نادي الخريجين ببورتسودان (النادي اليتيم) .. بقلم/ جعفر بامكار محمد
(1)
قمت بزيارة النادي المذكور اعلاه وهو يقع في وسط المدينه او في سرة المدينة وهذا الموقع الان يعتبر من افضل واميز المواقع الاستراتيجيه بالمدينة. لقد وجدته عباره عن خرابه لاتليق باسمه وبتاريخه وموقعه فتالمت كثيرآ لهذا المصير الذي حاق بهذا النادي العريق وجعله ناديآ يتيمآ لاوجيع له .
نادي الخريجين من اوائل اندية بورتسودان مثل نادي سواكن الذيين تم افتتاحهما منذ عشرينات القرن الماضي وقد لعب هذان الناديان ادورآ تاريخية مشهورة ومشهودة في تاريخ مدينة بورتسودان .وساهم كثيرآ في العمل السياسي الوطني والاجتماعي والثقافي والرياضي.
نادي الخريجين في البداية كان ناديآ لمستخدمي الحكومة وكان اغلبهم من الاجانب الاوربين. فيما بعد, ان ازداد عدد السودانين في خدمة الحكومة.
تحول نادي الخرجين وقاد الحراك السياسي المطالب باستقلال السودان وزوال الاستعمار وقد نجح في تحقيق اهدافه السياسية بالتضافر مع نادي الخرجين بالعاصمة والمدن الاخري .
بعد استقلال السودان فقد نادي الخريجين دوره الريادي بعد قيام انديه اخري بالمدينة . وتفرق الخريجون بين هذه الانديه وبين الاحزاب الاخري وبدأ النادي في التدهور عامآ بعد اخر وتداعت مبانيه وفقد اهميته السياسية والاجتماعية .
في السنوات الاخيرة اصبح النادي مكان تتجتمع فيه بعض الفئات من مختلف قطاعات المجتمع وبشكل محدود في الامسيات لقتل الوقت قتلآ بلعب الكوشتينة ومن وقت لاخر تقام به بعض الندوات واللقاءات التي تسمي سياسية ومعظمها يقيمها حزب المؤتمر الوطني واحيانآ مايسمي باحزاب المعارضة وكلهم في الحقيقة سواء وابناء خالات وهذه الندوات النادره الحدوث افضل منها قتل الوقت بلعب الكتشينة لانها لا فائدة ترجئ منها وهي عبارة عن كلام فارغ مكرر لامضمون ولامعني له .
نادي الخريجين اصبح يتيمآ فهو لم يعد ناديآ للخرجين بالمدينه والذين تضاعف عددهم عشرات المرات وهم أي الخريجين لاعلاقة لهم بهذا النادي وليسو اعضاء فيه كما ان النادي لم يعد ناديآ لمستخدمي الحكومة كما كان في البداية لان مستخدمي الحكومه والذين تضاعف عددهم مئات المرات لاعلاقه لهم بالنادي وليسو اعضاء فيه ويذلك هذا النادي لا اب له ولا ام وامره يحتاج لتصحيح ومراجعة وانقاذ لان وضعه الحالي مؤسف ويدعو للرثاء ولايمكن قبوله بهذا الشكل .
انني لا اريد ان اطرح حلآ وسوف نبادر بفتح نقاش وحوار مع رواد النادي ومواطني المدينة لاقطراح الحلول المناسبه لانقاذ هذا النادي التاريخي من الضياع والتيه .
(2)
جزيرة مقرسم اوقلب العالم
جزيرة مقرسم تقع بالقرب من مدينة محمد قول شمال بورتسودان حوالي 150 كيلوميترآ. في الفترة الاخيرة وفد اليها عدد من اثرياء الخليج برفقه عدد من كبار مسؤولي الدوله وسمعنا ان كمية من مليارات الدولارات سوف تصرف في تعميرها لجعلها تحفة سياحية وانه قد اطلق عليها اسم جزيرة (قلب العالم) بدلآ من اسم مقرسم المقرسمة الذي لانعرفه له معني .
اذا كانت مقرسم سوف تصبح كما يدعون( قلب العالم) فماذا تكون لندن وباريس ونيويورك وشنغهاي ودبي.
قلب العالم اسم جميل مثل اسم بنك الطعام الذي افتتح ببوتسودان وهو خالي من الطعام . نامل الايكون قلب العالم قاسيآ علينا كالحجارة ونامل ان يكون عطوفآ وحنيآ علينا .
المهم ان مليارات الدولارات المزعومة باستثمارها بمقرسم يبدو انها فتحت بابآ لصراع الافيال هنا وهنال وبدات موجه من اثارة وتحريض المواطنين البسطاء من البجا للاعتراض علي المشروع ومقاومته ويقوم بهذه المهمة عدد من السماسرة والمهرجين لمصلحة هولاء ا ولئك من الافيال .
بهذه المناسبة اود ان انصح اهلي البجا بالآ يقعوا ضحية لهولاء المجرمين فيسفكوا دماءهم اودماء غيرهم بجهل.
اننا لم نعد في عصر هولاكو لياخذ كل حقه بحد السيف. في البلاد محاكم وقضاة شرفاء ومحامون اكفاء وشرطة يقظة وامن واعلام وحقوق انسان ولايضيع حق ورائه مطالب فالزمن غير الزمن.
تذكروا ماساتكم في مجزرة 29 يناير 2005م حيث استشهد منكم العشرات بعد ان انسقتم ومشيتم وراء الهتيفه الكذابين والسماسرة الماجورين والمهرجين والافاكين.
من الذي استفاد من تلك الجزيرة الرهيبة والتضحيات الكبيرة غير الافيال الكبيرة ؟ لقد كان نصيبكم من تلك المجزرة الموت والجراح وكان نصيب الافيال كراسي السلطة والمال السحت وضعتم كما ضاع الحشيش تحت ارجل اولئك الافيال المتصارعة.من اجل متاع الدنيا . ضعوا الافيال تتصارع كما تشاء حول مقرسم (قلب العالم) وتفرجوا عليهم كما يتفرج الاسبان علي الثيران الهائجة في حلبات مصارعة الثيران .
حقكم لن يضيع ابدآ. ان المؤمن لا يلذغ من جحر مرتين وحذاري من المحرضين الكذابين الذين لا يهمهم شئ سواء مصلحتهم الخاصة ومصلحة اسيادهم الافيال .
مقرسيم او( قلب العالم) هي لكم وستبقي لكم ولاحفادكم فالاوطان لاتباع ولوبذهب الدنيا كله . اكرر لايخدعنكم احد فان عهد السيف الذي دافع به اجددادكم عن تراب ارضهم قد ولي وجاء عهد القانون والمنطق والحقوق المصانة وان لم يجدي كل ذالك فالسيف حاضر واخر العلاج الكئ .فلاتستعجلوا .
وان هولاء الافيال اضعف كثيرآ مما تظنون وان المستقبل لكم ولاحفادكم.لا مستقبل لهؤلاء الافيال ولا لدولاراتهم . الدولارات تاتي وتذهب والحق والمجد والارض تبقئ لاخر الدهر فاصبروا وصابروا واثبتوا وخذوا حذركم .