الصادق المهدي .. والصدق والأخلاق في مهنة الكتابة !
Awatif124z@gmail.com
((غدا يخرج الصادق من (فندق كوبر) الى ( أريكته التراثية ) بمنزله العامر في امدرمان ونصفق له ويكون بطلا في بلد انعدم فيه البطل !!!)).
ردا على هذا المقطع من مقالي الاخير بعنوان (كتائب الجداد الاليكتروني ) وصلتني جملة رسائل عبر بريدي الاليكتروني تتفق – في معظمها – مع ما أوردته في المقطع أعلاه .. الا ان الرسالة التالية بعنوان (الصدق والاخلاق في مهنة الكتابة ) من الاخ الكريم احمد ياسين ( يس ) استوقفني ما جاء فيها :
(( الفاضل / خضر عطا المنان
السلام عليكم ،،
هنالك فرق ببين الكاتب والمحلل السياسي. وكل من يدعي الكتابة ينبغي ان يميز بين الأثنين. فالمحلل من يسرد الحقائق ومن ثم يقوم بتحليل الوقائع مجرد من العواطف الشخصية وهوى النفس حتى ولو كان الموضوع محل النقاش عن عدوه اللدود. اما الكاتب نوعان، احدهما لا يختلف كثير من المحلل من حيث تناوله للموضوع ومن حيث الصدق و الموضوعية و النوع الثاني لا يبالي بالأخلاق، وبتالي يجرى وراء هوى نفسه. لتعرف نفسك أين تقع من الاعراب .. سوف اورد لك ما يكتبه الاخرون وما تكتبه انت منذ اعتقال أمام الانصار ورئيس حزب الامة القومي الحبيب الامام الصادق المهدي مع التركيز على المقطع الاتي: (المهدي والمعتقلات ) : دخل المهدي سجن "كوبر" بعدما غادره قبل 19 عاماً. وكان أول اعتقال نفذه النظام الحالي ضد المهدي، بعد أسبوع من استيلائه على السلطة، عبر انقلاب عسكري في يونيو 1989، وحينها كان المهدي رئيس الوزراء المنتخب، وسُجن في "كوبر" لخمسة أشهر، وعند اطلاق سراحه، وُضع في الإقامة الجبرية لمدة خمس سنوات، أي حتى العام 1994، وأصبح بإمكانه التحرك في ظل رقابة أمنية مكشوفة ليعاد اعتقاله مرة أخرى في العام 1995 لمدة 101 يوم خطط بعدها للخروج من البلاد .. وظل المهدي خارج البلاد، يقود معارضة مسلحة وسياسية ضد الحكومة، حتى العام 2000، عندما وقّع مع الحكومة اتفاقاً عرف بـ"نداء الوطن"، وبموجبه عاد إلى الخرطوم، ومنذ ذلك التاريخ لم يعتقل إلا قبل أيام)).
انتهت الرسالة وعليها اجزل شكري اليه واقول له : لقد ظللت وعلى مدى يومين كاملين أبحث بمهنية وحيادية وشفافية - بعيدا عن اي عاطفة او غرض – في تاريخ هذا ( الامام .. ابو الكلام ) عن ولو انجاز واحد يمكن ان يخلده في تاريخ السودان فلم اجد للاسف .. وانما وجدت تاريخا لا يؤهل الرجل ان يكون خالدا في تاريخ هذا الوطن المنكوب رغم تضخيم شخصيته من قبل مريديه واتباعه ومشايعيه واهل بيته ومن لف لفهم او حام حولهم .
