يا إمام ابراهيم الشيخ زاتو فوق الأرض ..!

 


 

مكي المغربي
19 January, 2015

 

.....................

دهمنا بالأمس هذا الخبر: (قرر حزب الأمة القومي المعارضة تجميد نشاطه طوعاً والعمل سراً، وذلك بعد طلب جهاز الأمن من مجلس الأحزاب حل وتجميد الحزب لتحالفه مع قوى الجبهة الثورية الرافعة للسلاح ضد النظام)، والخبر من صحيفة الخليج تتخلله قضايا أخرى ولكنني اقتطفت ما يلي موضوع النزول تحت الأرض الذي أعلنه الصادق المهدي.

(ووقَّع 13 من ممثلي قوى التحالف على وثيقة "نداء السودان" الموقعة بين حزب الأمة ومنظمات المجتمع المدني مع "الجبهة الثورية" في أديس أبابا . ومن أبرز الموقعين سكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب، ورئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، ورئيسة الحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد جلاء الأزهري، والقيادي في حزب البعث السوداني يحيى الحسين، وأحمد وهبي عن حركة حق).

(وأعلنت القوى المعارضة تضامنها مع حزب الأمة القومي بعد تلقيه إخطاراً من مجلس الأحزاب السودانية للرد على شكوى من جهاز الأمن والمخابرات تطالب بتجميد نشاط الحزب وحله، وهددت باللجوء إلى كل الخيارات حال صدور قرار بحل الحزب ومصادرة ممتلكاته)

بالتاكيد ما حدث من شد وجذب بين الحكومة وحزب الأمة أمر مؤسف للغاية، وبالتأكيد الصادق المهدي من حقه انتقاء بعض الأدوات لصراعه السياسي مع الحكومة وأن تكون هذه الأدوات مشروعة ...طبعا "المشروعية والإخلاقية" في السياسة مسألة نسبية وليست مثالية ولكن المهم أن تكون الأدوات "فعّالة" و "مؤثرة"..!

أخطأ الصادق المهدي بالحديث عن النزول تحت الأرض، وبقصد بذلك العمل السري وتشكيل الخلايا السرية وهلمجرا...!

الجميع يعلم أن عهد السرية "تعيش انت"، لا توجد حاليا سرية لأجهزة المخابرات الدولية فما بالك بحزب معارض في عالم ثالث، وانتهى عهد السرية و "العمل تحت الأرض" في السودان تماما، حتى نقد رحمة الله عليه كان في مكان معروف لدى الأمن وعندما قرر الخروج للعلن زاره مدير الجهاز حينها ... الفريق صلاح قوش بغرض إبطال إدعاء العمل تحت الأرض..!

الأحزاب التي تضامنت مع الأمة في موضوع تحت الأرض ... كلها فوق الارض وأزمتها مع النظام أكبر من الأمة ... ابراهيم الشيخ أزمته مع النظام أكبر ولا يعمل أحد ابناؤه مساعدا لرئيس الجمهورية .. و مع ذلك يعمل في العلن ولديه استثمارات وشركات ...!

لم يكن التهديد واقعي ولا مفيد، بل ضار بالحزب للغاية، لأنه أكسبه مسحة يسارية وأظهره في مقام الذي يستلف ويستعير أدبيات الحزب الشيوعي السوداني و كأنه فقير الأدبيات.

كتبت المقال أولا بعنوان حزب الأمة ... مسحة شيوعية وهممت بانتقاد السيدة الحبيبة مربم الصادق لأنها سبب هذا التقهقر الذي حدث للحزب ولكن قلت في النهاية ... مافيش داعي ... مريم سياسية شاطرة وستخرج من هذه التجربة بفهم جديد ورؤية جديدة بإذن الله.

makkimag@gmail.com

//////////

 

آراء