الراحل عيدي أمين (دادا) وتعقيبا على مقالة سعادة السفير الدكتور جمال محمد ابراهيم
تحية وتقدير سعادة السفيرفما قصدت بالتعقيب الا لأسباب معلوماتية في ذاكرتي ومن ناحبة أخرى قناعتي المطلقة بأن جيل المؤسسين للدبلوماسية السودانية والجيل اللاحق لهم قبل الفوضى العارمة التي اجتاحت كافة مرافق الحياة في السودان هم الأقدر علماً وتحريراً ونشراً لتاريخ السودان الحديث والمعاصر ومن أمثالكم من أتحفونا بكتابتهم الثرة وعلى سبيل المثال لا الحصر جمال محمد أحمد والحضري وبشير البكري وغيرهم من العقد الفريد بالاضافة لهندسة الدبلوماسية على يد محمد أحمد محجوب ومبارك زروق .
وعيدي أمين ،،،، فقد صادفت رحلتين أبتعاث في السبعينات كانت الأولى في الهند وكانت لدينا علاقة نسب بالسفير المرحوم حسن الأمين بجانب طاقم السفارة الذين كانوا على كفاءة عالية وكنا نجتمع في نهاية الأسبوع في سكني بدلهي 6جور باك وكان الحديث يدور حول انقلاب عيدي أمين فحكى سعادة السفير للجمع وجميعهم من دارسي البكالريوس والدراسات العليا بأنه قبل فترة شهدت توتراً في العلاقات بين السودان النميري وأوغندا عيدي أمين فأرسل سعادة السفير حسن الأمين مذكرة للرئيس نميري عبر الطرق الدبلوماسية ناصحاً بالتريث في العداء مع عيدي أمين مبررا بموقف عيدي أمين من التمرد في جنوب السودان وقد كان وزيراً للدفاع الأوغندي حيث حاصر التمرد قوة شمالية وكان لا بد فك الحصار من داخل الأرض الأوغندية وكان يقود القوة الشهداء بابكر النور وفاروق حمدالله وتحركت القوة من داخل منزل عيدي أمين لفك الحصار .
في مرحلة لاحقة كنت في النرويج لدراسات عليا أيضا وكان الأوربيون يتحاملون على عيدي أمين بصورة شرسة علما بأن مجلس الكنائس العالمي مقره النرويج وكان الهجوم على أساس أنه قائد مسلم في قلب القارة السمراء وكان من الزملاء الأوغندين يؤيد هذا الهجوم أما المسلم منهم فقد كان يمتعضد منه.
أما عن رحلة عيدي أمين الأخيرة الى المملكة العربية السعودية فقد كشفت بعض الوكالات ويمكن الرجوع اليها في الملف الصحفي الذي كان المصدر للاخبار قبل الفضائيات بأن عيدي أمين نال تدريبه في اسرائيل وتطوع بنقل ما لديه من معلومات ضد السعودية والعرب بصفة عامة فوجد الملاذ الآمن في أرض الحرمين الشريفين .
أما عن الطغاة فلا يصعب حصرهم على مدى المعمورة فمنهم من حكم لفترة تضاعف فترة عيدي أمين ومنهم من أكمل الثلاثون عاما والأربعيتية ولا يزال يتمطى مفاخراً بسنوات حكمه واليهم جميعا أهديهم أبيات من شعر أبي القاسم الشابي لتكون عوناً لهم في ساعات النوم ومرافقة لهم بفية حياتهم وبعد مماتهم .
أَلا أَيُّها الظَّالمُ المستبدُّ *** حَبيبُ الظَّلامِ عَدوُّ الحيَاهْ
سَخرْتَ بأَنَّاتِ شَعْبٍ ضَعيفٍ *** وكَفُّكَ مخضوبَةٌ من دمَاهْ
وسِرْتَ تُشَوِّهُ سِحْرَ الوُجُودِ *** وتبذُرُ شوكَ الأَسى في رُبَاهْ
رُوَيْدَكَ لا يخدعنْك الرَّبيعُ *** وصحوُ الفضاءِ وضوءُ الصَّباحْ
ففي الأُفُق الرَّحْبِ هولُ الظَّلامِ *** وقصفُ الرُّعُودِ وعَصْفُ الرَّياحْ
حَذارِ فَتَحْتَ الرَّمادِ اللَّهيبُ *** ومَنْ يبذُرِ الشَّوكَ يَجْنِ الجراحْ
تأَمَّلْ هنالِكَ أَنَّى حَصَدْتَ *** رؤوسَ الوَرَى وزهورَ الأَملْ
وَرَوَّيْتَ بالدَّمِ قَلْبَ التُّرابِ *** وأَشْربتَهُ الدَّمعَ حتَّى ثَمِلْ
سيجرُفُكَ السَّيْلُ سَيْلُ الدِّماءِ *** ويأْكُلُكَ العَاصِفُ المشتَعِلْ
أوالفجر قادم ياشعب السودان وشعوب العالم المقهورة .
Ismail.shamseldin@gmail.com