كابتنية هيثم … فريق بلا تقاليد (2)
حسن فاروق
18 June, 2013
18 June, 2013
اصل الحكاية
ختمت عمود الأمس بسؤال عن معايير المطالبة بتقلد قائد فريق الهلال السابق ولاعب فريق المريخ الحالي هيثم مصطفي شارة القيادة بعد الإعتزال (الإجباري) لقائد الفريق فيصل العجب ، وهل ستستند علي تقليد (الأقدمية) المتبع في نادي المريخ ؟ أم سيترك الأمر للمدرب لإختيار اللاعب الذي يراه مناسبا لإرتداء الشارة كما هو متبع في بعض الاندية خاصة في أوروبا ؟ فلم أجدها تنطبق علي المعيارين المتبعين في هذا الشأن
وإن كان السؤال الأهم في تقديري هل للمريخ تقاليد أصلا ليغيرها؟ أم أنه ناد بلاتقاليد؟ الإجابة أن المريخ كان قبل العشر سنوات الأخيرة ، نادي عظيم صاحب إرث وتقاليد ومفاهيم وقيم ومباديء ، وله أدب معروف ، ولكن حدثت مؤخرا تغييرات جذرية في تركيبته إنعكس علي التقاليد والأدب والمباديء والقيم والمفاهيم ، فصار كل شيء ممكنا ومتوقعا ، بمعني أن التقاليد الراسخة كما ذكرت أمس في حالة النادي الأهلي المصري لم تعد ذات قيمة مع الوضع الحالي في المريخ ، وبالتالي لم أستغرب عند قراءتي لتصريحات من بعض النجوم السابقين في فرقة المريخ عايشوا هذا التقليد ودعموه بل إن بعضهم إستفاد منه في إرتداء شارة القيادة وهم يطالبون بمنح الشارة لهيثم مصطفي ، دون مراعاة لأدبيات النادي في هذا الجانب وكانهم يتحدثون عن ناد بلاتاريخ وهم مع الأسف جزء من هذا التاريخ .
وضح من خلال هذه المطالبات الداعية لنسف تاريخ المريخ وتغيير تقاليده أن هناك حالة من الإبهار عاشها بعض أهل المريخ مع هيثم في فترة قيادته السابقة لفريق الهلال ، ولكن هؤلاء نسوا شيئا هاما للغاية أن ظهور هيثم مصطفي بالشخصية الطاغية والمؤثرة مع الفرقة الهلالية ، لأنه كان صاحب قرار ينافس القرار الإداري والفني ويتفوق عليه مستغلا ضعف الإدارات التي عاصرها قائدا في حسم إنفلاتاته وتجاوزه للخطوط الحمراء ونسيانه لوضعه كلاعب ، وهو ماأشرت إليه أيام أزمته الأخيرة في الهلال والتي إنتهت بالقرار الصحيح ( مغادرته مشطوبا) أشرت وقتها إلي الجزء الاساسي في هذه الأزمة التربية الخاطئة التي ترباها في الهلال بالدرجة التي تصور معها أنه أكبر من وضعه الطبيعي والقانوني (لاعب) وأن كتفه يمكن أن يعلو علي كتف المدرب ورئيس النادي ، وبالتالي إذا إعتبرنا أن فترته في الهلال ناجحة برؤية نفوذه الطاغي فهي كانت فاشلة بمنطق القيادة الطبيعي في الحالات الطبيعية ( كل يؤدي دوره في المنظومة الكروية حسب وضعه .. الاداري إداري .. اللاعب لاعب .. المدرب مدرب) .
لذا في حال تأكد أن المريخ فريق (بلاتقاليد) ، وأنه أصبح بالفعل بلاهوية محددة ، وإرتدي هيثم شارة الكابتنية لن ينجح ، ليس لأنه يفتقد للكاريزما ، ولكن الظروف الموضوعية التي توفرت له في الهلال لتطغي شخصيته علي من حوله لن تتوفر له في المريخ ، فهو دخيل علي المريخ قادم ومعه (17 عام) في الهلال ، تاريخه الكروي كله ، وفي المريخ لن يتجاوز (موسمين) بمافيها النصف الاول من هذا الموسم .
في الهلال كان رقم واحد ، ولم يكن هناك (حضري) كان هو المسيطر أو المؤثر علي اللاعبين إن جاز التعبير ، في الهلال لم يكن هناك جمال والي مهموم بأن تكون شعبيته أكبر من شعبية اللاعبين ، وهذا متاح في المريخ وصعب في الهلال ، وفشل فيه صلاح إدريس الذي كان يخشي هيثم خوفا من شعبيته وتأثيره علي الإعلام .
هيثم في الهلال كان (سند) للاعبين ، وهيثم في المريخ (مسنود) من الاداريين .
في المريخ يمكن أن نجد رئيس مثل جمال الوالي يكرم نفسه ، ويقوم بأدوار لاتعبر عن وضعه في المنظومة ( إداري) وضعه الاساسي ( خدمة اللاعب) ليبدع ويمتع لأنه أساس اللعبة ، في الهلال لم يواجه مثل هذه الحالة النادرة في عالم كرة القدم .
لذا بدلا من أن يبحث أهل المريخ عن قائد للفريق عليهم البحث رئيس يحترم وضع اللاعب ، لأن الازمة الحقيقية ليست في القائد فكل القادة القادمون بمافيهم هيثم (المسنود) لن يكون لهم دور مع الرئيس (طوالي) .
hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]