الكابوس (1-3)
د. الوليد آدم مادبو
16 February, 2017
16 February, 2017
إن الشخصية السودانية تمثل اشكالا للنهضة القومية هو اشبه بالأحلام المزعجة التي تؤرق الشخص في منامه، فلا هو قادر على طردها كي يهنأ بمنامه ولا هو مالك للجرأة اللازمة للإقرار بها حال اليقظة -- ريثما يتخذ من التدابير ما يعينه على التخلص منها في المستقبل. ولذا فهو يصحو منزعجاً وينام مكتئبا. لا يمكن لنهضة أو تنمية مستدامة أن تحدث إلا إذا استطاعت النخبة فك شفرة شخصية الثقافية والاجتماعية، لأن الانسان هو وسيلة التنمية وليس فقط الغاية منها. فالأنسان المقهور، مثلا، أو الخائف لا يستطيع أن يتنقل بسلاسة بين المحطات الرئيسية في دورة تصميم وتنفيذ السياسات: هو لا يستطيع أن يبدع أو أن يبتكر في محطة العلم (فهو يحيل كل ما يستصعب إلي البعد الغيبي)، هو لا يستطيع أن يناكف مطالباً بحقه في محطة السياسة (بل إن جميع ما يناله هو هبة أو منة وليس حقاً)، هو لا يستطيع أن يناقش الحدود الأخلاقية التي يراد منه الامتثال لها في محطة القيم (بل يفضل تجاوزها خلسة والرجوع إليها جهرة). هذا حال الانسان الخائف، ما بال الطامع؟
الشخصية السودانية مثلها مثل اي شخصية في العالم يتساكن فيها الصالح والطالح، تتقاطع فيها النقائض وتتفاوت فيها الرغائب ويتجاوز بعضها البعض متأثرا بدور المؤسسة الاجتماعية (أو السياسية) في الترشيد أو فعل النخبة في التخميد أو تكبيت الصفات الحميدة وانتخاب تلكم الذميمة. نحن لا نملك أن نغير خصائص الذات السودانية أو أن نعيد صياغة البنية بالكلية للتاريخ مناقشة ومناهضة لتفاصيل الاجتماع الحضري أو الرعوي، لكنّا نملك أن نستحدث من النظم ما يجعل الانسان يجود طوعا (أو قسرا) بأفضل ما عنده وليس أسوأ ما عنده، كما هو حادث الان.
لا أخال النخبة نفسها واعية بهذه الاشكالات، أو إنها أحيانا تتعمد تشبيك الطلاسم لإضاعة معالم الشخصية السودانية. ومن هنا نفهم تعسر كآفة المحاولات للنهوض للبلاد بالرغم من حسن النوايا -- وذلك في بعض الأحايين. إن "نظرية العقل الرعوي" والتي أفاض في إيضاحها الدكتور النور حمد هي أولى المحاولات الجادة الرامية للبحث عن العلة، ليس أقل منها أهمية نظرية "التحليل الفاعلي وتحديات النهضة" للدكتور الشيخ محمد الشيخ. بيد أنه يلزم ألا تقتصر مهمة علماء الاجتماع والادباء والفلاسفة، إنما الاعتناء بالحقل الثقافي، تثوير هو انتقاء منه ما يصلح الشأن التنموي.
إن التمجيد أو التبخيس لهذه الشخصية أمر لا يجدي، لأنا ليس بصدد إعداد مناقصة قد يفوز بها إحدى المقاولين والذين فشلوا حتي الان في إعداد الصرح الانساني المنشود فأكتفوا بسرقة الصرفية الاولي وهاهم يناكفون الأن لأخذ الصرفية الثانية والثالثة.
أذكر أنه أقيمت ندوة في إطار التواصل بين جيلين بالنادي العائلي بالخرطوم 2 وذلك قبل فترة، ابتدر الحديث فيها اللواء قدور واسترسل ممجدا لإنسان السوداني ومشيدا لخصاله "النادرة" وعظمته "الغائرة" في متن التاريخ. لم أشأ ان أدخل معه في مناكفة واكتفيت بسرد بعض مؤشرات التنمية العالمية والتي تندد بسجلنا الاخلاقي (غير الانساني بالمرة) وذلك قبل المآسي الاخيرة وحرب جبال النوبة والانقسنا. فما كان منه إلا أن التفت لأحد الجالسين بجواره في المنصة دون أن ينتبه الي أن الميكرفون الذي يليه كان متلهفا لالتقاط أنفاسه وقال له "أنت ود مادبو دا شيوعي ولا شنو" (بخت امُ الشيوعيين فكل المزايا باتت تنسب لهم، البسالة والنزاهة وحتي الموضوعية)!
