مُصادرة الصحف (متاهة) إسلاموية جديدة !

 


 

 


 

awadf28@gmail.com

ها هم المُتأسلمون يُمارسون التمويه، قبل أن يَجِفْ مِدَادْ مقالتينا السابقتين بعُنوان (المُتأسلمون وصناعة الأزمات – راجعوا الوصلة Link في آخر هذه المقالة)، اللتين تناولتا مُمارساتهم الـ(إلهائية) وسعيهم الـ(مُتعمَّد) لتغبيش الفكر والرأي العام، عبر افتعال الأزمات للـ(تغطية) على المشاكل التي يصنعونها عن (عَمْد)، وضربنا أكثر من مثال أهمَّها السُلَّم التعليمي الكارثي الذي زاد من ارتفاع التعديات الجنسية على الأطفال وانتشار الشذوذ، و(حذَّرنا) أولياء الأمور من هذه الكارثة التي ستزداد في هذا العام الدراسي الذي سيبدأ في السابع من يونيو القادم، عقب (إصرار) المُتأسلمين على (إضافة) عام دراسي تاسع، دون (فَصْلْ) التلاميذ بمدارس (مُستقلَّة/مُنفصلة) وفقاً لـ(فئاتهم) العُمْرية الـ(مُتفاوتة)، بما يُوقف و(يَحِد) من هذه الكارثة الإنسانية في حق أطفال السودان!

حيث قام المُتأسلمون – عبر جهازهم الأمني – بمُصادرة عشر صحف هي (الخرطوم، آخر لحظة، الجريدة، الرأي العام، الانتباهة، التيار، اليوم التالي، ألوان، السوداني والأخبار)، مع قرار بتعليق صدور (الانتباهة وآخر لحظة والخرطوم والجريدة) إلى أجلٍ غير مُسمَّى! ووفقاً لمُستند – عبارة عن مُذكِّرة داخلية بترويسة جهاز الأمن والمُخابرات (فرع الإعلام) – فإنَّ سبب هذه الـ(مَتَاهَة) الإسلاموية الجديدة يعود لـ(خَبَرٍ) أوردته الصُحُف المعنية، بشأن (تنامي) ظاهرة التحرش بطلاب المدارس (من قِبَلْ بعض سائقي المركبات الخاصة بترحيلهم)! استناداً لـ(إفادات) إحدى الـ(ناشطات) في ندوة أقامتها الجمعية السودانية لحماية المُستهلك! وهنا نعود لنُذكِركم بما قلناه، في مقالتينا المُشار إليهما أعلاه، بشأن الـ(تمويهات) الـ(إسلاموية)، وافتعالهم لأحداث (وَهْمية) لتغطية مشاكل (حقيقية) يصنعونها، مُستفيدين من سيطرتهم على مُؤسَّسات الإعلام، واستخدام وسائل الاتصال المُختلفة كالفيس بوك والواتساب وغيرها، عقب تسريب الشائعات والأخبار الكاذبة الـ(مدعومة) بالوثائق! وهو ما (أصرَّ) عليه الـ(مُتأسلمون) في هذه الزوبعة (مُصادرة الصحف وتعليق بعضها).

فالناظر لهذه الواقعة، مع المُستند المُسرَّب من جهاز الأمن الإسلاموي (يعتقد) بأنَّ السبب هو (نشر) إفادات الناشطة بشأن تحرُّش (بعض سائقي المركبات بالتلاميذ)، و(في المدارس الخاصَّة حصراً)، وهو (تغبيشٌ) واضحٌ وصريح للرأي العام السوداني، و(إلهاءٌ) عن الكارثة الحقيقية (مُمَثَّلة) في السلم التعليمي الذي (أُضيفَ) له عام دراسي (تاسع) اعتباراً من هذا العام، وإبقاء هؤلاء التلاميذ بفئاتهم الـ(عُمرية) الـ(مُتفاوتة) في مكانٍ واحد (بلا رقابة) لفتراتٍ طويلة، لا يحدث فيها (تحرُّش) فقط بل (اعتداءات جنسية) كاملة! إذ لا يُعْقَلْ بقاء الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ(7) سنوات مع صبية تتجاوز أعمارهم الـ(17) عام، وهي أوج مرحلة المُراهقة بما فيها من مُمارسات سلوكية خطيرة على الفئتين (الأطفال والصبية)! وهو ما (حَذَّرنا) منه الجميع مراراً وتكراراً، وآخرها مقالتينا أعلاه، وطالبنا أولياء الأمور بـ(مُناهضته)، تلافياً لتعريض جميع الأطفال الذين سيدخلون المدارس لأوَّل مرة هذا العام لأخطار التعديات الجنسية، التي وقع فيها أعداد (مُقدَّرة) ممن سبقوهم!

