ماذا فعل الإخوان المسلمون في السودان بعد أن اختطف الدكتور حسن الترابي المنهج المصري وسودنه على نمطه الخاص؟ أولاً اختلفوا رغم وصية إمامهم، ثمّ ركّزوا على البناء الحركي والتنظيمي وليس الفكري، ودخلوا السياسة من باب المخادعة لا من باب المبادئ
نجد أنّ العامل المشترك بين كل أصحاب الدعوات لتجديد الإسلام معاني وممارسة هو شعورهم بالتفوق على غيرهم علماً أو منهجاً أو فهماً فوضعوا أنفسهم في مكان المعلم الذي يجب أن يُتّبع ولم يساورهم شك منهجي في يقينهم الخاص بسلامة منهجهم ولا إمكانية أن يكون هناك منهج
لقد تحدثت عن طريقة تفكير الإمامين المهدى وحسن البنّا، وخلصت إلى أنّ الإمام المهدى استخدم التفكير التذكّرى الذي يعتمد على المعارف القديمة لحلّ المشاكل بدون وعىٍ كبير بفقه الواقع، وأيضاً اعتمد على نوع التفكير الانشقاقي الذي يرى الأشياء إما بيضاء أو سوداء وافتقر
بالرغم من تجديد الإمام المهدى لثوب الفقه في زمانه ولكن تجديده كان تجديد المقلّد للسنّة بترك الشوائب والتمسّك بالثوابت، وهذا التجديد اعتمد على التفكير التذكّرى كما سبق ونوّهنا إذ أنَّه حاول إعادة تجربة الإسلام الأولي بحذافيرها ابتداءً من الوحي في الغار حتى فتح الخرطوم، وبذلك
سنتطرق في هذه الحلقة لنوع آخر من التفكير له بالغ الأثر على إقبال الناس لاعتناق فكرة جديدة أو الاقتناع بها أو مساندتها والإخلاص لها وهو ما يُعرف بالتفكير الحنيف أو الملتو.