أعلم أنني أقوم بمقامرة في محاولتي لتحديد الصفة المحورية أو المركزية في الشخصية السودانية، لأن الشخصية هذه، كما يقول الصحفي والمحلل السياسي أمير صديق، هي نفسها في طور الانصهار أو الاضمحلال لكنها لم تتبلور بعد. ريثما يتحقق ذلك فإنني وبعد تفكر وتدبر أزعم إنا حد أهم هذه العلل حسب رأي هو غياب ثقافة الاستحقاق -- الأمر الذي له صلة سنبينها فيما بعد بالدولة التي تم إسقاطها علي واقع بدائي وأمة لم تتبين بعد أو تتخير سبل منهجية (أو مؤسسية) لتحديد خصائص الاجتماع. يستحيل للبلاد المتخلفة ان تنمو مستخدمة الجينات الوراثية للدولة القومية التي تبلورت فيها القومية قبل السلطة السياسية، لا سيما أن الخلل الوظيفي لهذه الدولة يتبين في عدم قدرتها علي اجتراح المعجزات بالدخل الضئيل الذي تحصل عليه من الصادرات الاولية او القليلة التصنيع. وهي إذ تسعي للإيفاء بحاجات الأكثرية المتزايد (انتشار الانماط الاستهلاكية وهجرة سكان الريف لقراهم) فإنها تفتقر الي الجدارة الائتمانية نتيجة لارتفاع اسعار الفائدة، انخفاض القدرة الشرائية والفقر المدقع وفقدان الدولة سيطرتها علي الاقتصاد الوطني في ظل العولمة وانتقائية الشركات العابرة للحدود. يعني ببساطة "هو في البير ووقع فيهو فيل": قبل أن تتحول غالبية السكان القادمة من الريف الي طبقة وسطي عريضة تعي واجباتها المدنية وحقوقها الديمقراطية، تقلصت السيطرة الوطنية علي الاقتصاد إلا من بعض الخدمات التي تستدر بها النخب المركزية عطف أهالي المدينة (لا تعجب إذ قلت لك أن العملة الصعبة التي استخدمت في بعض السنوات في استيراد الكريمات قد فاق تلك التي استخدمت لاستيراد التركتورات)،تأكل جوهر الديمقراطية وتقلص الشعور بالانتماء الي الأمة او المجتمع (خرافة التنمية، ازوالدو دو ريفيرو، 2007).
يقول الاستاذ الدكتور برهان غليون أنه "لا قيمة لإرادة السيطرة من دون وجود وسائل تحقيقها مادياً" (الدين والسياسة، غليون ص25)، وإذ عجزت الدولة عن فرض سيطرتها ماديا فإنها لجأت الي حيل معنوية تبسط بها نفوذها الوهمي مشجعة بذلك ثقافة "المغنم" ومستدفعة حد اليأس أو نافية قيم "الاستحقاق." لا غرو، قد استحالت كل قيم الإثراء الي قيم فناء، وتبدلت معاني الكبرياء والاباء حتي صارت سبل هوان، صغار وازدراء (للذات وللأخرين). أنظر الي النخب في كل مناحي البلاد وهي تطالب المركز بمزيد من المحليات، علما أنها تشكل عبئا علي أهاليهم، لكنهم يرغبون في حصول ذويهم علي مناصب برلمانية ودستورية ولا يجرئون في المطالبة بتنمية حقيقية تعود عليهم وعلي الاهالي بالنفع. لقد صار الحق منَّة نتيجة لضعفهم وهوانهم، بل إنتهازيتهم وتلهفهم للوقيعة ببعضهم البعض، فكان أن قال لهم نافع "إنتو قبل الأنقاذ كنتو تحلمو بكهرباء!"
هذا تعامل الإسلاميين مع أهليهم من الشمالية، أما تعاملهم مع أبناء غرب ففيه العجب. إذ لا يكتفون بالوقيعة إنما يوفرون أيضا الذخيرة عبر مخبريهم من كل قبيلة. حتي اذا ما وقعت الفتنة إستشرفتها النخب المقيمة بالداخل وبالخارج، وهي لا تسعي لنزع فتيل العداوة أو تناول الواقعة بالتجريح والتحليل إنما استثمار المحنة كي يجد كلٌ مكانته وسط أهله وتستعظم خانته. ليس أضل في هذا الصدد من نخب الرزيقات والمعالية أو الزيادية والبرتي أو القمر والفلاتة، الي أخره من الثنائيات التي تروج لها نخب المركز كي تعفي نفسها من المسألة وإذا شئت المؤامرة. فتشتبك النخب الدارفورية (عرب وزرقة أو عرب وعرب أو جلابة وغرابة) في الفضاءات الاسفيرية وهي تألو جهدا في تمحيص هذا الواقع المتردي ونفي مرتكزاته العنصرية والجهوية معتمدة علي كسبها المعرفي وارتقائها الاكاديمي، إنما فقط مغالية في الديات وإذا شئت مطالبة بنظارات ووزارات.
