كلنا في مصر شرق

 


 

 


بسم الله الرحمن الرحيم


من حق اي مواطن سوداني ان يقيم  الاحداث التي تجري في مصر كما يصورها له ذهنه وبالتالي يتخذ الموقف الذي يتناسب وتلك الصورة فيؤيد هذا الطرف او ذاك فما يجري في مصر اصبحت رؤيته مشاعة للكافة وليس هناك هناك جهة تحتكره فالمواطن حتى ولو كان  يسكن الكريات اومرابيع الشريف وموجود في  العراء  الان وانقطعت عن الكهرباء وفقد تلفزيونه مع بقية امتعته  بفعل الامطاروالسيول اذا ركب المواصلات العامة سوف يجد من يخبره بما  جرى في رابعة العدوية والنهضة وميدان رمسيس وشركة المقاولون العرب  ومسجد الفتح واستقالة البرادعي  وموقف السعودية وامريكا
من حق اي حزب او جماعة سياسية ان تقييم احداث مصر من مجمل رؤية الافراد المكونين لها وفي نفس الوقت من حق ذلك الحزب  ان يعلن موقفه بعد تلونه برؤيته الايدلوجية ومرجعيته الفكرية لابل ومصلحته  الخاصة فلايوجد تنظيم سياسي في الدنيا يتخذ مواقفه تاسيسيا على الحقيقة والحق والعدل والانسانية فالايدلوجيا والمرجعية تلون الواقع ولكن اسوا من ذلك المصلحة التنظيمية التي لاتكتفي بتلوين الواقع بل يمكن ان تقلبه اذا دعا الامر والاسوا من ذلك قيادة التنظيم السياسي التي يمكنها اختطاف رؤية الحزب وتجييرها لمصحلتها الخاصة وبالتالي تبعد عن الحق في تقييمها للواقع من ثم تؤثر على رؤية المواطن  من منسوبي ذلك التنظيم لابل المواطن العادي اذا تعاطى مع اعلام ذلك الحزب ولكن عندما يكون هناك انفجارا اعلاميا كما في حالة مصر الان فالمواطن يتلقى معلوماته مباشرة من الوسائط الاعلامية . نعم هذة الوسائط ليست محايدة ولكن كثرة العرض توسع الخيارات وتزيد فرص استقلالية الرؤية
اردنا من هذة الرمية الطوييييييييييييلة عتبة للدخول للدولة وكيف تكون رؤيتها وكيف تتخذ موقفها فالدولة القائمة الان –مطلق الدولة وليس دولة معينة – تتخذ موقفها من اي حدث على حسب مصلحتها وهذا على حسب القاعدة الغربية التي تقول لاتوجد صداقات دائمة بل توجد مصالح دائمة  فالاصل هنا هو المصلحة فالسؤال الذي يفرض نفسه هنا  اين التنظيم الذي يحكم الدولة اليس من الممكن استصحاب رؤيتة ؟ ثم اين موقف المواطن المنتمي لذلك التنظيم  الا يستصحب متخذ القرار في الدولة موقفه ؟
ليس بالضرورة  ان يحدث تطابق في مواقف هذا الثالوث –المواطن التنظيم (الحزب) والدولة – والحل في تقديري هو ان تتاح حرية التعبير لثلاثة اضلاع الثالوث  ولكن تبدو المشكلة معقدة في حالة التنظيم الحاكم وبالتالي حالة المواطن المنتمي لذلك التنظيم فهنا يثور السؤال هل سيرجع الموقف المتخذ لمصلحة الدولة البحتة ام لموقف التنظيم وارتباطاته الخاصة خاصة قادته ام لفطرة وعفوية المواطن ؟
بعد كل هذة اللفة الطويلة نرجع لما نود قوله فيما يتعلق بموقف السودان من الاحداث التي تجري في مصر الان ففي تقديري انه يجب ان تعلى مصلحة الدولة على غيرها في هذة الحالة . ولاشك ان حزب المؤتمر الحاكم القائم على مرجعية الحركة الاسلامية  يعلم ان هناك احزاب سودنية لاتقف موقف الحركة الاسلامية من احداث مصر لابل بعض هذة الاحزاب مشارك له في السلطة او على الاقل لايقف معارضا له وعليه كذلك ان يعلم ان المواطن السوداني مثله مثل اي مواطن في الدنيا يرى الاحداث مباشرة   كما يراها الرئيس نوابه ووزير الخارجية وامير الجماعة والسيد فلان والشيخ علان وكل السياسيين الحاكمين منهم والمعارضين والذين بين بين  لايحتاج  المواطن لمن يرى له اللهم الا اذا اجتاحت منزله السيول وسرقت منه الاغاثة

