ العزل وتغتصب النسآء والبنات الصغيرات وتحرق القرى ، فما دافعوا عن وطن مستباح وعرض لم يسلم من الأذى ، بينما احتل العدو بلدان ومساحات من وطننا فى شرقه وشماله وتعربد طائراته فى وسطه وتدمر مصنع اليرموك للذخيرة فى قلب عاصمتنا القومية ومن قبل دمرت طائرات اسرائيل عربات فى بورتسودان وصواريخ امريكا مصنعا" للأدوية فى الخرطوم بحرى ، فهم يستاسدون على الأبريآء العزل من الطلبة المتظاهرين والنسآء والأطفال ، فينطبق عليهم القول ؛: أسد على وفى الحروب نعامة .
ولقد بلغت سمعة الجيش والجندى السودانى عنان السمآء فى شرق افريقيا فى اريتريا واثيوبيا وشمال افريقيا فى ليبيا فى الحرب العالمية الثانية ، وفى حرب فلسطين ،وطارت سمعتهم الى المكسيك فى القرن التاسع عشر ، فهم اسود ضارية فى الحرب ورجال افاضل فى السلم ويكفيهم نبلا" وانسانية انهم لم يقتلوا اسيرا" من اسراهم فى حرب الجنوب التى دامت نحو نصف قرن من الزمان وكذلك فى دارفور ،بينما كان جيش الشمال يقتل اسرى الجنوبيين اولا بأول ، وحتى يومنا هذا بامر المجرم المأفون احمد هارون بان يقتلوا اسرى النوبة بقوله ( قش ـ أمسح ـأكسح ـ ما تجيبه حى ـ) وهو بذلك سائر على خطى رئيسه الأكبر البشير بطل الأبادة الجماعية فى دارفور الذ ى قال لجنوده المتعطشين الى سفك الدمآء انه لا يريد اسيرا" ـ فيا للعار ! ويزداد الأسى والأسف اذا التفت يمينا" أو يسارا" فلا ترى فى الساحة غير الشباب من الطلبة والطالبات هادرين كالسيل فى مظاهرات عارمة هاتفين بسقوط حكم الاخوان المسلمين فى تسميتهم الحالية وهى المؤتمر الوطنى والذى ضم فى داخله كل منافق وانتهازى ومتسلق وادعياء الدين من اصحاب الكروش والأدبار المنتفخة ذوى العقول والأفئدة الخاوية من كل فضيلة ،والذين أقصى مبلغ همهم شبق الى اكل مال السحت وانتهاب اللذة ما بين السرة والفخذين ،وبلغ بهم السفه مبلغا"عظيما" فقد تلاعبوا بكتاب الله فجعلوه عقوبة يحفظ اياته من يجترئ على عصيان اوامرهم من انصارهم بينما هم يعصون الله ! فماذا نقول بعد ذلك فى اناس اجترأوا على خالقهم بينما يملاون الدنيا ضجيجا" عن حكمهم بشريعة الله ورسوله ؟! واما احزابنا التقليدية وزعماؤها التقليديون الذين تقدم بهم العمر وهم جالسون على مقاعدهم كالملوك لا يزيحهم عنها سوى الموت ثم يتوارث الملك ابناؤهم واحفادهم من بعدهم ،ولعل ما صرح به الصادق المهدى رئيس حزب الأمة وامام الأنصار فى ميلاده السابع والسبعين عن نيته التخلى عن العمل السياسى والتفرغ للعمل الثقافى والفكرى والاجتماعى ويتيح الفرصة للأجيال الجديدة لتسنم المسؤوليات القيادية ،فهذا قول حكيم ونأمل ان يتحقق ، وليطيل الله فى عمره وعافيته ويوفقه فى مسعاه ،فالرجل قد عمل واجتهد مهما كان نظر البعض اليه ،فأجره على الله .
واما الرجل الاخر محمد عثمان الميرغنى زعيم ما تبقى من الحزب الاتحادى الأصل حزب الحركة الوطنية فقد آثر ان يركب مع حزب المؤتمر الوطنى فى مركب واحد مشرف على الغرق ، ومهما كان الأمر فانه اختار لنفسه النهاية الأليمة ، ولعله يرجع الى نفسه وينقذها وحزبه من الغرق قبل النهاية وحين لا مندم
واما الحزب الشيوعى الصامد الواقف على رجليه بعد أن تلقى من الضربات والمواجع ما تنوء به الجبال فرجاله ونسآؤه صادقين وصلبين ، ولكن هل فتر من النضال الجماهيرى المتواصل ولجأ فى آخرة الى النضال بالمذكرات والاحتجاجات والبيانات ؟ واما المثقفون والكتاب والصحفيون فقد انقسموا الى مجموعتين ، فالمجموعة الأولى قد نجح الكيزان فى تدجينها واستمالتها اليهم عن طريق شرآئهم بالمال واصدار صحف خاصة بهم او الكتابة فيها عن طريق كتابة مقالات غثة مفتعلة تسبح بحمد الحكومة وقراراتها وتطبل لرجالها ولرئيسها وهؤلاء يغلب عليهم اشتغالهم فى الأمن فى الحقيقة ، وهؤلاء يقلبون الباطل حقا" والحق باطلا" ويريدون ان يحجبوا ضوء الشمس بأكفهم ، وهؤلاء معروفون للقرآء ولا يجدون وصحفهم من الناس سوى الأحتقار والأزدرآء واما المجموعة الثانية فمنهم اصحاب اقلام حرة اغترب اصحابها واخرون ظلوا فى الداخل قابضين على الجمر متحملين الملاحقات والاعتقالات وجهالات رجال الأمن وغلاظتهم . وحق علينا ان ننوه بهؤلآء الرجال الأجلآء والنسآء الجليلات من الكتاب الأحرار مثل محجوب محمد صالح وزهير السراج وفيصل محمد صالح وفتحى الضو وبكرى ابوبكر و. د.عبدالقادر قنات ونجلآء سيد احمد ولبنى احمد حسين وسمية حندوسة ود.ابراهيم الكرسنى وسيف الدولة حمدناالله وعدنان زاهر وشوقى بدرى ود.حيدر ابراهيم ود.الباقر العفيف ومن السياسيين الأمجاد فاروق ابوعيسى وعلى محمود حسنين ، ومن ذكرناهم هم بعض من كل ،فالتحية لكل من لم نذكر اسمه ممن كتب او حدث عن حكم نظام الكيزان المستبد الفاسد . كما ان هناك رجال أشاوس يفيضون بأسا"يزلزلون الارض تحت اقدام الكيزان ومليشياتهم فى كل يوم كالثوار بقيادة عبدالعزيز الحلو فى جبال النوبة ومنى اركو مناوى فى دارفور . وكذلك ابنآءنا فى ( قرفنا ) و ( كفاية ) من الشبان والشابات الذين بناضلون لاقتلاع هذا النظام الفاسد من جذوره. ونسأل الله ان يمد فى ايامنا لنشهد نهاية هذا الطغيان فقد شهدنا فى شبابنا زوال الاستعمار وشاهدنا زوال دكتاتوريات عبود ونميرى ،وساهمنا بجهدنا فيها جميعا" ،وكما سلمنا راية استقلالنا ، استقلالا"نظيفا" لا تشوبه شآئبة فليعد للسودان مجده وطنا" للكل بدون تمييز أو فروق تحكمه ديمقراطية نظيفة يكفل لأبنآئه حرية العقيدة والمساواة فى الحقوق والواجبات وكرامة الأنسان
Hilal Elsadati [helalzaher@hotmail.com]
//////////////