لا للأحكام الظالمة والتعميم المخل

 


 

 


noradin@msn.com
كلام الناس

    *أحياناً أفكر في التوقف عن الكتابة لأننا فشلنا عملياً في دفع بلادنا نحو آفاق المستقبل بسلام‘ بل في كثير من الأحيان أشعر بأننا نسير إلى الخلف وأن الكوارث تلاحقنا كاللعنات.

    *هذا الحال ليس قاصراً على السودان  ولا على دولة جنوب السودان التي خرجت من رحم السودان وورثت عنه ذات الادواء الجينية التي حملتها معها منذ أن كانت في حضنه‘ وإنما في كل دول عالمنا الذي ما زال تحت النمو.

    *بدلاً من السعي لحلحلة مشاكلنا والتعاون الإيجابي فيما بيننا لمصلحة بلادنا وشعوبنا - أصبحنا بما يفعله بعض السفهاء منا - "خميرة عكننة" في العالم الذي مازال يفتح صدره ليحتضن اللاجئين إليه إنسانيا.

    *نقول هذا بمناسبة بعض الجرائم الإرهابية التي أصبحت تنسب للإسلام والمسلمين بفضل الثمار  المرة لجماعات الغلو والعنف وكراهية الآخر التي جعلت من الذين يلتحقون بها  قنابل متحركة بعد ان أفرغتهم من إنسانيتهم وحولتهم إلى أدوات صماء عمياء.

    *جماعات الغلو والعنف للأسف تتبنى طوعاً بعض العمليات الإرهابية وتدفع دفعاً بحكم عمليات الاختراق المنظمة إلى أعمال موظفة لتشويه سماحة الإسلام والمسلمين - حاشا لله - من هذه الاعمال التى جعلت البعض يتجرأ عليهم.

    *نعم هناك أئمة ودعاة ومنابر دينية تجتهد في محاصرة تيارات الغلو والعنف وكراهية الآخر‘ لكن إزدياد حالات الجرائم الإرهابية في العالم لا تترك فرصة لهذه الأصوات المعبرة عن حقيقة دين الرحمة والسلام والخير للعالم.

    *فجعنا قبل أيام بخبر طرد المسلمة المحجبة التي حضرت المهرجان الانتخابي لمرشح الحزب الجمهوري الامريكي  المحتمل للرئاسة الامريكية دونالد ترامبل التي أرادت أن تسمع صوت المسلمين بسلام في هذا المهرجان.

    *حسب ما ورد في الواشنطن بوست فإن روز حميد - وهذا هو اسم المسلمة المحجبة -  البالغة من العمر٥٦ عاماً كانت تجلس في المدرجات عندما كان مرشح الجمهوريين يتحدث‘ كانت ترتدي حجاباً وكنزة زرقاء مكتوب عليها"سلام .. لقد أتيت في سلام".

    *كان المرشح الجمهوري يقول : إن آلاف اللاجئين الذين يلجأون من الحرب في بلادهم كانوا ينتمون في الأصل لتنظيم داعش .. وفي هذه اللحظة وقفت روز حميد في احتجاج صامت على هذا الحكم الظالم .

    *أسرع أفراد الأمن بالقاعة لإخراجها بحجة أنها تحمل قنبلة قابلة للانفجار‘ لكن لحسن الحظ وللعدالة المحترمة التي تتميز بها مثل هذه البلاد الديمقراطية التي لاتدعي لنفسها رسالة  إلهية أتاحت لها فرصة التعبير عن موقفها في قناة ال CNN.

    *قالت روز حميد في قناة  CNN إن بعض الذين كانوا يجلسون جوارها في القاعة كانوا لطفاء معها واعتذروا لها بينما اتهمها آخرون بأنها كانت تحمل قنبلة‘ وأضافت قائلة إن اغلب مؤيدي هذا المرشح لم يجلسوا عن قرب مع مسلمين‘ لذلك فكرت في حضور مهرجان هذا المرشح والتعبير بسلام عن احتجاجي على تصريحاته المعادية للإسلام والمسلمين.

    *التحية لهذه المسلمة التي أسمعت صوتها وعبرت بطريقة سلمية عن سماحة الإسلام واعتداله وتعايشه الإيجابي مع الآخر‘   في وقت تزداد فيه حاجتنا  لتكاتف الجهود لمحاصرة تيارات الغلو والعنف وكراهية الاخر وأن نقول أيضاً لا للأحكام الجائرة  والتعميم المخل.

 

آراء