(ب )
من اجل مصر 
من يقاتل من في مصر ؟ دون اسراف في التنظير او التخليط فالنقل انه قتال  بين مؤيدي الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي ومعارضية ثم تبلور هذا في الصراع بين الجماعة الاسلامية وبقية الكتل السياسية والجيش معها  ولكن السؤال الذي يفرض نفسه اين بقية الشعب المصري ؟ هل وصل الاستقطاب مرحلة انعدم فيها من لاينتمي لاي من الطرفين ؟ عندما يلعلع الرصاص يصبح الصوت صوت من يقف خلف البندقية ويضيع صوت العزل –بضم العين - ولكن السؤال اذا استطال امد الاحتراب الاهلي الا يخلخل هذا الكتلة المحايدة العزلاء ويجعلها تتجه للبندقية لحماية نفسها ؟ البندقية المحمولة الا تفرض الانحياز لهذا الطرف او ذاك ؟
الكل الان في مصر لابل في كل العالم العربي والاسلامي يقولون ان هذة مؤامرة تستهدف مصر ومصر غاية ووسيلة لان تمزيق مصر –لاسمح الله – يعني تحطيم حائط الصد الاخير للعالم العربي فمصر دولة محورية ليس في العالم العربي وحده بل في العالم اجمع خاصة الثالث منه  فاذا كانت هناك جهة عالمية صهيونية او صليبية او استعمارية او امبريالية  او جن احمر يسعى لتمزيق العالم العربي فان مايحدث مصر يؤكد نجاح ذلك المتامر بتقدير ممتاز فالسؤال طالما ان الجميع مقتنع بخطورة هذة الحرب الاهلية التي لن تكون اهلية انما اقليمية في حالة استمراريتها لماذا لايرجع الجميع لصوت العقل ؟
الحرب الاهلية في مصر ليست مثل الحرب الاهلية في بلد اخر لسبب بسيط لان مصر كانت ومازالت –ان شاء الله – عصية على الحرب الاهلية لان مجتمعها متلاحم والدولة فيها عمرها سبعة الف سنة  واي حديث عن الحرب الاهلية في مصر  يماثل وقوعها في بلدان اخرى  لذلك يكون من الطبيعي ان يضع اي حادب على هذة الامة العربية والاسلامية يده على قلبه ويتضرع الي الله لكي ياخذ بيد مصر وينهي ما يجري فيها  .  من البديهي ان يكون الحل داخل مصر نفسها ولكن للاسف مازال التباعد في المواقف هو السائد والاستقطاب يزداد حدة ولاتلوح في الافق اي محاولة للحل السياسي انها معركة كسر العظم
يقول الخبراء ان مايجري في مصر  اسوا من ذلك الذي حدث في اعقاب هزيمة يونيو 1967 تلك التي اسماها هيكل نكسة لكي يرفع معنويات الزعيم عبد الناصر التي كانت في الحضيض لان الذي يجري الان قد تحول الي صراع حول هوية الدولة فالاخوان ومن وقف معهم ومن سيقف معهم يرفعون شعار الهوية الدينية والكتلة الاخرى ومعها  الجيش وكل القوى الامنية الاخرى ترفع شعار الدولة المدنية (يصفها الفريق الاخر بالعلمانية ) لكن اي استيلاد  قسري للهوية سيكون باهظ التكاليف ليت اخوان مصر كانوا اكثر كياسة وحصروا المعركة في الاطار السياسي وليتهم كانوا اكثر مرونة  وانحنوا للعاصفة وليتهم كانوا اقل تمسكا بكرسي السلطة و ايقنوا ان عودة مرسي مستحيلة ليتهم فضوا اعتصام رابعة والنهضة من تلقاء انفسهم ليتهم التمسوا سياسة حقن الدماء ليتهم .... وليتهم .... ولكن المكتولة بما بتسمع الصائحة اللهم احفظ مصر واهل مصر 

