كلام الناس
*قبل حوالي العامين كنا مجموعة من الصحفيين في زيارة ميدانية لولاية جنوب دارفور‘ وكالعادة لم نسلم من نقد والى الولاية ولا أركان حربه وهم يدافعون عن إستتباب الأمن في الولاية‘ وأن الصحفيين كثيراً ما يهولون الأخبار.
*تصدينا لاتهاماتهم وأوردنا بعض الأحداث التي وقعت في الولاية ودافعنا عن المراسلين الصحفيين بالولاية‘ واستمر برنامج زيارتنا الصحفية للولاية وسط إجراءات أمنية مشددة ليثبتوا لنا أن الأمن في الولاية مستتب.
*لم تتوقف الأحداث المؤسفة في دارفور‘ كما إستمرت الزيارات الميدانية للوفود الصحفية‘ وليس بعيداً للأذهان ماحدث للوفد الصحفي الذي زار الولاية مؤخراً للوقوف على أحد المناشط الثقافية.
*لسنا هنا بصدد الحديث عن الأوضاع الأمنية في دارفور وفي غيرها من المناطق التي مازالت تعاني من النزاعات والإعتداءات المسلحة التي لم تتوقف‘ لكن ما يزعجنا حقاً هذا التقليل المريب من عدم الوصول إلى إتفاق سياسي شامل ولا حتى جزئي مع قوى المعارضة ولا حتى الحركات المسلحة.
*بل هناك فرح غريب بتوقيع الحكومة على مقترح خارطة طريق الالية الأفريقية منفردة مع رفض الحركات المسلحة وحزب الامة القومي‘ وإستمرار المناورات السياسية مع المنشقين والموالين بلا طائل.
*"السوداني" ظلت تتميز بتقارير وتحقيقات واستطلاعات ميدانية حول مجريات الأحداث بعناوين معبرة عن إستمرار الأزمات السياسية والإقتصادية والأمنية مثل التقرير الذي كتبه صديق محمد عثمان ونشر في عدد أمس بعنوان"خارطة طريق ووطن على مفترق الطرق".
*يتم هذا وسط تصريحات مربكة تؤكد فيها الحكومة أن خارطة الطريق غير قابلة للتعديل‘ فيما تعلن الية ٧+٧ المختلف عليها عزمها لتفعيل التواصل مع الأحزاب الرافضة للحوار‘ وفي نفس الوقت تصر الحكومة على رفضهاقيام المؤتمر التحضيري.
*لن نتحدث عن مساعي رئيس حزب الأمة الإمام الصادق المهدي ودعوته لرئيس لجنة الوساطة الأفريقية للضغط على الحكومة لقبول تحفظات المعارضة و"توضيحاتها" - التي أجهضت مبادرة السلام السودانية - قبل الإنقاذ بعام - ولا عن تصريحات تحالف قوى المستقبل برئاسة الدكتور غازي صلاح الدين الذي لم يفاجئنا بقوله أن اللقاءات مع الية ٧+٧حققت كل المطلوبات .. لأن الواقع الماثل يؤكد إستمرار الإختناقات السياسية والإقتصادية والأمنية.
*تعالوا نقرأ معاً ما كتبه عبد الحميد عوض في الصفحة الرابعة من عدد الخميس الماضي تحت عنوان "تفاصيل سرقة عربة تنتهي بفيلم مرعب"‘ وهو يسرد لنا أحداث رواية درامية متعددة الفصول إنتهت بالفعل بفيلم مرعب.
*بدأت الرواية بسرقة عربة عبد الحميد عوض في نوفمبر العام الماضي‘ تنقلت العربة المسروقة بطرق مختلفة إلى أن إستقر بها المقام في نيالا‘ ولاداعي لأحكي لكم تفاصيل المساعي العجيبة التي قام بها عبد الحميد لاستردادها إلى أن وقع حادث حركة للعربة المسروقة في طريق نيالا الجنينة.
*لاداعي لشغلكم بتفاصيل ماجرى بعد ذلك فقد إقتحمت مجموعة مسلحة قسم الشرطة بنيالا و"حررت" المقبوض عليه في حادث السيارة المسروقة .. واترككم تواصلون متابعة الموقف بطريقتكم‘ لكن لا تنسوا أن تتذكروا أن الحكومة وقعت على خارطة طريق الية ثامبو أمبيكي .. وتركت السودان يسير في طريق مسدود.