28 March, 2025

هل تكتفي الحركة الإسلامية بحكم النهر والبحر؟

إنّ انسحاب قوات الدعم السريع من الخرطوم دون مواجهات عسكرية، ينبئ عن انعقاد اتفاق تحت الطاولة بين الجيشين المتحاربين، ومن ورائهما المحورين الإقليميين الداعمين لكل منهما، كما ذهب تحليل عرّاب مشروع النهر والبحر – مثلث حمدي، وأجدني مرجحاً لكفة هذا التحليل على كفات التحليلات الأخرى، لما فيه من شيء من الواقعية، وللغموض الذي ضرب جوانب العملية العسكرية الكبيرة، التي لم يحدث مثلها منذ اندلاع الحرب، وما يزيد هذه التكهنات معقولية هو انزواء إعلام الطرفين وعدم الخوض العميق في تفسير ما

اسماعيل عبدالله

26 March, 2025

العقل الرعوي في الميزان (2/2)

الصبيان الذين تجاوزت أعمارهم العاشرة في البيئة الرعوية يعاملون كما الرجال، فتوكل إليهم مهام تنوء بحملها ظهور من هم في سنهم من أبناء الحضر، ومن المسؤوليات التي لا تخطر على بال الذين يجهلون تحديات البادية، أن من هو في العاشرة يستأمن على سلامة شقيقاته وخالاته وعماته الجائلات بين الفرقان، تجده يضرب بعصاه على الأرض ويمتشق سلاحه الأبيض ويتقدمهن في ثبات، إلى أن يوصلهن الوجهة المقصودة، ومن المصادر الغذائية الداعمة لنشاط الراعي التي يعتمد عليها اعتماداً أساسياً، اللحوم الطازجة والحليب الدافئ

اسماعيل عبدالله

24 March, 2025

العقل الرعوي في الميزان (1-2)

الملاحظ أن الأنبياء والمرسلين منهم الرعاة، ومهنة الرعي تكسب الإنسان مهارات قلّما يجدها في المهن الأخرى، فهي مقترنة بالعنت والمشقة والحكمة والصبر والأناة، لذلك كانت الطريق الممهدة للنبوة وسياسة الناس وإدارة بني آدم، فالحيوان والإنسان صنوان، ويقال أن البياطرة هم الأعمق معرفة بمكنونات الأحياء، لأنهم يتعاملون مع أبكم، والوسيلة الوحيدة للتواصل بينهم وبين هذا الأبكم هي الجمل الحسّية والإشارات الشعورية، فيدركون ما يجيش بخاطر هذا الكائن غير الناطق، ومن ثم يكتمل التواصل، وفي حياة أهل البادية تجد الموروث الرعوي محفوظ

اسماعيل عبدالله

16 March, 2025

جوهر المشكلة – الحركة الإسلامية

لكل أزمة سبب رئيس هو المرتكز الأساس لحدوثها، الحرب في السودان غطّت سماءها سحب الكذب والتضليل، وأضحى السؤال عمّن أطلق رصاصتها الأولى مثل جدل الدجاجة والبيضة، وكادت أن تضيع ملامح بدايات الحرب، وكيف شاهد وسمع الناس أصوات الرصاص بالمدينة الرياضية وطيبة، وبذات الذاكرة السمكية تبخرت من قبل ذكرى خطيئة انقلاب يونيو 1989، وما تبع الانقلاب من تخلق لنظام حكم الحركة الإسلامية، ونسي الناس أن حرب اليوم لم تـندلع فجأة، وتغافلوا عن إرهاصاتها وعلاماتها التي بدأت مع الانقلاب، الذي قاده العميد

اسماعيل عبدالله

14 March, 2025

المؤلفة قلوبهم من أبناء الحركة الإسلامية

المؤلفة قلوبهم من أبناء الحركة الإسلامية، هم الذين خرجوا مع بولاد وخليل وقنعوا من الركض وراء خير “الإنقاذ”، وهم الذين آووا إلى جبل الجاهزية من أبناء الهامش، الذين خدموا تحت عرش الحركة الإسلامية، بكل صدق بائن وضمير وقّاد، ثم استدركوا أنهم على الطريق الخطأ، وأنهم ليسوا سوى حملة أباريق وماسحي جوخ وحارقي بخور مجالس أمثال علي عثمان وعوض الجاز، فمنهم من عمل في الحراسات الخاصة، وآخرين ربطوا أوساطهم وقدموا الحلويات للضيوف داخل الدواوين الفاخرة للكهنة الكبار، هؤلاء يناسبهم حديث رسول