استغلَّ المُتأسلمون إفادات الناشطة (التي لا ننكر جهدها وحرصها)، فقاموا بهذه الـ(مَتَاهَة) و(دَعْمها) بوثيقة من جهازهم الأمني لـ(يبدو) الأمر أكثر (منطقية) للمُتلقي، و(يصرف) أنظار الشعب السوداني عن المُصيبة الأكبر (وهي السلم التعليمي)، و(يحصرها) فقط بـ(تحرُّشات) تحدث من (بعض) السائقين وخلال (الترحيل) فقط، وفي المدارس الخاصَّة (حصراً)! وعلى هذا، يتم (تمرير) كارثتهم التي (حَذَّرنا) الآباء منها، وهي مُناهضة (كارثة) السلم التعليمي وما يترتب عليه من تبعات يدفع ثمنها فقط أبناء العامَّة!

ولنتساءل جميعاً، عن الـ(مُستند) الـ(مُسرَّب) من جهاز الأمن الإسلاموي، والمكتوب (بخط اليد) كيف (تَسَرَّب) ومن الذي سَرَّبه ولماذا؟ مع مُلاحظة أن توجيهات جهاز الأمن الإسلاموي بـ(مُصادرة) الـ(صُحُف) السابقة تكون شفاهةً (ودون مُبرِّرات، فكيف يكتبونها بشكلٍ واضح هكذا هذه المرة ولماذا)! كما وأنَّ (مُكاتباته) مطبوعة في الحاسوب (وليست بخط اليد)! ولنتساءل (بعقلانية أكبر) أيُّهما أخطر، التحرُّش خلال الترحيل من قبل السائقين أم تواجُد الطفل ذو السبع سنوات مع مُراهق لا يقل عمره عن (17) عاماً في (حوشٍ واحد) وبلا رقابة لساعاتٍ طويلة؟! وبالنسبة للـ(صُحُف) الـ(مُصادَرَة) أو التي تم (تعليق) صدورها، ومع تقديرنا العالي لحرية الصحافة، فإنَّها (ما عدا صحيفة الجريدة)، إما لمُتأسلمين أو (مُوالين لهم)، وبعضها خاسر أي يبحث عن طريقة للنجاة أو التوقُّف! هل قرأتم (بياناً) أو سمعتم (تصريحاً) لأحد الناشرين (يشجُب) فيه ويعترض على ما جرى؟! فصمتهم الغريب هذا (أي الناشرين) يعني أنَّهم يعلمون، بل يثقون، بأنَّ (حقوقهم) محفوظة، إنْ لم تكن معها (حوافز) ومُكافآت! فكلٍ منهم يعمل في إطار المنظومة الإسلاموية الـ(خبيثة)، وكلٌ له دوره الذي يلعبه بـ(احترافية) وبلا (اعتراض)! وبمعنىً آخر، لديهم (توجيهات) ينفذونها في إطار الأدوار المرسومة (بعناية) لكلٍ منهم!

المُحصِّلة، أنَّ الأخطار ما زالت ماثلة أمام أطفال السودان، لا سيما الداخلون لمرحلة التعليم هذا العام لأوَّل مرة، والذين سيجدون أنفسهم في مُواجهة مع صبية مُراهقون (تتحَكَّم) فيهم الغرائز قبل العقول، وليس في ترحيل مدارس الرياض الخاصة، إنَّما في فصولٍ من الـ(قَش) مُقامة في مناطق خلوية كما في العديد من الولايات! مما يزيد، بل يؤكد، تعرُّضهم للاعتداءات الجنسية (وليس فقط تحرُّشات)! ولا اعتقد بأنَّ أباً أو أماً عاقلة (تقبل) بتعريض (فلذة) كبدها لهذه التجربة المريرة، والتي سيترتَّب عليها مشاكل كارثية لا يعلم مداها إلا الله، ودونكم الواقع الماثل.

فيا أولياء الأمور من أفراد شعبنا السوداني الطيب، لا تنساقوا خلف (أكذوبة مُصادَرة الصُحُف) و(مُبررها) الـ(محدود)، وانتبهوا لأطفالكم لا سيما الذين سيدخلون المدارس لأوَّل مرة هذا العام، وناهضوا هذه الكارثة حتَّى لو منعتوهم من الدراسة، فالهدف هو حمايتهم من (مُصيبة) و(جريمة) صنع أسبابها المُتأسلمون بخبث على مدى عقدين ونصف، وقاموا بتعزيز هذه الأسباب بقرارهم الكارثي الأخير. عليكم مناهضة هذا الأمر بكل ما أوتيتم من قوة، فأنتم تحمون أبناءكم، ولا مجال للتراخي أو التردُّد أو الخوف، فأنتم مسئولون عن هؤلاء الأطفال أمام الله، وستُحاسبون عن تراخيكم في حمايتهم من المخاطر التي يتعرَّضون لها ومآلاتها الحزينة.. والله المُستعان.

وصلة المقالة:

http://www.sudanile.com/index.php?option=com_content&view=article&id=83117:2-17&catid=34&Itemid=55 <http://www.sudanile.com/index.php?option=com_content&view=article&id=83117:2-17&catid=34&Itemid=55>

 

آراء