إجازات إجبارية
احمد المصطفى ابراهيم
3 April, 2013
3 April, 2013
كثيرًا ما يأتي في الأخبار أن الرئيس الأمريكي يقضي عطلته في منتجع كذا، وأشهر هذه المنتجعات كان في كامب ديفيد والذي وُلد من رحمه التطبيع بين مصر وإسرائيل. بالمقابل قلّما نسمع بواحد من سياسيينا أنه أخذ قسطًا من الراحة بعيدًا عن العمل اليومي «بالمناسبة العمل اليومي هذه تلطيف فقط إذ ليس هناك عمل يومي مبرمج وإنما لكل لحظة برنامجها قد يكون اقتتاحًا أو تقديم عزاء في ميت أو عقد قران وهلم جرا».
في المؤتمر الصحفي الأخير للسيد نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان أو كما يحلو لبعضهم شيخ علي وهنا سأترك كل ما قاله وما سُئل عنه لأنه أذيع عدة مرات ونُشر وما خلت صحيفة في الأيام الفائتة من تعليق عدد من كتابها على حديثه. غير أني أريد أن أقف عند غزل صديقنا عبد الماجد عبد الحميد رئيس تحرير الأهرام اليوم في شيخ علي وعودته بكامل لياقته وتمنى عبد الماجد أن يجبر كل السياسيين على أخذ إجازاتهم ليعودوا بلياقة كاملة مثلما عاد السيد النائب الأول وقال منهم من لم يأخذ إجازة منذ عشرين سنة.
يا عبد الماجد
الذي نراه أن سياسيينا مكنكشون تمامًا وفرحون بمناصبهم إلا من رحم ربي ليسوا هم فقط ولكن حتى عائلاتهم يبدو أنها سعيدة بما هم فيه لأن المواطن السوداني مواطن غير منتج نستغفر الله من هذا التعميم ونقول كثير من نخبنا غير منتجة ووجدت في العمل السياسي راحة ومتعة لا يمكن أن توفرها لها أي مهنة أخرى. ثم الوصول لهذه المناصب السياسية ليس له ضوابط ولا مؤهلات بل يمكن أن نبالغ ونقول إن تواضع المؤهلات مع قليل من كسير التلج يمكن أن تبلغ سياسيًا منصبًا رفيعًا وبعدها يجهد نفسه ليس في الأداء من خلال هذا المنصب بل كيف يحرس هذا المنصب قبل أن يأتي من يكسر الثلج بطريقة خير منه ويُفقده منصبه. لذا يا عبد الماجد منهم من لم يأخذ إجازة عشرين سنة ولن يطلبها.
بالمناسبة حتى بعض الموظفين لا يأخذ إجازته حتى لا يقوم آخر بما يقوم به وبذا يكون فقد واحدًا من أسباب بقائه لمدة طويلة.. كثيرون يصورون ان ما يقومون به لا يمكن أن يقوم به غيرهم فإذا ما أخذ إجازة وقام آخر بالدور وبطريقة افضل منه لأن هذه سنة الله كل جيل خير خبرة من الجيل الذي سبقه وهنا سينكشف أن القبة ليس تحتها فكي.
لذا من هنا أتمنى أن تكون الإجازات إجبارية للجميع وفق برنامج معين يبدأ بالتخيير وينتهي بالإجبار، اختار إجازتك متى تريدها؟ فإن قال لا أُجبر على أخذ إجازته وحل محله نائبه لتتوزع المعرفة وليتفانى كلٌّ في دوره ويخلف معرفته لغيره.
رب قائل المكتب أريح من البيت ماذا تنتظر ممن لم يُرحه بيته؟؟
ahmedalmustafa ibrahim [istifhamat@yahoo.com]
////////////