وانا – اخي احمد ياسين – لست وحدي من يقلل من قيمة دوره في حياتنا السياسية وانما تاريخه يقول ذلك وكتاب كثرغيري نحوا ذات المنحى في تناولهم لقضية اعتقال الامام والتي شغلت الراي العام بشكل تنفست معه عصابة الانقاذ الصعداء لانها - بالاتفاق معه بشكل ما - ألهت الناس عن قضايا اهم من الامام واهم من الانقاذ وهي قضية وطن يتآكل من اطرافه بفعل الحروب والعزلة والتي يعيشها اقليميا ودوليا حتى فقد حكامه الفاسدون توازنهم ليصدعوا رؤوسنا هذا الايام بمقولة تكررت على لسان معظمهم والمحسوبين عليه بدءا من زعيم عصابة الانقاذ المشير الهارب ثم داعية الشيطان عصام البشير والشيخ القاعدي عبد الحي يوسف فمرسال الساعة 25 حسبو محمد عبد الرحمن واخيرا الثعلب الماكر ورأس الافعى حسن الترابي بجامعة الجزيرة .. وتلك المقولة هي ( ضرورة العودة الى الله !!!) واين كنا نحن اذن طوال الــ 25 عاما الماضية ؟ وهل ( التوجه الحضاري المزعوم ) كان يتم بعيدا عن الله ؟؟.
عموما – اخي احمد – نحن نعرف تماما ماذا نكتب ومتى وكيف .. ونعرف أين موقعنا من الاعراب .. كما اود ان تسمح لي بأن اورد مقتطفات فقط مما اورده بعض ممن كتبوا عن اعتقال ( امامكم الحبيب !).
حيث كتبت الاخت رشا عوض مقالا بعنوان ( محاكم التفتيش النضالي مرة اخرى : الصادق المهدي وثورجية الفيس بوك) مما جاء فيه : (وحتى تكتمل الصورة، أيضا لا بد ان نشير الى ان السيد الصادق المهدي ارتكب أخطاء كبيرة كانت سببا في التشويش على حقيقة موقفه السياسي، وكانت سببا في إظهاره بمظهر الموالي للإنقاذ، منها على سبيل المثال قبول تكريم البشير، التحدث لوسائل الاعلام الرسمية في اوقات حرجة توجب مقاطعتها، الحديث بلغة توفيقية في مواقف يتوقع فيها الشعب لغة قاطعة وصارمة تجاه النظام).
كما كتب صديقنا مهدي عثمان في رسالة وصلتني عبر بريدي الاليكتروني قال فيها : ( شئنا أم أبينا، فقد إنقسم الناس إلى فئتين في تفسير إعتقال الإمام/ الصادق المهدي، فبعضهم يقول إنها مسرحية ولهم قرائنهم وأسانيدهم (مع أنني لست من أنصار نظرية المؤامرة) والبعض الآخر يقول أن التيار المُعارض للحوار الوطني (أي صقور الإنقاذ) قد إنتصر، والناس يحكمون على أي سياسي من خلال أقواله وأفعاله، وبالنظر إلى أقوال وأفعال السيد/ الصادق المهدي، لا يستطيع أحداً الدفاع عن هذه المواقف مهما أوتي من بلاغة لفظية وحب أعمى للإمام. .. وبذكر التضامن وأدب الإختلاف، ودون أن نغوص بعيداً، أليس السيد/ الصادق من قال عن أمين عام حزبه "رهيفة وإنقدت" و "ورقة صفرا وإتحتت"!!. أليس هو من ذهب إلى البشير متضامناً معه مُطالباً بأقصى العقوبات عندما نقلت حركة العدل الحرب من دارفور إلى الخرطوم؟؟، أليس هو من قال عندما ترشح ياسر عرمان لرئاسة الجمهورية "إن عرمان إذا فاز، لن يسمح له جهاز الأمن بدخول القصر الجمهوري!! .. اننا لا نُريد أن ننكأ الجراح، ولكن متى كف السيد/ الصادق، عن مهاجمة الجبهة الثورية، والإستهزاء بتحالف قوى الإجماع الوطني؟؟، بل قال لجماهيره عندما طالبوه بالخروج للشارع دفاعاً عن أرواح (وليس إعتقال فقط) أبناء وبنات الشعب السوداني، "الما عاجبو الباب يفوت جمل"، فلماذا تطالبونهم الآن بالخروج للإحتجاج على مُجرد إعتقال شخص واحد، فقد خرجوا من الباب الذي يفوت جمل!!،، ومع ذلك سنظل نعارض الإنقاذ ليس دفاعاً عن الصادق ولا دفاعاً عن ياسر عرمان أو عقار أو الخطيب (ولكن دفاعاً عن أنفسنا وأخواننا وأخواتنا في الوطن وحقهم في حياةً كريمة .. عموما هذه فُرصة للسيد/ الإمام، لكي يتساءل في محبسه، لماذا يتطاول حفيد يونس ود الدكيم (أي حميدتي) على حفيد الإمام المهدي، الذي كان ود الكيم وأخوانه يسدون فوهات المدافع بأجسادهم دفاعاً عن إمامهم الذي يلبس مثلهم المرقع ويتناول خشن الطعام؟!، ليسأل الإمام نفسه، من الذي بدد هذا الإرث الضخم، وكيف تبدد؟! ).
