يُخطىء - كائن من كان – من ظنّ أو يظن، أنّ الثورة السودانية الظافرة، ستجهضها وتُفرغها من محتواها الوطنى والقومى والإنسانى، محاولات خلق فوضى مُصطنعة، أو إحداث فراغات أمنية، تُستغل فى المحصلة الأخيرة، لإجهاض الثورة وحرفها عن مسارها القاصد، وهو تحقيق أهدافها المُعلنة والواضحة والصريحة
المتابع/ة الحصيف/ة لمشهد ( سير) المفاوضات الجارية – الأصوب " المتوقفة "- بين طرفى التفاوض- حكومة الثورة، وبعض فصائل الحركات المسلّحة - فى جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان، يتّضح له/ا من الوهلة الأولى، أنّها مازالت تمضى فى خانة " محلّك سِر"، و" خطوات تنظيم"، و وهى فى حالة ولادة "
نحن فى ديسمبر- شهر اشتعال جذوة الثورة السودانية الظافرة – كما أنّنا فى اليوم العاشرمن ديسمبر، وهو اليوم العالمى لحقوق الإنسان، والذى من أوجب واجباته " الإعتراف بالكرامة المتأصّلة فى جميع أعضاء الأُسرة البشرية وبحقوقوهم المتساوية الثابتة على أساس الحرية والعدل والسلام فى العالم "، وبلا أدنى شك، يأتى فى مقدمة هذه الحقوق ( الحق
تُعتبر حرية الصحافة والتعبير، وحرية الإعلام، والحق فى المعلومات - عالميّاً، وكما فى الحالة السودانية، أيضاً - من الركائز الأساسية والرئيسية فى عملية (( الإصلاح الإعلامى ))، والإنتقال به، من ضيق حالة (( الإظلام الإعلامى )) التى تفرضها وتسعى لتكريسها الأنظمة الدكتاتورية والشمولية، على الصحافة المطبوعة، وبقية وسائل الإعلام المسموع،
بعد مُعاناة، ولنقل – بلا تحفُّظ - ولادة متعثّرة، تمّ التوقيع بالأحرف الأولى على وثيقة (( الإتفاق السياسى لإنشاء هياكل ومؤسسات الحكم فى الفترة الإنتقالية )) بين المجلس العسكرى وقوى إعلان الحربة والتغيير، صباح الأربعاء 17 يوليو 2019...
كعادته فى الوقوف فى عقبة التاريخ الخطأ، يُخطىء " حمار" المجلس العسكرى الإنقلابى مرّة أُخرى – ولن تكون الأخيرة – فى الوقوف فى عقبة مُصادرة الحريّات التى انتزعها شعبنا العظيم – من النظام القديم- عُنوة واقتدارا، ولم تأته منحةً من أحد.
دون الدخول فى متاهات العوالم اللاهوتية، والتوسُّع فى معانيها ودلالاتها، إذا كانت كلمة هرطقة تعنى الأتيان بالبدع/ة المخالفة للدين وأُصوله فى المسيحية ، فإنّ واحد من أكبر عجائب الهرطقات فى عصر الثورة السودانية - بلا شك، وبلا مُنازع - هو التلويح أو التلميح بالدعوة لـ(إنتخابات مُبكرة ) فى سودان ثورة ديسمبر
أنجزت الثورة السودانية وعدها، بتحقيق شعار " الشعب يُريد إسقاط النظام "، الذى كان " بذرةً "، فى رحم الغيب " غيب الثورات "، و" نُطفةً " فى رحمها الرحيم، الذى لا يعرف الإجهاض، و" فكرةً "، بل،" حٌلماً " مشروعاً، فى أدمغة وأفئدة الثوّار والثائرات، ثُمّ تحوّل - بالنضال