ذكرنا أنَّ نتيجة الحرمان هو ترقيق إحساس الشاعر المُعاني وشحذ قدرته لتقمّص أحاسيس الآخرين ولو كانوا جماداً ولكنَّه في ذات الوقت قد يقود لتبلُّد الإحساس في أُناس آخرين أو قد يقود للأمرين معاً وشخصية الشاعر الرومانسي لورد جورج غوردون
نختم تأملنا في قصيد إلياس فتح الرحمن بالتذكير بما ذكرنا من قبل أنَّه منذ تريض الخيول انقسم الناس لطبقتين كما قال أمل دنقل: "والخيولُ جدارٌ به انقسم الناس صنفين: صاروا مشاةً وركبان"
اختلف أهل العلم في طبيعة صفات الشعوب وتساءلوا هل هي أصيلة باقية لا تغيّرها الأحوال والأهوال أم هي زائلة بزوال الأسباب وتغيّر السّياق؟ وانتهى جلّهم إلى الخلاصة الأخيرة ولكن الشعراء والحالمون تأسرهم ذكريات الليالي الوضيئة في زمنٍ
كلنا نبغي الصديق الصدوق وأيُّ صديقٍ تبتغى غير جوادٍ يحملك بلا كللٍ أو مللٍ، وعَرَق جلده كدموع أعينٍ باكية أو شموعٍ ذائبةٍ في غيهب الليل تضئ الطريق لمدن الأحلام يجذبك بريقها، يشاركك المصير والألم والمناجاة، ويؤنسك في السري رفيقيكما الحلم
قال الخيمائي للفتى قبل بدء رحلته بحثاً عن كنـزه: "غداً بع جملك واشتر جواداً، لأنّ الجمال خائنة: فهي تسير آلاف الخطى، دون أن تُبدى أي إشارة تدلّ على تعبها.
وفي خاتمة تأملنا في ديوان أستاذنا عالم عباس، والأمور بخواتيمها، نواصل بحثنا في استخدامه للإطناب لتكثيف الصورة الشعرية والشعورية وكيفية استخدام الرموز التي استقاها من بيئته.
أهداني الشاعر المتميّز الأستاذ عالم عبّاس ديوانه (من شمس المعشوق إلى قمر العاشق) وهو من منشورات مدارك، وقد كان ذلك ذات ليلة طيّبة مباركة في دار شيخ العرب وسيّد الفصاحة البروفسير عبدالله حمدنا الله احتفاءً بشخصي وزيادة في المودّة، جمع فيها من الأقمار ما كاد يُعشينا،