وكتب طارق الشيخ في صحيفة العربي مقالا بعنوان : هل بلغ السودان نهاية المطاف؟ .. وقال : (لا يعقل أن يعتقل الأمن الرجل الذي أغلق الباب من خلفه على الحركة المعارضة، ليتفرغ للحوار مع الحكومة التي أحسنت مكافأته بزجه في السجن لأسباب تافهة) .
وفي مقال بعنوان (مراحيل الصادق المهدي .. جنجويد بشرى الصادق المهدي) كتب حامد احمد حامد يقول: ( تم اعتقال الصادق المهدي وما تسرب من اخبار ان قيادات بحزبه كانت تعلم ساعة ولحظة الاعتقال .. وفي اخر فترات حكمه المعروفةبالديمقراطية الثالثة طلب رئيس الوزراء انذاك من فضل الله برمة ناصر تكوين مليشيا المراحيل في جنوب كردفان وكانت الحرب دائرة والحركة الشعبية نقلت الحرب الى المنطقة ونفذت الخطة ب .. اذن الصادق المهدي سبق القوى السياسية في تأسيس مليشيات .. فسلح قبائل موالية له وترك المناوئين له من دون سلاح .. كما ان لحزبه تجربة اخرى مع التسليح في الجزيرة ابا حينما وقع الصدام مع نظام جعفر نميري .. فاذا كان الصادق المهدي اوجد واسس المراحيل وسلح القبائل ابان حكمه...وابنه الاخر دخل القصر مساعدا للبشير...ويعلن انه لايمثل والده او حزب الامه وانما يشارك ممثلا لشخصه...فبشري الذي درب الجنجويد سيقول انه دخل جهاز الامن الوطني والمخابرات .بنفسه وليس ممثلا لوالده او حزب الامه...قيادات حزب الامه وال المهدي وقيادات النظام كلهم كانوا علي علم بالاعتقال الناعم والمعامله سته نجوم للزعيم الطائفي والتذكير بتقدمه في السن ودوره في العمل الوطني...وقبل اقل من اربعه وعشرين ساعه يسرب او تسرب رساله من داخل كوبر لتتلي علي الاتباع والانصار) .
