سنوات ما بين الحربين العالميتين الأولى ( 1915م-1918م) والثانية (1938م-1945 م)، شهدت تطوراً نوعيا في الممارسات الدبلوماسية ، انتقلت فيه العلاقات بين الدول من طابعها الثنائي التقليدي، إلى طابعٍ جماعيٍّ مستحدث.
أية لعنة حلت بالدبلوماسية السودانية، تلك التي ظل صيتها ومنذ سنوات الإستقلال في الخمسينات وإلى التسعينات، لامعا براقاً، بانجازات طغت بصورة لافتة على تجاوزات من قلتها، لا يكاد تلحظها العيون المراقبة .
لماذا تبدو صورة العلاقات العربية -العربية ، مشوبة بضباب كثيف، ومحاطة بأجواء من الشكوك والرّيب، دون أن نرى في الأفق بادرة لما يمكن وصفه بالخيط الذي يجمع حبات العقد المنفرط، أو أن ينبعث من كوة النفق المظلم، ضوء يبدد إظلامه.
من ينظر بعين فاحصة لبعض جوانب الأداء الحكومي في السودان ، يرى مدى الاستهانة بمؤسسية الأداء الإعلامي ، فيرى الركون إلى نوع من المزاجية والفوضى، في الإخبار عن أداء الوزارات والهيئات الحكومية .
في إطلالةٍ عجلى على مجملِ أحوال "العالم الثالث"، مُقارناً بأحوال "العالم الأوّل"- مُقدِراً أن يعذرني القراء لاعتماد تصنيفٍ عفا عليه الزّمن المعاصر- فإن قدراً من المفارقات ترصدها العين الفاحصة .
وأنا طالب في أوائل المرحلة الثانوية في مدينة أمدرمان، أواخر عام 1966، كنت أداوم على زيارة مكتبة أم درمان المركزية، حين وقع بصري على مجلة "حوار" على رف المجلات.
قبيل مغيب الخميس، اليوم الثاني عشر من شهر أكتوبرعام 2017، جئنا إلى "شارع بليس" الشهير في قلب بيروت، أنا وصديقي الدكتور "عبد السلام سيد أحمد"، الممثل الاقليمي للمفوض السامي لحقوق الإنسان (الأمم المتحدة) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمقيم في بيروت.