سعيد النورسي يهاجم الماسونية في المحكمة
بسم الله الرحمن الرحيم
د.الفاتح الزين شيخ ادريس
في كتاب: "الماسونية بلا قناع" ص 54 - 56
بعنوان: من جرائم الماسونيَّة في تركيا
أورد المقال فضيلة الشيخ زيد بن عبد العزيز الفياض 1350-1416هـ رحمه الله في كتابه " نصائح العلماء للسلاطين والأمراء " الحديث للشيخ . كنت أقلِّب بعض أعداد مجلَّة حضارة الإسلام الدمشقيَّة، فلفت نظري موضوعٌ بعنوان: سعيد النورسي أعجوبة الثَّورة الإسلاميَّة في تركيا والملقب بـ (بديع الزمان)، بقلم الأستاذ محمد سعيد رمضان البوطي، العددان الثَّالث والرَّابع من السنة الثالثة 1962م، أعدت قراءة المقال فوجدت في تضاعيفِه ما يلي:"إنَّ سعيد النورسي - بديع الزَّمان - هو المجدّد الذي أكرم الله به المسلمين في تركيا إبان حكم كمال أتاتورك، فقد كان رمز الحرْب الإسلاميَّة لحنكته، وكان المحْور الذي استقطب حوله ملايين الشَّباب المسلمين للصُّمود في وجهه، ولقد مات كمال أتاتورك وأتْباع بديع الزمان يكثرون ويزيدون".
ذكر الكاتب تاريخ حياة هذا المجاهد ودراسته ومظاهِر الشَّجاعة عنده، وإصراره على أن يكرّس حياته لخدمة القُرآن وتأسيسه مدرسة الزَّهراء التي تضاهي الأزهر، وقال: حينما ظهرت في 1908م حريَّة محمد رشاد وجمعية الاتّحاد والترقي، التي كانت تتقنَّع بالدين ظاهرًا وتخفي رجس الماسونيَّة واليهوديَّة باطنًا، بادرَ بديع الزَّمان فألَّف جمعيَّة إسلام باسم: "الاتّحاد المحمَّدي" سرعان ما انضمَّ إليه آلاف النَّاس.
لقد أثار عمل بديع الزمان هذا مخاوفَ الماسونيين الَّذين كانوا من وراء الحركة الاتّحادية، فأرسلوا رئيس محفلِهم الثَّري اليهودي الكبير (قرصو) لمقابلتِه، ولكنَّه ما لبِث أن خرج مِن عنده قائلاً لرفاقه: لقد كاد هذا الرَّجُل العجيب أن يزجَّني في الإسلام بحديثِه.و(قرصو) هذا أوَّل صهيوني ماسوني عمِل على قلْب الخلافة العثْمانيَّة وخلع السلطان عبدالحميد واستِلاب فلسطين، والمذكور من أولئك اليهود المعروفين باسم (الدونمة).
ولم يَجد الاتحاديون بدًّا من إلقاء القبض على بديع الزمان في حادثة 3 آذار 1909 الَّتي أُعدم فيها 15 مسلمًا، وكان الغرض من ذلك تخويفه ولكنَّه كان أقوى من الخوف، وقال بديع الزَّمان للمحكمة: وكانت جريمتي الأولى أنَّني تصدَّيت للرَّدّ على دعاة الماسونية والإلحاد من أصحاب الصحف.وكان موقف بديع الزمان أشدَّ ما يكون صلابة مع كمال أتاتورك، فقد استطاع أن يؤثِّر على نوَّابه وجعلهم يصلّون.وقال لكمال: إنَّ أعظم حقيقةٍ تتجلَّى بعد الإسلام إنَّما هي الصَّلاة، إن الذي لا يصلي خائن. وقد ألَّف بديع الزَّمان مجموعةً من الرَّسائل تتألَّف من 135 رسالة، تتناول جَميعُها الجواب على مختلف المشكِلات الرُّوحيَّة والنفسيَّة والعقليَّة، وهي تنطلِق من محْور القرآن وتفسيره، وكان يلقي أفْكارَه على تلاميذِه الذين سرعان ما يطبعونها بحماس ثمَّ يوزِّعونَها، وقد أخذ كلّ فردٍ على نفسه كتابة ما يُمكنه من النسخ عن كلّ رسالة تظهر، فإذا وزَّعها على القرَّاء كان على كلّ هؤلاء أيضًا أن يقوم بنفس الوظيفة، وهكذا تتكاثر هذه الرَّسائل في الأيدي عن طريق التوالُد المطرد.وشعرَ مصطفى كمال بالزلزال يسوي في كيان حكومته، وأذهله ما تفعله هذه الرسائل فعقد اجتماعًا سريًّا دعا إليه كبار رجال الماسونيَّة، الذين ساهموا مساهمة فعالة في تقويض الخلافة الإسلامية وبناء الحكومة العلمانية (اللا دينية) على أنقاضِها، وانتهى الاجتماع باتفاقهم على إحالة بديع الزَّمان مرَّة أخرى للمحاكمة.وسرعان ما تألَّفت لجنة من هؤلاء الماسونيَّة أنفسهم للتَّحْقيق في رسائل بديع الزمان
وبرَّأت المحكمة ساحته.وقد انتشر بيانه الَّذي ألقاه في المحكمة انتشار البرق، وقد جاء فيه: بأيّ وجه تستطيعون إيقاف (حركة النّور) وإنَّما هي عبارة عن خدمة حقائق القرآن، والقُرآن حقيقة مرتبطة بعرْش الله العظيم.وأخيرًا ضيَّق الحاكمون الخناق على سعيد النورسي وزجّوا به في زنزانة لا تتَّسع لأكثر من فراش صغير قدر على أرض رطبة عفنة باردة.أمَّا طعامه فلم يكن أكثرَ من قدر ماء وكسرة خبز يابسة مرَّتين في اليوم.ومع ذلك فقد دسَّت له السُّلطات في إحدى الوجبات سمًّا ناقعًا للتخلّص منه، ولكن أعاجيب لطف الله خيب آمالهم في ذلك.وفي ليلة القدر 27 رمضان 1379هـ انتقلت هذه الروح الطيبة إلى ربها تشكو ظلم وغدر الماسون العثمانيين. الرحمه لفضيلة الشيخ وللمجاهد المجدد العالم النورسي اللهم انفعنا بعلمهم واجعل الجنة مثواهم يارب العالمين ....آمين .
Elfatih Eidris [eidris2008@gmail.com]