وتعليقا على هذا المقال كتب ( ابو ريم ) يقول : ( هذه تمثيلية بايخة .. إخراجها فاشل.. من أفكار أفشل من خلق الله علي هذه الأرض!! إن الصادق الغير صادق وحكومة المنافقون الفاسدون يعتقدون بأننا أغبياء .. وكما ساهم الإمام الغيرصادق من قبل في محاولة إحباط هبة سبتمبر لإسقاط النظام ودعوته لأنصاره بعدم ألمشاركة فيها !!! وهاهو يقوم بنفس الدور المتأمر والمتخاذل ليساعد النظام النتن المتهالك من مأزق مفاسده التي طفحت روائحها .. كرائحة مجاري التصريف الصحيى في الخرطوم .. فهذا الدورالذي يلعبه امام فاشل وآل بيته ليس بجديد عليهم من زمن اجدادهم .. فهم يجيدونه في كل مواقفهم وهو رصيدهم في تاريخ هذاالوطن .. وهم يظنون ان شعب هذا الوطن اغبياء وطيبون وساذجون وطيبون وساذجون قد تنطلي عليهم اكاذيبهم .. فهنيئا لك ايها الامام الزائف فإنك لم تحد عن طريق أجدادك .. وتمثل أجدادك خير تمثيل !!! وأعلم بأن تاريخك الملئ بالفشل والمؤامرات والدسائس والمصالح الشخصية.. لن تألفه لنا كمافعل أجدادك سابقا !! بل التاريخ لهذا الوطن سوف نعيد صياغته .. ويسطر هذه المرة بأقلامنا .. وعندما نأتي إليك ولأمثالك سوف نصبغ الصفحات بلون أسود .. ونحفظها في مكانها الطبيعي .. ألا وهو مزبلة التاريخ ).
اما استاذنا الكبير محجوب محمد صالح وفي مقال بعنون ( الصادق المدي : لماذا حدث ما حدث ؟ ) كتب يقول : ( ان السؤال المركزي يصبح هو لماذا لجأت الحكومة لهذا الأسلوب الغليظ في التعامل مع سياسي هو الداعم الأول لمشروع الحوار وظل ينادي به حتى بعد أن فشلت محاولاته السابقة ويدفع ثمناً سياسياً غالياً لتمسكه بالحوار الذي يرفضه حتى بعض أعضاء حزبه مما خلق توترا وانقساماً حاداً في الرأي داخل الحزب نفسه إضافة لتوتر علاقته مع أحزاب المعارضة؟ ام ان لدى الحكومة اسباب اخرى للتعامل بكل هذه الحدة مع معارض ظل هو الاقرب اليها في مشروع الحوار ؟) .
وكتب القارئ احمد تعليقا على مقال محجوب محمد صالح : ( قبل كل شيء يجب ان نسلم بأن الصادق المهدي وحزبه السبب فيما نحن فيه الان من ازمات وكوارث والنتيجة المأساوية هو هولاء تجار الدين,مستثمري الجهل,حثالة المجتمع ومفسديها الذين حولوا البلاد الي سجن كبير والعباد الي مشردين,منفيين ,اسرى, وقتلى وهكذا.. حزب الامة وبالاخص شخص الصادق المهدي,هو من قام بتسليح القبائل في دارفور, .. هذا الصادق كان بمثابة غواصة للوطني,بمواقفه المترددة وقرارته الغير مفهومة وتصريحاته الشتراء اضر كثيرا" ب قوى الاجماع الوطني,هذا فيما يختص حزبه وطريقة تعاطيه مع احزاب المعارضة في شان الحوار,قضايا الحريات,الجانب الاقتصادي وغيرها .. اما داخل حزبه فهو سلطان زمانه والامبراطور الاوحد,لا يناقش,لا ينتقد,محب للسلطة, يعشق الاضواء, وحتى كي لا اتهمه جزافا"!اليكم هذه:مسار,نهار,الزهاوي ومبارك الفاضل(ابن عمه) كلهم خرجوا بسبب ممارسات وطريقة ادارة الحزب.الاول كون الامة الوطني,الثاني اسس الفدرالي,الثالث انشئ القيادة الجماعية,اما لحمه ودمه فهما كانا دائما" في تناكف وتنافر وحتى اخيرا" عندما رجع الاخير فقد اغلق في وجه فرصة العودة الي الحزب(لو كأن الحزب مسجل ومنزل باسمه وحيا"ورسالة وملكية فكرية) .
خارج النص :
مسيرة الانصاريوم الجمعة 23 مايو الجاري تضامنا مع (امامهم الحبيب!!) المعتقل ومطالبة باطلاق سراحه وهو الذي يواجه حكما بالاعدام كانت مهزلة أشبه بـــ (سيرة عريس للبحر !!!) .
//////////////