( ج )
في مصر عربة الاعلام تتقدم  
الاعلام مطلق الاعلام لايصنع الحدث انما ياتي لاحقا له ثم يقوم بعملية التغذية الراجعة له ولعل هذا من البديهيات التي لاتحتاج لدراس للاعلام ليصدح بها ولكن الاعلام يمكنه توجيه الحدث الي الجهة التي يريد خاصة اذا كانت المؤسسة الاعلامية اوالشخصية الاعلامية صاحبة اجندة وفي عالمنا اليوم يندر ان تجد وسيطا او شخصا اعلاميا محايدا وعدم الحياد قد يكون سياسيا او ثقافيا او لاي انتماء اخر ولكن هذ لاينفي الموضوعية عن المنحاز  فهناك من يفصل بين انتمائه والمهنة فيعتمد على الوقائع اثناء عمله كاعلامي
اذا تجاوز الاعلام دوره كتابع للحدث وناقل له واصبح صانعا  للحدث تختل المعادلة وينفرط الامر ولعل هذا ما حدث في مصر مؤخرا فبعد ان تم عزل الرئيس مرسي ووضعت خارطة الطريق ورفض الاخوان هذا الامر واعتصموا  بميداني رابعة العدوية والنهضة وقد بات واضحا ان الحكومة في شقيها الرئاسي (عدلي منصور) والتنفيذي (حازم الببلاوي) قررت ان تتعامل مع الاعتصامات والاخوان بصفة عامة بسياسة النفس الطويل ولكن الاصوات الاعلامية المؤثرة رفضت هذة السياسة وبطريقة اقرب للمنظمة  بدات في شن هجوم عنيف جدا على الحكومة ووصفتها بالجبن والخوف والتلاعب في الامن القومي المصري وقد نال البرادعي نصيب الاسد لانه كان من دعاة الحل غير الامني ولعل الهجوم الاعلامي كان السبب في استقالته لانه شكى منه لتلفزيون الحياة قبل الاستقالة
وزير الخارجية وفي لقاء تلفزيوني قال ان مهمته اصلاح العلاقات مع الاخرين وليس زيادة تازيمها  لذلك سوف يزور قطر فقامت عليه دنيا الاعلام  مطالبة بقطع العلاقة مع قطر . في المؤتمر الصحفي لرئاسة الجمهورية  الذي عقده المستشار مصطفى حجازي في امسية السبت 17 اغسطس الجاري  كان الرجل مرتبا في افكاره سلسلا في لغته –انجيزية عربية – وكان واضحا من خلال اللغة والمحتوى وتوزيع  الفرص ان المؤتمر موجه  للغرب  وكان خطاب المستشار يقوم على ان الحكومة كان مرغمة على استعمال العنف اي  ان عنفها كان رد فعل وانه ليس في نيتها التوسع فيه انما تمارسه بقدر الضرورة وان فرصة العمل السياسي مازالت متاحة للاخوان الذين لايقعون تحت طائلة القانون ولكن الصحفيين المصريين ومن خلال اسئلتهم ساروا في اتجاه التصعيد مطالبين المزيد من العنف والعزل السياسي
قوة الالة  الاعلامية المصرية  معروفة للجميع (اللهم الا اخوان مصر) ولكن مشكلة الاعلام المصري الان انه اصبح مملوكا لاصحاب الاجندات السياسية فالقنوات الفضائية مملوكة لافراد لهم اجندتهم واطروحاتهم السياسية  . كبار الاعلاميين في مصر اصبحت لهم اجندة او بالاحرى دوافع خاصة فمنهم من كان يعاني من عزلة ما بعد مبارك فهؤلاء وجدوا فرصة لمكانتهم السابقة في الاحداث الاخيرة ومنهم من كان مهددا بفقد وظيفته في المؤسسسات الاعلامية القومية  من جراء ما سمى باخونة الدولة فهؤلاء لعبوا دورا كبيرا في توجيه الاحداث في مصر
ان السياسيين الذين يحكمون مصر الان ليهم رؤية لاتتطابق مع رؤية الرموز الاعلامية وهذة الرموز الاعلامية مكانتها اكبر بكثير في المجتمع من السياسيين الحاكمين الان وهؤلاء الاعلاميين يبدو انهم مصرون على كنس التنظيمات الاسلامية كنسا تاما  بينما السياسيين يرون غير ذلك لان عينهم على المستقبل مع الحفاظ على هيبة الدولة وهنا تبدو الحلقة المفقودة وهي حلقة المفكرين وما اكثرهم وما اعمقهم في مصر فاين صوتهم ؟ هل جرفتهم الموجة الاعلامية هم الاخرون ؟

