إسعاف المستشفيات وليس حراستها
كلام الناس
*أثارت واقعة الإعتداء على مستشفى أمدرمان الكثير من الكتابات والإجتهادات المتباينة فيما إهتمت الجهات الرسمية بتأمين حراسة الأطباء من هذه الإعتداءات التي تكررت في الأونة الأخيرة.
* من ضمن التأويلات الغريبة التي أعقبت هذا الإعتداء القول بأن المعتدين كانوا سكارى وتمت ملاحقات بعض المشتبه بإشتراكهم في الإعتداء على المستشفى‘ والقول بأن بعض الأطباء يعانون من خلل نفسي وأنهم في حاجة لمعالجة نفسية!!.
* قبل الخوض في أمر هذه الإعتداءات المرفوضة - مهما كانت المبررات - لابد من القول بأن الخلل ليس في الاطباء والأطباء أنفسهم ضحايا للأوضاع المؤسفة في بعض المستشفيات.
*تعالوا نقرأ معاً بعض مارصدته هاجر سليمان في الصفحة الثالثة من "السوداني" عدد الأحد الماضي في تقريرها الصحفي تحت عنوان "إستمرار للظاهرة - تفاصيل أكبر إعتداء على الأطباء".
*بعد أن نقلت هاجر صورة قلمية لحال الأطباء والسسترات وهم/ن يباشرون عملهم/ن في غرفة الطارئ الأولى بمستشفى امدرمان أوردت تفاصيا وصول حالة المريض الذي جاء للمستشفى وقد غطت ملابسه الدماء إثر ثلاث طعنات في الصدر.
* ذكرت أيضا كيف أن الاطباء قرروا تحويله إلى مستشفى الشعب بالخرطوم لإجراء عملية جراحية عاجلة وكيف أن مستشفى الشعب رفض إستقبال الحالة‘ كما رفض الإسعاف الحضور إلا بعد قبول المستشفى المستقبل للحالة.
*في البدء لايمكن إعفاء المسؤولين في وزارة الصحة عن عدم توفير المعينات اللازمة للعمل الطبي في المستشفى خاصة إحتياجات قسم الطوارئ للأجهزة والمعينات اللازمة لمعالجة حالات الطوارئ العاجلة.
*أوضاع عربات الإسعاف مؤسفة وبعضها لا تتوفر فيه أي أجهزة إسعافية‘ كما أنه من الصعب تحريكها وسط إجراءات إدارية روتينية لاتتناسب مع طبيعة عملها الإسعافية.
*مرة أخرى نؤكد رفضنا وإدانتنا لسلوك بعض ذوي المرضى بالإعتداء على الأطباء وعلى الأجهزة والمعدات الطيبة‘ مثل ما حدث في طوارئ مستشفى امدرمان حيث تم إنتزاع اجهزة تنفس الأمر الذي تسبب في وفاة مريضة في الحال.
*كما قال المدير الطبي لحوادث مستشفى امدرمان د. محمد هارون في ذات التقرير الصحفي هذه ليست المرة الأولى يتم فيها الإعتداء على الأطباء وأنهم إستعانوا بالشرطة من قبل للسيطرة على الموقف‘ لكننا نرى أن المعالجات يجب أن تتجه نحو تلافي أسباب القصور في المستشفى وتوفير أطباء الإختصاص والأجهزة والمعدات اللازمة للعمل .
*يعلم وزير الصحة الإتحادي والوزير والولائي وكل المسؤولين في القطاع الصحي أن الخلل ليس في مستشفى أمدرمان وحدها وأن حراسة الشرطة لن تعالج أوضاع المستشفيات الأكثر حاجة لإسعاف حالها قبل السعي لحراستها.
noradin@msn.com