لا سبيل لإحداث نهضة في مجتمع يعاني من أمية أبجدية ونخب تعاني من أمية حضارية، والأدهى انتهازية. لا يكلف المثقف السوداني (وهذا لفظ يطلق مجازا علي المهنيين، الاطباء والمهندسين والمحامين، الي أخره) نفسه مشقة التعلم والاطلاع فتبقى ثقافته نائية عن الواقع إذ لا يكلف نفسه المرور مجرد الوقوف على أخر منتجات المكتبات الوطنية. بيد أنه يبرع في التنظير الذي يتطلب إبقائه علي ثقافته في خانة وتدينه أو وعيه السياسي والاجتماعي في خانة أخرى. رغم تجاورهما فإن تدينه يظل بليدا، قد لا يختلف فهم المهندس للدين وفهم الكمساري؛ لو أن أحدهم مر علي مكتبة عزة أو مكتبة مروي أو مركز عبدالكريم ميرغني حال نزوله للإجازة لوفر علينا مشقة شرح.
كلما استثقلنا مهمة الاستنارة كلما تأخرت أو انعدمت مشروعية البناء الوطني. فغرس ثقافة الاستحقاق لا يتم إلا إذا تعمق الشعور بأهمية الاحتكام إلى دستور تسند مهمة تفسيره إلى جهة قضائية بإسناد وضعي يؤطر لألية التنافس الديمقراطي. إن من يحرم المواطنين في عالمنا المتخلف والبئيس من حقوقهم يحرمهم وهو مستند إلى شرعية إلاهية، أي أنه هو مندوب الاله (ومن هنا كان حرص الأباطرة جميعهم عبر التاريخ لألقاب دينية)، وهو إذ يفعل ذلك فإنما يفعله معتمدا إعفائهم من واجبهم. بمعني أنه لن يطالبهم بواجبات وهم حتما لا يجرؤن لمطالبتهم بحقوق. فكلا ينال ما ينال مغنما وليس كسباً. من هنا نفهم تردد الدول الاسلامية كآفة في دحض فرية الحظر التي فرضها الرئيس الامريكي دونالد ترمب عبثا علي بعض الدول الاسلامية، لأنهم إن فعلوا -- اي رؤساء الدول الاسلامية -- فقد تبدو حجتهم محض افتراء أو مجرد مقاربة انتهازية علي أحسن الأحوال.
إن المعركة في الغرب هي معركة بين الليبراليين أصحاب الفكر المتطور أو الإنساني والمحافظين أصحاب الفكر الرجعي أو المنغلق، وهي معركة تخاض بأدواتها ولا تحسم إلا بالاحتكام للدستور. أما عالمنا فما زال قابعا في الظلمة وسيظل لأن المعركة إن وجدت فهي بين عنصرين فاعلين (غير أصيلين) في معسكر الرجعية. أنظر الي المناظرة التي أجريت مؤخرا في التلفاز بين مريم الصادق وأمين حسن عمر. إذ الاولي تريد أن تستدل زورا علي شرعيتها بحجم الاستقبال والاخر يود أن يقول أن هذه الشرعية لم تعد حتي شرعية تاريخية -- لأنه ببساطة لا توجد إنجازات فعلية منذ المهدية حتي الأن -- إنما هو مجرد حفل وداع يليق بقائد اعطي كل الفرص فأضاعها وهو إذ يبرز في هذا الوقت العصيب إنما يستجدي عطف جماهيره والشعب أجمع كي يعطونه فرصة أخيرة لإقامة هادئة وسط طائفته وذويه. بيد أن الاخير يقع في المطب نفسه إذ يستدعي الذاكرة بهذه الصورة الانتقائية وينسي أنه إنما أعطي فرصة أعظم فأضاعها وذلك لا يمثل فقط تفنيدا لشرعيته إنما أيضا نفيا لحكمة مشروعيته. لعلنا نكون بذلك قد أبطلنا مزاعم الدولة الدينية (كتر خير الإنقاذ إذ لولاها لظللنا قرنين أخرين مستمسكين بأطناب الوهم)؛ حبذا قد أغلقنا أو أوصدنا الباب الي الابد في وجه الدعاوي الغيبية التي يتلبس بها زروا طلاب الدنيا الذين أفسدوا الامرين: فلا الدين أصبح أخلاقيا ولا السياسة عقلانية. إن من ورع الامام علي (رضي الله عنه) أنه لم يجرؤ -- رغم أهليته -- علي حسم الخلافات السياسية دينيا، بيد أن من جاءوا بعده ومن ادعوا نسبه اتخذوا الاهتهم هواهم فختم الله علي قلوبهم وسمعهم وأبصارهم واستحال علي الخاصة ارشادهم وهديهم.
