الآمال للمرحلة الجديدة من عمر السودان بعد الانتخابات

 


 

 

انفض  سامر الصراع  والجدل بين السلطات الحاكمة  والمعارضة التي أصابها التشتت والفرقة طوال 25 عاما  وكانت دوما تراهن على انقسامات الأجهزة الحاكمة تمشياً مع فرقتها المزمنة ودخلت حلبة الصراع بآمال وتمنيات الحوار المطروح عله يفضي  لمشاركة في الحكم وخاب الظن وتبددت الآمال بقيام الانتخابات بكل أوصافها الشرعية والغير شرعية ، وتوقفت الى حين أصوات الوصولين سعياً  وراء وزارة اتحادية أو ولائية أو حتى محافظة محلية وملأت الساحة ضجيهم تارة بالتصريحات الهوجاء وأخرى بالنفاق والرياء وخاب ظنهم وتكسرت طموحاتهم ،  وتم الاعلان عن التشكيل الجديد الذي اختاروا له رقماً  لا يدعو للتفاؤل يونيو 67 عام النسكة  ليواكب اختيار 67 وزيراً في يونيو 67 فهل هي مصادفة أم موعد لسنوات مجهولة يتبنى مطلقوها المستقبل السعيد لشعب السودان الذي عانى الويلات لعقود ؟ أم هي استمرار لنهج في كبت الحريات العامة واستشراء الفساد والمحسوبية طالما الكثرة  تطغى على القلة في تنفيذ برامج التطور والنماء الذي طرحه رئيس الجمهورية للمرحلة القادمة.
لقد توقع الكثيرون الاعلان  عن حكومة قومية بفترة محددة لتولى المرحلة القادمة والانتقال السلمي للسلطة ولا نقول خاب ظنهم لأن هذا نهج الأحزاب الشمولية والتفرد بالحكم  مهما كانت العواقب على الرغم من أمنيات الناس  بالانتفاضة الشعبية  وقادة المعارضة في صراعاتهم وتشتتهم ، ولعل من القليل الذي تم من انجازات في التعديل الوزاري  النقاط التالية :-
1-ابعاد الذين فاحت  أخطاؤهم  بالسماد الفاسد   والذين تسببوا   في انهيار أكبر مشروع في الشرق الأوسط وأفريقيا وهو مشروع الجزيرة وغيره من المؤسسات القومية  وابعاد المنادي بأكل الضفادع واشاعة  السموم في المحفل الصحي الذي يحمل تاريخاً حافلاً بالإنجازات لولاته السابقين.
2-  اكتسبت وزارة الخارجية السودانية  سمعة طيبة منذ فجر الاستقلال وبقيادة نخبة من الدبلوماسيين الأفذاذ وكانت محل اعزاز للسودانيين واعجاب من دول العالم فكانت لهم الريادة في قيام منظمة الوحدة الأفريقية وحل نزاعات الدول والصوت الداوي في الأمم المتحدة باسم الدول العربية  وتميز قادتها بإمكانات معطاءة في العلوم السياسية والاقتصاد والأدب والشعر  وقد انحدروا من بيوت عامرة  بالنقاء. إلا أن السنوات الماضية شهدت تردي للعمل الدبلوماسي السوداني وليس ادل على ذلك من تردى العلاقات الخارجية مع الدول عبر سنوات علماً بأن شخصية وزير الخارجية تلعب دوراً رئيسا في قيادة السفينة  والحق يُقال أن الدكتور إبراهيم غندور يتميز بأخلاق عالية  وهي أهم الصفات المطلوبة.
3- لعل تكوين آلية لمحاربة الفساد تتبع للرئاسة مباشرة أمر مطلوب ولكن اختيار وزراء في القصر الجمهوري كان لهم دور في المرحلة السابقة يجعل المهمة مشكوك فيها وكان الأجدر اختيار عدد من  الذين اتصفوا بالأمانة طيلة حياتهم وبلادنا زاخرة بهم.
4- إن رفع شعار تحسين ظروف المعيشة وهو شعار رنان من الممكن أن تذروه الرياح  ما لم  يرتبط بخطوات عملية  يشعر بها المواطن والأسرة السودانية وقد لا يعلم البعض أن الانجليز في عهد الاستعمار استحدثوا علاوة لتحسين مستوى المعيشة للموظفين والعمال  وقد ضاعت وتاهت في الحكم الوطني وأسموها Cost Of Living Allowanceفماذا سوف تقدم الانقاذ بعد هذه السنوات العجاف  من المعاناة والصبر على المحن.
لقد اتسمت الشخصية السودانية بالمصداقية والشجاعة  والصبر وقد عانت من الوعود السابقة  التي كانت فترات ظلامية وأسموها الحكام ابتلاءات فكانت تصيب الناس ولا تصيبهم ودخلت في معاجم  الشعب السوداني لأول مرة عبارات الفقر والعوز ، لذا فالناس على موعد ما وعدت به السطات في برنامجها الاصلاحي وبرنامج النهضة.
وأردد ما طرحته أكثر من مرة على صفحات هذه المؤسسة الاعلامية أن الحوار الوطني بصورته المطروحة لا يمكن وصفه إلا بنقاش وحوار الطرشان خاصةً ان أحزاب الحكومة قد جاوزت  عددها أصابع اليدين وما خفي أكثر أما أحزاب المعارضة فبالعشرات ناهيك عن الحركات حاملة السلاح والذي يتلخصفي   :
     (لقد كانت الفرصة سانحة وفاتحة خير لشعبنا لوتضمن نداء السودان  قيادة جماعية بقيادة رجل رشيد ولماذا لا يكون الامام الصادق المهدي ممثلاً لكافة قوى المجتمع المدني  وآخر من حملة السلاح  وثالث من القوى الوطنية الذي يشهد لها شعبنا بالتجرد والوطنية الصادقة وهوالدكتور ابراهيم منعم منصور لقيادة الحوار مع  السلطة الحاكمة بشرط أن يكون الجانب المتفاوض من جانب المؤتمر والحكومة بنفس المستوى وصاحب قرارات  وهو أمل معقود حتى اليوم وربما يكون مخرجاً من المستنقع السياسي الذي وصلت اليه البلاد ولماذا لا تكون المفاوضات داخل البلاد بعفو شامل من الجانبين وأمان برعاية شعب السودان ، لا ندري ما تخبئه الأيام  والشهور القادمة من ارهاصات لانتفاضة شعبية ولمزيد من الاحتراب وربما يكون مخرج التفاوض المحدود هذا بداية لوقف نزيف الحروب  ومعاناة شعب السودان والله المستعان).
 


shamsaldeeni@aljazeera.net
/////////

 

آراء