التقيت مرة مع بعض الاصدقاء بأستاذ العلوم السياسية الامريكي بيتر بيتشولد الذي ساعد في تدريب العديد من الديبلوماسيين الامريكيين وأسهم في لفت أنظار بعضهم الى السودان الذي يحتفظ له بمودة خاصة.
التكوين الثالث؟ في المحاكمات التي تمت لرموز العهد المايوي عقب أنتفاضة أبريل 1985 وقف أحد المتهمين بالفساد في ذلك العهد وهو رجل الاعمال خضر الشريف متحدثا عن جهوده في دعم الاقتصاد السوداني ثم حدق في كاميرا التلفزيون التي كانت تقوم بتصوير الجلسة وأشار اليها قائلا:
شيء من التنظيم، شيء من المؤسسية: اذا كان الطريق الى جهنم مفروشا بالنوايا الطيبة فالطريق الى فشل الثورات أو عدم تحقيق أهدافها يعود في جزء كبير منه الى العشوائية وعدم التنظيم المؤسسي.
تبدو ثورة ديسمبر- أبريل نموذجا أخر لما أطلق عليه الديبلوماسي البريطاني السابق كارني روس في كتابه المعنون "ثورة بلا قيادة"، اذ انها بلا قيادة فردية بارزة ولا تنظيم سياسي واحد كما هو الحال مع مختلف ثورات الربيع العربي.
نجاح الثورة المتوقع، رغم العثرات، في العبور الى تشكيل هياكل الفترة الانتقالية وعدم انزلاق البلاد الى حالة من العنف والفوضى لا يعني ان مرحلة الخطر تم تجاوزها بسلام.
في تصريحاته الاخيرة أشار وزير البترول والمعادن أزهري عبدالقادر الى ان السودان موعود بطفرة نفطية جديدة وحث الشركات الاجنبية على أحتلال مقعدها مبكرا مضيفا ان تحسن أسعار النفط والرفع المتوقع لأسم السودان من قائمة الدول الراعية للأرهاب سيساعد في أحداث تلك
عندما يلتقي مصدرو النفط من داخل وخارج أوبك يوم غد الخميس في فيينا فأن تركيزهم والعالم معهم سيكون على قضيتين: الى أي مدى يمكن للقرارات التي ستتخذ تحديدا فيما يخص خفض الانتاج أن تسهم في وقف تدهور أسعار النفط وأهم من ذلك الآلية التي ستنفذ هذه القرارات.