بسم الله الرحمن الرحيم
استفهامات
istifhamat@yahoo.com
يحكى أنه في أحد الفصول الدراسية ، ان اختار مرشد الصف تلميذا ليكون الألفة ومعروفة مواصفات الالفة التي وثق لها الاستاذ الشاعر محي الدين الفاتح بقصيدة رائعة. يقول فيها: والناظر جاء وتلى قائمة الاسماء/وأشار لأفخرنا جسداً أن كن الفة .... كان الألفة . ويمضي الشاعر محي الدين في وصف الألفة وصفا رائعا ينطبق على 99% منهم ولو كانوا يقرأون الشعر لما وجدنا الفة واحدا ولكن الحمد لله عدم القراءة والاطلاع من صفات الألفة.
في ذاك الصف وجد الألفة انه من متوسطي الذكاء وقوي الجسم وحدثته نفسه الامارة بالسوء ان ( يطلع الأول) وبدلا من ان ينافس الأذكياء والمجتهدين ويدخل ويجبر نفسه على التفوق لجأ لأسلوب آخر تطفيش كل من يعتقد انه أشطر منه بتخويفه وتكريهه للمدرسة حتى يترك الدراسة او يتحول لمدرسة أخرى.
بهذا الاسلوب الذي لم يقرأ عواقبه جيداً (طفّش) الألفة كل من هم أكثر منه ذكاءً ومقدرات ولم يبق معه الا الذين هم أقل منه والذين لا طموح لهم وصارت المدرسة في ذيل المدارس وما عاد يذكرها أحد بخير. حتى المدرسين صار لا يقبل بهذه المدرسة الا من هم قليلي المقدرات والمواهب. والتقى الحشف وسوء الكيل.
وصاحبنا الألفة مسيطر على مركز الاول بكل صفوف المرحلة بهذا الذكاء المنخفض وهذا الاسلوب الجسماني. وانتهت المرحلة وجاء امتحان ما بين المرحلتين وجاءت المنافسة الحقيقية ، ودخل الألفة في آخر قائمة المقبولين للمرحلة الثانوية .
في الثانوية وجد نفسه لا يستطيع ممارسة الاسلوب نفسه الذي كان يمارسه في الاساس ، فالمدرسة الثانوية مراقبة وأخبارها منتشرة ومتابعة من أهل القرية والحي والمنطقة كلها تعرف ما يدور في المدرسة الثانوية. ولا يستطيع بهذا الذكاء المحدود أن يتقدم أكاديميا ولا يستطيع ان يترك الدراسة وانكشف أمره. بدلا من ان يكون فردا في جامعة الاسود آسر ان يقود النعاج على قول المثل.
ترون ماذا سيكون مصير هذا الألفة؟ حطم سمعة مدرسته الاساس وجعلها في ذيل قائمة المدارس ( قوة رأسه) وارد ان يتقدم بلا منافسين وفي الأخير ندم ندامة الكسعي فكل تقدمه في غياب الآخرين كان مزيفا. وليته ندم على فعلته
لو ارتضى بما قسمه الله له من ذكاء واجبر نفسه على منافسة حقيقية مع الآخرين لكان أجدى له. وكان افاد واستفاد والذي يحير أن هؤلاء الذين بقوا معه وهم أقل منه وهو فرح بهم وهم فرحانين (ومتلصقين عليهو) كلهم راضين بالتنافس الى الخلف حطموا الاساس وقبلوا على الثانوية.