لا يسعني التطرق لتجليات العلة المركزية في الشخصية السودانية قبل أن أبين تلكم السياسية لأن سلوك الافراد يتشكل بحسب مقتضيات المرحلة أو بحسب متطلبات الفصل المؤسسي. إن رجوع "القائد الملهم" يذكرنا بأن السياسي لا ينبغي أن يسأل نفسه عما فعله كي يستحق الاستقبال الأخير؟ لا يهم ذلك طالما المشروعية ستسند إلى دعاوى غيبية أو ماضوية وقد يتطلب ذلك توقيت تاريخ المجيئ مع "فتح الخرطوم." هو -- اي القائد -- مشغول بإعداد لجنة الاستقبال واستقطاب الدعم المالي لها لكنه غير معني بإجراء جرد حساب (بينه وبين نفسه) لما كان يمكن أن يفعله في غيبته تلك أو ما كان يمكن إنجازه ولو علي المستوي الطائفي الصغير في شكل منح دراسية للأحباب، مدارس، مساجد أو حتي بروش . أمَا المواطن ("الحبيب" في هذه الحالة) فيغتنم فرصة الاستقبال أو الاحتفاء الإعلامي ليظهر مكانته الشخصية، القبلية أو الاجتماعية أو حتى الطبقية، هو لا يكلف نفسه مراجعة قائمة الوعود التي قدمها ذات الشخص وليس حزبه في زيارته أو "هجرته" السابقة. هو عبارة عن شخص مستلب، لا تجدي معه فكرة "إعادة الصياغة" (التي لم يرد بها علي عثمان تحريره إنما استتباعه لصالح جهة أخري)، إنما تعميق فكرة الاستحقاق وتأصيل مبدأ الحقوق والواجبات.
لقد كان السيد محمد عثمان الميرغني وما زال أكثر اتساقا مع ذاته لأنه ظل مخلصا لفكرة الكهنوت ولم يدعي أو يتقلد يوما منهجا لإبطالها. في ذات مرة (عام 2010 بالتقريب) عزم السيد الذهاب الي الشرق لتدشين حملة حاتم السر الرئاسية وكان ذلك بعد غياب من أتباعه دام 25 عام أو يزيد. طلب من الحكومة توفير طائرة له لكنها ماطلته ولم تراع أن أتباعه كانوا منتظرين في مطار كسلا منذ السادسة صباحا، وهو بالطبع لم يشأ أن يستأجر طائرة من حر ماله. بل إنها تعذرت بإجراء إصلاحات في المطار حتي اضطر سلفاكير (جزاه الله خيرا) لتوفير طائرة أوصلت الوفد بعد مشقة كادت تودي به الي التهلكة في حوالي الساعة الخامسة أو السادسة مساءً. كل ذلك والكل يترقب لسماع خطبة الحفيد الذي لم يحفل بذكر اسم حاتم السر أو يومئ بنجوع حملته الرئاسية (لعله تفاديا للحرج مع الحكومة أو أنه استخفافا بشأن حاتم السر أو استعظاما لفكرة تزكيته من قبل الحفيد)، بيد أنه اكتفي بكلمة واحدة لم يزد عليها "أبشركم بقرب تحقق نبوءة السيد فلان والذي قال أن المسجد (مشيرا الي ناحية) يبنيه عثمان، يهدمه عثمان (قصده عثمان دقنه)، ويعمل علي إعادة بنائه عثمان (اي ذاته الشريفة). لا ندري حتي الان إن كان المسجد منَّة يشكر عليها أو حق يسأل عنه فالمعني في بطن الشاعر.
ليس الاشكال في محاولة الراعي الحفاظ علي أغنام ورثها من أبيه، إنما في رضا الاغنام المكوث في الحظيرة دونما وفرة في كلأ او ماء. لا يلام الرعاع علي غشاوتهم لأنهم انما يتبعون الكهنوت طلبا للخلاص الاخروي، انما تلام النخب التي تفضل الاذلال وتملق أبناء الالهة علي الاتصال بالجماهير وخوض معركة التنوير. اي أنهم يفضلون الغنيمة علي الاكتساب ويطلبون المكسب اراقة لماء وجوههم وضياعا لكرامتهم طالما أن ذلك يتم في الخفاء أو وراء الكواليس. لو أن رواد مؤتمر الخريحين، مثلا، صبروا هنيهة لما تجرأت الطائفية للعبث بمقدرات الشعب؛ لو أن دعاة المؤسسية لم يختلفوا فيلجأ بعضهم للاستعانة بالعسكر في محاولة لحسم خلافاتهم الفكرية لما استأسدت الامبريالية الاسلامية؛ لو أن المعارضين – من أبناء الريف خاصة -- ظلوا مبدئين لم تسطع كلا الفئتين (الطائفية والامبريالية الاسلامية) عقد تحالف باطني وعلني تتضرر منه الامة السودانية.