اسماعيل عبدالله

9 March, 2025

لماذا ولّت الحركة الإسلامية الأدبار شرقاً؟

منذ سطو الحركة الإسلامية على السلطة، لم تواجه تمرداً أثار حفيظتها كتمرد دارفور وكردفان، فلم تحسب له الحسبان الكافي، ظناً منها أنه مجرد صداع يزول بتناول حبّة البندول، كما قال الطيب مصطفى مهندس كراهية الجنوبيين الذي فصل الجنوب أرضاً وشعباً، حينما عقد المقارنة بين تمرد قرنق وتمرد دارفور، فلم يدري استراتيجيو المركز المتجلي في الحركة الإسلامية، بأن التحدي الأكبر هو الغرب الكبير مصدر البترول والصمغ العربي، قبل أن يكون مصدراً للرجال الأشداء، فمن لا يقرأ التاريخ لا يهتدي إلى سواء

اسماعيل عبدالله

7 March, 2025

العلمانية – غربال الدجل الديني والشعوذة السياسية

سألني أحد الأصدقاء عن انعكاسات الإشارة للعلمانية بشكل واضح وصريح في ميثاق التأسيس، وأثر ذلك على الشارع السوداني المستغل (بفتح الغين) من المنافقين المتدثرين برداء الدين مظهراً، والبعيدين عن تعاليمه السمحة قولاً وفعلاً، ومدى خطورة نثر سمومهم بين الأوساط الشعبية بخلط الأوراق وإساءة استغلال الفهم المغلوط للعلمانية والدين، واستغلال بساطة الناس وحسن نواياهم وصدق مقاصدهم، في إشعال نيران جدل مهووس وأحمق، يؤدي لاغتيال شخصيات روّاد التغيير المؤسسين الجدد، كان ردي على هذا الصديق الصدوق أن الحركة الإسلامية حكمت السودان ظلماً

اسماعيل عبدالله

27 February, 2025

نهاية حزب عظيم

حزب الأمة في نسخته الأخيرة صار شركة خاصة بالصادق المهدي وعائلته، ومن لم ترضى عنه العائلة من عضوية الحزب خرج طائعاً أو أخرج عنوةً، ومن يطمح للمزيد حسب جهده التنظيمي، يكون من المغضوبين عليهم ويضطر للمغادرة غير مأسوف عليه، والحديث عن التجديد جريمة لا تتسامح معها العائلة، ولا تتورع في استخدام أبشع الوسائل لعقاب من يجرؤ على ذلك، مثلما جرى للدكتور الوليد آدم مادبو ابن قطب الحزب المهندس آدم مادبو – وزير الدفاع الأسبق، كان من المتوقع أن يصل الحزب

اسماعيل عبدالله

26 February, 2025

الحركة الإسلامية السودانية – لا دين صانت ولا دنيا أقامت

واحدة من مهازل التاريخ السوداني الحديث، أن أطلت جماعة دينية – سياسية، اربعينيات القرن العشرين على مسرح الحياة العامة، وتغلغلت في الوسط السياسي، فتحوّرت وتبدلت اسماً وشكلاً، وبقيت مضموناً، وفي كل مراحلها طفقت تطرح تطبيق الشريعة الإسلامية برنامجاً للحكم، كانت أول تجربة لها في ممارسة السلطة مع نظام جعفر نميري، بعد المصالحة الوطنية، فاستطاعت إقناع رأس النظام بأن يكون (إماماً للمسلمين)، فانحرف مائة وثمانين درجة، وطبّقت ما عرف بقوانين سبتمبر زعماً منها أنها شرع الله، فقطعت يد الفقير السارق وتركت

اسماعيل عبدالله

24 February, 2025

ميثاق التأسيس شيّع الإخوان المسلمين لمثواهم الأخير

أما وقد أناخ المؤتمرون بعيرهم بالعاصمة الكينية نيروبي، فخلصوا إلى وثيقة ميثاق التأسيس، الممهدة لاستكمال هياكل حكومة السلام المرتقبة، تكون عصابة بورتسودان الإخوانية قد تلقت الضربة القاضية، ودفعت ثمن مماطلتها ورفضها سماع صوت غالب الشعب الذي اكتوى بجمر الحرب، التي خططت لها ونفذتها، فمعلوم أن تنظيم الإخوان المسلمين (الحركة الإسلامية) في السودان، الحاكم لأكثر من ثلاثة عقود، هو المسؤول الأول من اندلاع الحرب الكارثية، والممول والمتآمر مع قوى إقليمية لتدمير الإنسان والبنى التحتية، والمتحدي للوسطاء والمسهلين بعدم الاستجابة لصوت العقل،

اسماعيل عبدالله