المولي عزّ وجلّ وضّح لنا كيف أنّه عرض الأمانة على السماوات والأرض فأبين أن يحملنها وقبل حملها الإنسان، الذي وصفه بأنّه ظلومٌ جهول، وذلك يعني عدم وعيه بما في هذه الأمانة من التزامات ومسئوليّات، وعدم وعيه بطبيعته وإمكاناته، أي هل بإمكانه
تحدّثنا عن سيّدنا آدم عليه السلام بعد أن أُذِن له أن يسكن الجنّة مع زوجه وقلنا على رغم العلم الذي وهبه له الله سبحانه وتعالي فهو علمٌ ناقص والوعي بطبيعته البشريّة قاصر، وهو شيء ما يزال قائماً إلى الآن يستغلّه إبليس في إغوائنا كما فعل مع أبينا سيّدنا آدم
بعدما بحثنا في درجات العلم وقسّمناها إلى أربعة أقسام نوّهنا إلى أنّ "المبتدئ" ينقسم إلى "طالب علم" وإلى "نصف المتعلّم" وإلى أنّ الأخير هو الذي يجرُّ على نفسه وعلى الإنسانيّة جمعاء الكوارث نتيجة الفوضى الفكريّة لديه والغرور بما عنده من العلم
تحدّثنا عن الفكر الأيديولوجي وعرّفناه، حسب رؤيتنا، ومن الواجب عرض شذرات من تاريخ المفهوم لمن لا خلفيّة فلسفيّة له، حتى تكون عوناً على وضع المفهوم في سياقه التاريخي وبالتّالي في سياقه الراهن.
سنتطرّق لظاهرة الفكر الأيديولوجي، وهو وَهْمُ امتلاك الحقيقة المطلقة، والثبات المُتحجّر على رأيٍ ما، مهما بان خطله، ونفي للرأي الآخر، وهو ما يُعرف ضمنيّاً بالتّعصّب الذي قال عنه الفيلسوف دنيس ديدرو: "لا يفصل بين التعصّب والبربريّة إلا خطوة واحدة"
تساءل البعض عن الفرق بين الشك الارتيابي البدائي والشك الفلسفي المنهجي، لأنّ في زعمهم أنّ الشكّ هو الشكّ والإنسان بين اختيارين أن يشكّ أو لا يشك،ّ بمعني أن يكون أو لا يكون.