(د )
هو في غيرها ؟
احد الاعزاء القراء كتب لي رسالة يسالني فيها قائلا باكر حاتكب شنو عن مصر؟ وقد فهمت من رسالته انه مل كتاباتي الكثيرة والمتوالية عن الاحداث المصرية الاخيرة فتجربتي المتواضعة في هذا الباب كانت تقوم على التنوع اذ لم يحدث ان كتبت لايام متوالية عن موضوع واحد بهذة الصورة  وبهذة المناسبة حكى احد القائمين على العلاقات العامة التقيته مؤخرا انني تناولت قبل عدة سنوات مؤسستهم بشئ من النقد فطلب منه المدير ان يرد على ذلك فلم يفعل وعندما ساله المدير عن سبب ذلك قال له ياريس الزول كتب عن مؤسستنا وتاني يوم كتب عن مشروع الجزيرة وتالت يوم كتب عن اغاني البنات الزول امسكوا من وين ؟
عودة لصديقي اعلاه اشكر له انه لم يقل لي بصريح العبارة (ياخي قديتنا بمصر دي ) لانه يعلم انه لايوجد غيرها في الواجهة الاعلامية العالمية ولاحتى في ونسة الدكاكين السودانية  . فياصديقي نحن لم نشهد مؤتمر برلين 1884 / 1885 الذي بموجبه استعمرت وقسمت اوربا افريقيا وامامنا المهدي وخليفته عبد الله ود تورشين رضى الله عنهما  كانا ولاجابين خبر ولم نشهد الحرب العالمية الاولى ولااتفاقية سايكس بيكو 1916 التي بموجبها اقتسمت القوى الدولية الهلال الخصيب ولم نشهد الحرب العالمية الثانية ولكن من دراستنا للتاريخ يمكننا القول ان مايجري في مصر الان  لن تقل اثاره عن تلك الاحداث العالمية التي ذكرناها فطالما اصبحنا  شهود اعيان على احداث مصر وبفضل ثورة التقنية الاتصالية فخلينا نشبع منها وعسى ولعل ان تكون في حروفنا المتواضعة فائدة لباحث سوداني في هذا الشان لم يولد بعد
لابد هنا من استثناء حدثين كبيرين اراد الله لنا معاصرتهما اولهما نكسة حزيران / يونيو 1967 التي شهدناها بربع  وعي لاننا كنا صبيان يومها ولكننا كنا نحب عبد الناصر بوعي اما الحدث الثاني الذي عشناه  بوعي كامل لابل ونحن ممسكين بهذا القلم احداث 11 سبتمبر 2001   التي هزت امريكا بالتالي كل العالم وصنعت واقعا دوليا جديدا وقد سرني وانا اناقش رسالة ماجستير في العلوم السياسية كممتحن خارجي ذات مرة عن اثر تلك الاحداث على سياسة السودان الخارجية في تلك الفترة ان وجدت شئ من حاطب ليل في متن تلك الرسالة ولعل هذا ما يزيد حجم المسؤلية المفروضة على الكاتب مهما تواضعت مكانة الاعلام في بلادنا 
من مفارقات احداث 11 سبتمبر واحداث مصر الجارية الان موقف الغرب من الاسلام السياسي . لقد استطاعت الة الغرب الاعلامية الرهيبة شيطنة الاسلام السياسي في احداث 11 سبتمبر وحملته كل اوزار الدنيا وجعلته اخطر من اي قنبلة واي وباء اجتاح الدنيا ووضعت سياسات لاجتثاثه حتى ولو دعا الامر لاجتثاث اسلام الله والرسول العادي دا وهاهو ذات الغرب يتعاطف ولو ظاهريا مع ذات الاسلام السياسي في احداث مصر او على الاقل يقبل عنه صورة الضحية بحجة الشرعية مع سكوت عن الشريعة فيا ربي ما الذي حدث في هذاين العقدين  بين الحدثين ؟
غدا اكان الله حيانا والموت خلانا نتاول زيارة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي للسودان تلك الزيارة المريحة جدا ومريحة هنا ليس المقصود منها  تقييم الكاتب الذاتي للزيارة  انما مريحة للعلاقة بين البلدين اي كلمة مريحة نابعة من التحليل السياسي الموضوعي  ان شاء الله حاطب ليل الذي سيعقب بتاع باكر يكون في موضوع اخر اي تكون الاوضاع في مصر قد استقرت وكل زول شاف شغله وهذة امنية  للكاتب لاصلة لها بالتحليل السياسي

