9 December, 2022
تفكيك التمكين: عندما يعود لثورة ديسمبر بريقها
ثورة ديسمبر ضد الكيزان و فكرهم المدمر و يجب أن تستمر روح التخلص من أثارهم المدمرة و قد تجلت في تدمير مفهوم الدولة كمفهوم حديث.
ثورة ديسمبر ضد الكيزان و فكرهم المدمر و يجب أن تستمر روح التخلص من أثارهم المدمرة و قد تجلت في تدمير مفهوم الدولة كمفهوم حديث.
الشعب السوداني ضحية سببها أن نخبه وضعته في خط الحضارة العربية الاسلامية التقليدية التي تقاوم الحداثة بشكل مخيف.
غياب فكرة المسؤولية الاجتماعية نحو الفرد جعلت أتباع الأحزاب السودانية يتكالبون على ما تركته الإنقاذ من ركام ظنا منهم بأن ركام الانقاذ يشكل دولة و ما عليهم غير التهافت على تقسيم الوظائف في محاصصة بليدة لا تذكر بغير نخب زمن الاستقلال و فكرة السودنة و كيفية التكالب و التهافت على ما تركه الانجليز من وظائف.
خطر بالبال بسبب عودة الميرغني و يا ليت لو قلنا عودة الوعي لأن الوعي لا يمكن أن يعود مع الميرغني و ما أحوجنا لعودة الوعي كما كتب توفيق الحكيم معنونا كتابه و على أي حال عودة الميرغني و غياب الوعي تربطهما علاقة عكسية اما عودة الوعي أو عودة الميرغني فكانت عودة الميرغني.
من غرائب الأمور أن تطور الفكر في السودان لم يرتبط أبدا بقيام الجمهورية.
حاولت أن ألفت انتباه النخب السودانية مرارا و تكرارا الى أن هناك جمود و تكلس فكري تجيده النخب السودانية و يتجلى في إنحباسها في حقبة ستينيات القرن المنصرم.
مهما حال جبّار الصدف بيننا و بين بدايتنا الصحيحة مع العالم من حولنا سوف تأتي لحظة تكون فيها المحاولة ناجحة و لا أشك لحظة أن ثورة ديسمبر هي بداية صحيحة للشعب السوداني و فرصة ليبداء أول خطواته الصحيحة في مشواره مع العالم ليسير و يلحق بمواكب البشرية و قد حققت إزدهارها المادي و قد إنعكس في إرتفاع مستوى المعيشة و إرتفاع في مستوى الوعي نتيجة التحولات الهائلة في المفاهيم و علاقتها الطردية بمسألة فهم ظاهرة المجتمع البشري خاصة فيما يتعلق
من عادات النخب السودانية المرذولة إستكانتهم لعقل الحيرة و الاستحالة أسير الخوف المرضي المعشعش على رؤسهم جيل عبر جيل.
على الشعب السوداني أن يدرك بأن إنقلاب البرهان الفاشل كانت تقف وراءه كل من مصر و السعودية و الإمارات و لسؤ حظهم أن وعي الشعب السوداني كان يفوق تخيلهم المريض عن الشعب السوداني.
يجتهد كثير من المفكرين السودانيين في تقديم تبرير لكيفية قيام الأحزاب السودانية في منتصف أربعينيات القرن المنصرم و يحاولون جهد ايمانهم أن يقدموا صورة وردية لحركة تطور الفكر بين نخب ذلك الزمن و قطعا لكل منهم فرحه الخاص بزعيمه الذي لا يرى أفق بعده.