(ه )
زيارة مريحة 
(1 )
الفريق اول عبد الفتاح السيسي رجل مصر القوي الان وفي اخر خطاب له شكر الدول العربية الداعمة للتغيير الذي قاده الفريق ذاكرا لها بالاسم وعلى راسها المملكة العربية السعودية ثم الامارت المتحدة والكويت والاردن والبحرين ولم يذكر السودان وفي اليوم التالي لخطاب الفريق كان نبيل فهمي وزير الخارجية المصري في الخرطوم في اول حركة له خارج مصر مما يشئ باهمية  السودان بالنسبة لمصر في المرحلة الحالية . ومن جانبها حكومة السودان رغم انها حكومة مؤدلجة تقوم على  مرجعية اسلامية كما هو  حال اخوان مصر الذين اطاح بهم السيسي الا انها –حكومة السودان- قالت وبمل الفم  ان ما يحدث في مصر شان يخص المصريين وانها لن تتدخل فيه ولو بمبادرة مما يشئ باهمية مصر بالنسبة للسودان
(2 )
زيارة وزير خارجية مصر للسودان في يوم الثلاثاء الاول من امس لم تحظى بتغطية اعلامية عالمية ولاحتى مصرية اذ لم اقف على ذكر لها في اي قناة مصرية حتى في السودان لم تكن خبرا اولا لابل بعض الاقلام السودانية انتقضتها وصحيفة قالت ان فهمي استقبل استقبالا فاترا في الخرطوم بدليل عدم مقابلته لرئيس الجمهورية  الا ان كل هذا لن يقلل من اهمية الزيارة واثرها على العلاقة بين البلدين لان الملفات المشتركة (هل نقول العالقة ولاعالقة دي بتاعت اخوانا في جنوب الوادي ؟ )  بينهما تفرض ان تكون العلاقة بين الدولتين غير مرتبطة بتوجهات الحاكمين الايدولوجية 
(3 )
بعد وصول الاخوان للسلطة في مصر  لم (تتاخون) العلاقة بين البلدين ويبدو ان الريئس المعزول الدكتور مرسي كان له راي سالب في تجربة  السودان الاسلامية بدليل انه لم يزر السودان الا بعد ان لف كل العالم كما ان موقف السودان ومصر لم يكن متطابقا حيال سد النهضة لابل كانت هناك ازمة دبلوماسية بينهما في هذا الشان . لقد كانت علاقة  السودان بمصر في فترة الثورة اي بعد رحيل مبارك وقبل وصول مرسي في افضل حالاتها كل هذ يؤكد ان العلاقة بين الدولتين ليس بالضرورة ان ترتبط بتوجهات الحاكمين فالدولة كيان مستقل تحكمه المصالح ولاشئ غير المصالح فالمبدئية والدبلومامسية ليستا (بنات عم )
(4 )
لقاء كرتي وفهمي يحسب لصالح الدبلوماسية في البلدين ففهمي قال في قناة الحياة قبل ان يقوم باي زيارة خارج مصر  انه معني بتحسين العلاقات مع كافة الدول العربية مهما كان موقفها من التغيير في مصر كما ان الحكومة الجديدة في مصر وان ازاحت الاخوان من السلطة الا انها لم تقل انها جاءت لتطهير العالم من الاسلامي السياسي لابل قالت انها لن تستثني فصيل الاخوان في لم الشمل المصري اذا قبلوا الوضع الجديد حكومة السودان وبعد تجربتها في حرب الخليج ايقنت ان العالم تحكمه المصالح بدليل علاقتها مع القذافي رغم ما فعله بالاخوان في ليبيا لابل وبما فعله بالسودان نفسه
(5 )
فائدة مصر من الزيارة انها اطمانت لقضايا المياه والامن والحدود بين البلدين وفائدة السودان انه اوقف محاولات البعض لاستدراج مصر لتقف منه موقف المعادي لذلك يمكن وصف الزيارة بانها مريحة للعلاقة بين البلدين . على الرغم من ان كلمة مريحة ليست من المصطلحات السياسية المتداولة مثل كلمة مستقرة ومتطورة ومتوترة الا انني لم اجد انسب منها في التعبير والتقييم (ياربي اكون اسقطت نفسياتي على الموضوع ؟ )


عبد اللطيف البوني [aalbony@gmail.com]
//////////

 

آراء